أوضح الأمير فيصل بن محمد بن ناصر في إجابته عن سؤال لـ«عكاظ» عن أكثر الجماعات الإرهابية استهدافا للمملكة، أن الذين يهاجمون السعودية هم الجماعات التكفيرية،«هذا أمر مفروغ منه، وما زال الصراع قائما».
وأضاف: ما تحدثت عنه في ملتقى الأمن الفكري، هو أن الجماعات الناشطة فعليا ليست جماعة واحدة وإنما تنظيم عالمي، إذ اتحد المتطرفون لدينا ولدى غيرنا. وأضاف الأمير فيصل أن المملكة هي النموذج الإسلامي الوحيد الموجود حاليا، ويريد المتطرفون النيل منها عبر غزو المجتمع، لأن الحرب حاليا ضد أفراد، والسعي لتفتيت المجتمع وعزله عن أصوله وماضيه ومبادئه من أجل ظهور صراع بين دولة وشعبها، وهذا هو الإرهاب الجديد، الذي بدأنا نلاحظ تأثيره. وأشار إلى أن أمن المملكة الفكري قوي، بدليل أنهم حاولوا إبان ثورات الربيع العربي الدخول إليه والتغلغل فيه، ولكنهم فشلوا. وأوضح أن الفكرة أصبحت الآن البدء من القاعدة وتدمير فكر الشعب من أجل الانقضاض على النظام، وهذا هو هدف الجماعات التكفيرية.
ودعا الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر، في أولى جلسات ملتقى الأمن الفكري الذي يعقد تحت عنوان «أساليب تجنيد الجماعات المتطرفة للشباب»، إلى التعامل بفكر عال مع التقنية مستعرضا مراحل استخدام المنصات الإلكترونية بواسطة المتطرفين، وما يجب الحذر منه، وضرورة توعية الأجيال بأساليب التنظيمات الإرهابية. وقال الأمير فيصل إن السعودية قلعة حصينة باقية للإسلام وإنه من الطبيعي أن يكون الرجل المتدين قدوة، ولكن هل هو مُتديّن فعلا ؟، «ليس كل ملتحٍ مُتديّنا». وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية مرّت بمرحلتين، الأولى مرحلة الانتشار في الفترة من 1999 إلى 2009 والثانية مرحلة الذهبية من العام 2010 حتى 2015. وأوضح أن المرحلة الأولى استخدمت المنتديات المغلقة في نشر الفكر المتطرف، وكان محتوى المادة العلمية داخل هذه المنتديات نتاج الجهاد الأفغاني وما تمخّض عنه من ظهور تنظيمات متطرفة.
وكانت فعاليات المنتدى بدأت أمس (الإثنين) بجامعة الملك خالد في أبها ويستمر لمدة يومين بمشاركة عدد من الجامعات السعودية والمختصين برعاية مدير الجامعة الدكتور فالح رجاء الله السلمي، الذي رحب بضيف الملتقى. وأوضح أن الثورة المعلوماتية والانفتاح المعلوماتي يعدان من أهم مصادر الثراء المعرفي ومن الضروري أن يتم توجيهها لخدمة الإنسانية ويحقق للأوطان أمنها واستقرارها. من جانبه، أكد نائب المشرف على وحدة التوعية الفكرية بالجامعة الدكتور مسفر الوادعي أهمية دور المؤسسات التعليمية في صناعة الوعي الفكري السليم من خلال تزويدهم بأدواته التي تؤهلهم للتمييز بين الحق والباطل والنافع والضار وبين العدو والصديق، مشيرا إلى أن الملتقى يعتمد بشكل رئيسي على مشاركات الطلاب والطالبات التي تجاوزت 60 مشاركة من مختلف الجامعات، اجتاز التحكيم منها ما يزيد على 20 ورقة. وفي السياق ذاته شكر الطالب بجامعة حائل حسين المسيعيد باسمه ونيابة عن المشاركين جامعة الملك خالد على إقامة الملتقى، مؤكدا أهميته لما يحتويه من جلسات ودورات تسهم في تحقيق الأمن الفكري والمواطنة الرقمية. وشارك الطالب في جامعة الأمير سطام بتعريف مواقع التواصل الاجتماعي وإيجابياتها وسلبياتها وقدم عددا من التوصيات منها إجراء المزيد من البحوث حول النسق القيمي للشباب، وعلاقته بوسائل الإعلام الجديد، ورصد التأثيرات المحتملة لاعتمادهم على الوسائل الإلكترونية. إلى ذلك يتحدث في جلسة اليوم (الثلاثاء) المتحدث باسم أمن الدولة اللواء المهندس بسام عطية عن تاريخ الجماعات المتطرفة، ودور وسائل التواصل في تهديد الأمن الفكري، ويدير الجلسة الطالب عبدالرحمن الراشدي من جامعة الأمير سطام، ويشارك في الجلسة عدد من منتسبي جامعات حائل، الملك خالد، تبوك، الجامعة الإسلامية، وجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز وتليها الجلسة الختامية التي يصوغها الطالب محمد البسامي من جامعة الملك خالد، ومشاري الصامل من جامعة حائل، تعقبها مبادرات طلابية وعرض موجز لها، ويختتم الملتقى فعالياته بدورة تدريبية، تستهدف رؤساء الأندية الطلابية ومشرفي الوفود المشاركة، يقدمها الدكتور عبدالعزيز الهليّل.