-A +A
حازم المطيري (الرياض)

أكد خبير الأمن السيبراني الدكتور محمد المشيقح، أنه في ظل التحديات المتسارعة التي تكتنف مجال الأمن السيبراني، فإن هناك اليوم أكثر من مليون وظيفة شاغرة عالمياً للمتخصصين في هذا المجال، 25 في المئة منها في منطقة الشرق الأوسط.

وعن أهمية مجال الأمن السيبراني الذي أضحى هاجس الكثير من الحكومات والشركات الكبرى حول العالم، ذكر المشيقح وبحسب دراسة أجرتها (Harvard Business Review)، أن الهجمات السيبرانية باتت تكلف العالم اليوم 1000 مليار دولار سنوياً، وهذا الرقم يعادل 3 أضعاف تكاليف الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية حول العالم.

وأشار في ذات السياق، إلى أن التكلفة الناتجة عن ضرر الهجمات السيبرانية على اقتصاد المملكة في عام 2016 بلغ 4.25 مليار ريال، أي ما يعادل 0.17 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

واستعرض المشيقح خسائر الهجمات السيبرانية على الأفراد، فبحسب تقرير نشرته شركة (Norton)، فإن حجم الأضرار التي لحقت بأكثر من 970 مليون شخص بلغت 172 مليار دولار في 2017.

ونوه بأن منتدى الاقتصاد العالمي في مؤتمره عام 2018، خلص إلى أن خطر الهجمات السيبرانية هو ثالث أكبر خطر قد يهدد اقتصادات العالم في عام 2019.

وعن أهمية الثورة الصناعية الرابعة التي نعشيها اليوم ودورها في تطور صناعة الأمن السيبراني، أشار الدكتور المشيقح إلى أن اندماج التقنية في الحياة قد حول تركيبة العديد من المعادلات وعلى رأسها المعادلة الاقتصادية، ففي عام 2000م كانت نسبة شركات التقنية 20 في المئة ضمن أكبر 500 شركة في السوق العالمي، لتصل مع نهاية 2018 إلى 60 في المئة من حجم السوق العالمي.

وألمح المشيقح إلى أن هذا التطور الهائل يمكن أن يجعل من الهجمات السيبرانية شرارة لأي أزمة اقتصادية عالمية في المستقبل، وذكر هذا خلال تعليقه على مقال نشرته (Harvard Business Review) في ديسمبر من عام 2018.

جاء ذلك في المحاضرة القيمة التي ألقاها أمس (الأربعاء) الدكتور محمد المشيقح تحت عنوان: «الأمن السيبراني.. لماذا كل هذا الاهتمام؟»، وذلك ضمن فعاليات منتدى «أسبار» الدولي، والتي حضرها عدد من المثقفين والمفكرين والأكاديميين والمختصين في أمن المعلومات والتقنية، وأدارها الدكتور رياض نجم، وقد أثير خلال المحاضرة العديد من التساؤلات والأفكار والطروحات.