حذر السديس في خطبة الجمعة من علل الأفكار والشبهات وخلافات الشر.
حذر السديس في خطبة الجمعة من علل الأفكار والشبهات وخلافات الشر.
-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة) okaz_online@
أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس أن الخلاف هو الشر الذي يؤدي إلى النزاعات والخصومات، والفساد والإفساد، بينما الاختلاف قد يكون محموداً، فهو سنة من سنن الله الكونية.

وأضاف السديس في خطبة الجمعة: نحن في عصر علت فيه فتن الماديات، واستفحلت فيه علل الأفكار والشبهات، وأدلج فئام من الناس عقولهم سوء الوسن، ومدوا في ميادين الغواية كل رسن، وزين لهم سوء عملهم فرأوه كالحسن، وأهاجوا فتنا وخطوبًا، ومعارك وحروباً، سالت فيها دماء، ومزقت فيها أشلاء، وذهب فيها أبرياء، من أجل رأي علميّ، أو اختلاف سائغ في اجتهاد فرديّ، وكُلٌّ يدعي محض الصواب، ويزعم أنه المُحِقُ بلا ارتياب، يوالي من أجل مشرب، ويعادي من أجل فِكْر أو مذهب، وهنا تبرز إشراقات هذا الدين، وعظيم خصائصه التي أبهرت العالمين؛ حيث كلأت الشريعة بِعَيْن أحكامها، وضَمَّخت بِرُدَاعِ لطفها وحنانها، أواصر الأُلفة والتلاحم، والأُخوة والتراحم، تلكم الأواصر الاجتماعية السامية، والوشائج الروحية والخُلُقية النامية، التي حثت عليها تعاليمه القاصدة، وأكدتها أحكامه ومقاصده، حتى في الاختلاف، وسد ذرائع الخلاف.


وبين الشيخ السديس أن المتأمل في تاريخ الأمة الإسلامية يلحظ أن الغالب اشتغالها بالاختلاف فيما بين أفرادها في أزمنة الاسترخاء والترف الفكري، ويضمر حين تواجه الأمة خطرا محدقا أو عدوا متربصاً، فتعود إلى الاشتغال بالمهمات، والحرص على وحدة الصف الداخلي في مواجهة عدوٍ خارجي مخالف في أصل الملة، وليس في مسألة أو مسائل أو اجتهادات، وليكن بحسبان أنه لا ينبغي لمن وَلَجَ بنفسه فنظر في اختلاف الأمة الإسلامية أن يُغْفِل أو يُهْمِل التفرقة بين من خالف في مسألة أو مسائل باجتهاد يُعذر به، ومن خالف في أصولٍ لا يسع المسلم جهلها أو مخالفتها.