شكلت موافقة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في العاصمة الصينية بكين، على البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية، تعميقاً للشراكة الاستراتيجية على كافة المستويات والأصعدة، حيث تُعد اللغة الصينية واحدة من أهم لغات العالم قديماً وحديثاً، وتحمل بين طياتها ورموزها حضارة وثقافة عريقة يمتد تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، ولا يضاهيها في القدم والثراء سوى الحضارة العربية القديمة، والتى يربطهما صلات قوية نشأت عبر طريق الحرير البري والبحري الذي كان همزة الوصل للتبادل التجاري بين الصين والدول العربية، ودخول الإسلام إلى أجزاء كبيرة في الصين.
وسيلعب برنامج اللغة الصينية والترجمة في كلية اللغات والترجمة في جامعة الملك سعود دوراً كبيراً في مشروع اللغة الصينية داخل المدارس والجامعات السعودية، حيث تم تفعيل برنامج اللغة الصينية والترجمة عام منذ 2009/2010 م.
وتُعد اللغة الصينية في العصر الحديث واحدة من لغات العمل الخمس في الأمم المتحدة، ويتكلم بها قرابة ثلث سكان الكرة الأرضية (جمهورية الصين الشعبية) التي تضم هونج كونج ومكاو وتايوان، ونسبة كبيرة من سكان سنغافورا وتايلاند وماليزيا وإندونسيا.
وبعد أن طبقت الحكومة الصينية سياسة الإصلاح الاقتصادي والانفتاح عام 1978بخطى واعية، حققت الصين قفزات كبرى في شتى المجالات المختلفة، فهي ترتبط مع السعودية والعديد من الأقطار العربية بعلاقات اقتصادية وتجارية وسياسية وثيقة، وتزايدت الاستثمارات السعودية في الصين وكذلك الاستثمارات الصينية في المملكة، إضافة إلى علاقات أخرى في شتى المجالات.
وتلعب معاهد كونفوشيوس التي أنشأتها الصين لتعميم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية، وهي مؤسسات غير ربحية للتعليم والتبادل الثقافي في كل أنحاء العالم، دوراً رئيسياً في مشروع اللغة الصينية في المدارس السعودية، حيث يمتلك المعهد أكثر من ٤۰٠ فرع في ١۰۸ دولة في نهاية عام ٢۰١٢.
ويبلغ عدد المؤسسات التعليمية للتعليم العام من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر 38 ألف مؤسسة، يشغلها 5 ملايين و986 ألف و414 طالباً وطالبة، يباشر تدريسهم 540 ألف معلم ومعلمة.
وستوفر مادة اللغة الصينية على مدار السنوات الخمس القادمة أكثر من 38 وظيفة وفقاً لعدد مدارس البنين والبنات.
أما بالنسبة للتعليم العالي، فقد بلغ عدد المؤسسات التعليمية جامعات وكليات 56 مؤسسة، تضم مليوناً و402 ألف طالب وطالبة، و70 ألفاً من أعضاء هيئة التدريس.
وبحسب الاتفاق السعودي الصيني، فإن الجامعات السعودية الناشئة في طور تأسيس كليات للغات والترجمة، إضافة إلى كليات اللغات والترجمة الحالية وإضافة اللغة الصينية كمنهج دراسي.