في لقاء من العيار الثقيل، شهدت الجلسة الثانية من منتدى مسك للإعلام، التي حملت عنوان «من يصنع الرأي العام؟»، مشاركة كل من وزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي، والإعلامي المصري عمادالدين أديب، وأدار الندوة رئيس تحرير «عكاظ» جميل الذيابي. ودافع الذيابي في بداية اللقاء عن قوة الإعلام الرقمي وتأثيره الضخم، مؤكدا أن الإعلام الرقمي هيأ للجيل الجديد أدوات فاعلة ومؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة وإبداء الرأي. وأضاف أن الإعلام الرقمي خلق ما يعرف بـ«صحافة المواطن»، إذ أصبح في يد كل مواطن هاتف محمول يكتب من خلاله ويعبر وينتقد وينشر في لحظات، معتبرا أن ذلك جعل من كل شخص بمثابة وزير إعلام، وقال «وزارات الإعلام أصبحت مثل ما يقال: «كانت الصحافة تكتب والناس تقرأ، واليوم يقال: الناس تكتب وتقرأ». وأكد جميل الذيابي أن السرعة باتت هي الفارق في الإعلام الجديد، وأن القوة والتأثير تصبحان بيد من له السبق الأول، مشيرا إلى أهمية المتابعة اللحظية للأخبار التي باتت تتحكم في توجيه دفة الإعلام.
وأضاف أنه برغم أن 64% من المجتمع العربي من الشباب الموجودين على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن أزمة العالم العربي تكمن في ضعف التسويق السياسي على المنصات، مطالبا بضرورة التحرك باتجاه العصر الجديد، والخبر اللحظي، «إن لم نملأ فراغاتها سيملأها عدونا». وانتقد الإعلامي المصري ما وصفه بأكبر مشكلة تعاني منها النخبة، وهي مجاملتها لأصحاب القرار، مشبها ذلك بالطبيب الذي يقول للمريض «كُل ما تشتهي» لأنه يخاف منه، مضيفا أن على الطبيب ألا يجامل مريضه، وأن يضع أمامه كل مشاكله الصحية حتى يتمكن من علاجها، وهو ما ينطبق على النخب العربية المطالبة بوضع مشكلات حكوماتها أمامها وألا تجاملها. وأكد أديب أن الزمن تغير، وأنه لم يعد من الممكن مراقبة العقول وصنع الرأي العام، «من الأفضل التعامل مع الفكر بدلا من فرض العقوبات، حتى نضيق الهوة الكبيرة ما بين الحقيقة والانطباع الذي يؤثر على تفكير الجماهير».
وأضاف الوزير البحريني بقوله إنه لا توجد دولة تعرضت لحملة تشويه مثلما تعرضت لها المملكة، مشيرا إلى أن شعار «حرية التعبير» كان ينقل عبر الفضائيات العربية، ولكن عندما وصلت المنافسة إلى مرحلة الانتشار، تحول الشعار إلى «سوق لنفسك عبر الإساءة للآخرين» فقط، خصوصا ممن لا يملك تاريخا.
وطالب الرميحي بالاستثمار بشكل أكبر في مراكز الدراسات إذا أردنا أن نعرف من يوجه الرأي العام في العالم العربي، وأشار إلى أن شركات قياس الرأي العام الغربية أصبحت غير ذات جدوى في هذه المسألة.
المؤامرة الإعلامية
من جانبه، رفض الإعلامي المصري عماد الدين أديب فكرة وجود مؤامرة إعلامية على العالم العربي، مؤكدا أن ما نعاني منه هو مشكلة ضعف التسويق للأمور الإيجابية وعدم التصدي للتحريض الذي اختلط مع الخبر والرأي، وبات يتم تقديمه كمادة إعلامية للمتلقي، مدللا على ذلك بما تقدمه قناة الجزيرة القطرية من أخبار هي في حقيقتها تحريضية.وأضاف أنه برغم أن 64% من المجتمع العربي من الشباب الموجودين على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن أزمة العالم العربي تكمن في ضعف التسويق السياسي على المنصات، مطالبا بضرورة التحرك باتجاه العصر الجديد، والخبر اللحظي، «إن لم نملأ فراغاتها سيملأها عدونا». وانتقد الإعلامي المصري ما وصفه بأكبر مشكلة تعاني منها النخبة، وهي مجاملتها لأصحاب القرار، مشبها ذلك بالطبيب الذي يقول للمريض «كُل ما تشتهي» لأنه يخاف منه، مضيفا أن على الطبيب ألا يجامل مريضه، وأن يضع أمامه كل مشاكله الصحية حتى يتمكن من علاجها، وهو ما ينطبق على النخب العربية المطالبة بوضع مشكلات حكوماتها أمامها وألا تجاملها. وأكد أديب أن الزمن تغير، وأنه لم يعد من الممكن مراقبة العقول وصنع الرأي العام، «من الأفضل التعامل مع الفكر بدلا من فرض العقوبات، حتى نضيق الهوة الكبيرة ما بين الحقيقة والانطباع الذي يؤثر على تفكير الجماهير».
التوجيه للصواب
وزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي تمسك من جانبه بأهمية التعاطي مع وسائل الإعلام الرقمي بشفافية ووضوح، مؤكدا أن ذلك هو الذي يمهد الطريق للحكومات والمسؤولين لتوجيه الرأي العام إلى الصواب، معتبرا أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت قادرة على قيادة الرأي العام.وأضاف الوزير البحريني بقوله إنه لا توجد دولة تعرضت لحملة تشويه مثلما تعرضت لها المملكة، مشيرا إلى أن شعار «حرية التعبير» كان ينقل عبر الفضائيات العربية، ولكن عندما وصلت المنافسة إلى مرحلة الانتشار، تحول الشعار إلى «سوق لنفسك عبر الإساءة للآخرين» فقط، خصوصا ممن لا يملك تاريخا.
وطالب الرميحي بالاستثمار بشكل أكبر في مراكز الدراسات إذا أردنا أن نعرف من يوجه الرأي العام في العالم العربي، وأشار إلى أن شركات قياس الرأي العام الغربية أصبحت غير ذات جدوى في هذه المسألة.