المحاضرة في جامعة الملك سعود.
المحاضرة في جامعة الملك سعود.
-A +A
«عكاظ» (الرياض)
نظم قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث والوطني في جامعة الملك سعود أخيراً، وبالتعاون مع كلية السياحة والآثار، محاضرة بعنوان «نتائج أعمال المسح والتنقيب الأثري بموقع الحوراء» للبعثة السعودية اليابانية، بحضور عدد من أعضاء البعثة والباحثين والمختصين والأكاديميين وطلاب كلية السياحة والآثار.

وصرح سلطان الرشيد عضو الفريق السعودي الياباني، بأنه وضمن إطار الاتفاقية بين الهيئة وجامعة واسيدا اليابانية لإجراء مسح وتنقيب أثري في موقع الحوراء الأثري بمحافظة أملج في منطقة تبوك، قام الفريق السعودي الياباني المشترك بالبدء بتنفيذ الاتفاقية ونفذ أعمال الموسم الأول ما بين 1-15 مارس 2018 والموسم الثاني ما بين 27 فبراير - 14 مارس 2019، مؤكداً أنه ورغم قصر مدة عمل الفريق إلا أن النتائج كانت إيجابية على جميع المستويات البحثية، حيث تم أخذ عدد من إحداثيات المنطقة المدروسة تمهيداً لوضعها على خريطة العمل وبداية أعمال التنقيب الفعلية في المواسم القادمة.


وأفاد بأن من أهم أهداف التنقيبات الأثرية المستقبلية في موقع الحوراء الأثري كشف مزيد من المعلومات في الموقع من خلال التنقيبات التي سيتم تنفيذها، والتعرف على الأساليب المعمارية الأثرية في الموقع، إضافة إلى المعثورات الأثرية التي ستسهم في معرفة التسلسل التاريخي لعمر الموقع، وذلك بهدف الحصول على تصور كامل للمنشآت المعمارية، وإلقاء الضوء على الفترة التاريخية الأولى (المبكرة) لإقامة هذا الميناء، وإيجاد صورة واضحة عنه.

وقال سلطان الرشيد: «من أبرز الأعمال الميدانية التي تم تنفيذها من قبل البعثة السعودية اليابانية المشتركة في موسمين من المسح والتنقيب في موقع الحوراء كان إجراء مسح أولي لموقع الحوراء وما حوله، وتوثيق المعالم الأثرية، والرفع المساحي للموقع العام، وجمع الملتقطات السطحية، والتي على ضوئها سوف يتم اختيار بعض المربعات للتنقيب فيها».

من جهته، أكد الدكتور سوهاسيغاو رئيس الفريق الياباني للبعثة السعودية اليابانية بموقع الحوراء والأستاذ بجامعة واسيدا اليابانية، أن أهداف البعثة حالياً تتمركز حول الدور التاريخي لمنطقة الحجاز، حيث تم استهداف موقع الحوراء في المنطقة الساحلية للبحر الأحمر بما في ذلك منطقتها الداخلية النائية للنظر في دائرة طرق التجارة القديمة، مبيناً أن موقع حوراء لعب دوراً مهماً في طريق الحج المصري الذي كان يستخدمه أيضاً حجاج المغرب.

وذكر رئيس الفريق الياباني، أن عمليات البحث والتنقيب في الموقع دللت على أن منطقة الميناء بالموقع تعود إلى القرون الوسطى وأن الميناء أعيد استخدامه في الفترة الحديثة المبكرة، وأن المنطقة السكنية تعود القطع المكتشفة فيها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، لافتاً إلى أن البعثة توصلت إلى وجود بناية كبيرة في المنطقة السكنية بالموقع.

أما الدكتورة ريسا توكونا غا عضو البعثة السعودية اليابانية بموقع الحوراء والأستاذة بجامعة كانازاوا اليابانية المتخصصة في دراسة النقوش، فأوضحت أنه تم العثور بالقرب من موقع الحوراء الأثري على نقوش عربية وإسلامية ونقوش ثمودية ومعينية ورسومات صخرية، وأنه تم العثور على نقش معيني بموقع العيص، وأيضاً رسومات صخرية تعود إلى فترة قبل التاريخ بالموقع، ورسم لجمل ذي سنامين من المحتمل أنه يعود لفترة ما قبل الإسلام أو بداية الفترة الإسلامية.

وأشارت توكونا غا المتخصصة في دراسة النقوش، إلى عدم وجود كتابات نبطية في موقع الحوراء، وقلة النقوش العربية الإسلامية، مع وجود نقوش ثمودية في أغلب المناطق التي تم مسحها من قبل البعثة السعودية اليابانية المشتركة بالموقع في الموسم الثاني للتنقيب الذي اختتم أخيراً، مبينة أنه تم العثور على عدد كبير من الآثار والبيوت القديمة والأسواق خلال عمليات مسح الموقع.

يذكر أن موقع الحوراء يقع على الطريق العام المؤدي شمالاً إلى محافظة الوجه وتبوك، حيث يخترق طريق المعبد الموقع وقسمه إلى قسمين شرقي وغربي، وتم تسوير الموقعين من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث تبلغ مساحة القسم الشرقي المسيج في موقع الحوراء 210×1600م، في حين تبلغ مساحة القسم الغربي 400×1700م تقريباً، والموقع الشرقي تغطيه الرمال، ولا يحتوي أي معالم واضحة على سطحه كما هو الحال في الموقع الغربي الذي تنتشر فيه التلال الأثرية والأحجار الجيرية البحرية المبعثرة، بالإضافة إلى كميات كبيرة ومتنوعة من الكسر الفخارية وبعض الحجر الصابوني وكسر الزجاج.

وقد أشارت دراسات سابقة عن موقع الحوراء الأثري إلى أنه ربما يكون هو الميناء الأثري الذي يدعى «أكرا كومي» الذي ورد ذكره في المصادر القديمة.