«الغربة ترهقنا نريد إلحاقية».. هكذا علا صوت المعلمين والمعلمات من خلال «هاشتاق» صعد للترند عبر مدونة تويتر، عن خفايا معاناتهم مع رحلات الموت والاغتراب وحركة النقل، التي لم تلب رغباتهم.
وتعالى صوت المعلمين والمعلمات بعد حادثة معلمات الأمواه بمنطقة عسير وما لحقها من احتراق سيارة معلمات بجازان، مطالبين عبر الهاشتاق بحركة نقل إلحاقية حسب رغباتهم.
وتساءلت إحدى المغردات:«حاليا توجه الوزارة ينصب نحو رفع مستوى التحصيل الدراسي، ولكن كيف لنا أن ننتج ونحنُ نعيش الأمرين؟»، وأضافت إنها «مرارة الغربة والبعد عن الأهل، ومرارة تلك الطرق التي نسلكها». واستطردت: «يا وزيرنا (استقراري دافع لعطائي) أملنا بك كبير فكن عونًا لنا».
أما من رمزت لنفسها بـ «أخت أخوها» فعلقت بالقول: «خبر وفاة زميلات لنا بقرى من خميس مشيط بعد عودتهن من زيارة أهاليهن، وأبنائهن، إن كبر الأطفال آمل من الوزير مواجهتهم وإخبارهم بسبب وفاة أمهاتهم بعد قضاء الله وقدره، فالقرية طريقها سيئ جدا ولم يأخذ وزيرنا بالأسباب». بينما قالت أخرى: «نريد الاستقرار النفسي، ونريد أن نذهب لأداء الرسالة من بيوتنا ومن بين أولادنا، لا نريد أن نذهب وقلوبنا متفطرة من البعد وعقولنا مشتتة».
واقترح الحساب المسمى «غالي ياوطن» من الحلول التي ستخفف من معاناة المغتربين والمغتربات إتاحة «المبادلة»، وتحديد سقف أعلى لعدد سنوات الغربة لتكون ثلاث سنوات.
أما الشمري فقال: «الحمد لله كتب لي النقل، وبعد ما كنت بعيد 1400 الآن 200 كيلو متر، لكن هناك من لم يكتب الله لهم النقل وظروفهم قاسية ويحتاجون أن ينظر في شأنهم، فالغربة لا تطاق والمناطق نائية»، مؤكدا وجود استغلال للمعلم في رفع الأسعار.
وغردت الراجية عفو ربها: «نحن بشر من دم ولحم، تعبنا خاصة المعلمات، تشتت أسري ومشاكل مع الزوج وتدهور مستوى الأبناء الدراسي والنفسي، حتى وصل الأمر إلى الطلاق بسبب عدم الاستقرار»، وتابعت: «الزوج في مدينة لوحده والمعلمة في مدينة أخرى لوحدها».
وقالت بدرية عبدالله: «الغربة خوف دائم يسكن قلبك، تشتت ذهنك، تمنعك من الاستمتاع بما حولك، وفي كل يوم تستودع نفسك خائفًا من ألا تعود، فتحزن أهلك ويبقى رحيلك حسرة في قلوبهم».
وأشار محمد حسين إلى أن الأمر أشبه بأن تفقد حذاءك في طريق مليء بالشوك، في حين أنك مضطر للسير حتى نهايته». وتقول مغردة: «كيف يؤدي معلم عمله وهو مضطرب وغاضب ويترقب النقل ونفسيته سيئة وغير راضٍ، ما هذه البيئة التي توفرها الوزارة والضغط النفسي والمتضرر هم أبناؤنا الطلبة».
وقالت أمل: «انتظرنا حركة النقل سنة كاملة ونحن على أعصابنا فأتت وأحرقت قلوبنا».
من جهة أخرى، عبر عدد من المعلمات لـ«عكاظ» عن معاناتهن مع رحلة الموت اليومية، حيث تقول أم أحمد المعلمة في المناطق الجبلية: «قبل خروجي من منزلي أقبل أطفالي الصغار عند الثالثة فجرا وانطلق مع زميلاتي المعلمات مسافة 145 كلم للوصول إلى المدرسة، ولا ندري ما إذا كن سنعود لأطفالنا أو لا».
وأضافت: «إحدى زميلاتي في نفس المدرسة تعاني من حالة نفسية سيئة بعد أن نجت من حادث معلمات سابق وكيف شاهدت بعينها زميلات لها وقد توفين في مكان الحادث، حيث ما زالت تعيش المنظر المفجع». وطالبت إدارة التعليم في جازان بتوفير مركبات ذات الدفع الرباعي وسائقين يتمتعون بالكفاءة وملتزمين بقواعد السلامة حتى لا تحصد أرواح جديدة.
فيما تقص المعلمة نسرين محمد أم لطفلين تفاصيل يومها الوظيفي بعد انتظار سبعة أعوام حيث تقول: «معاناتي تبدأ من الثالثة فجرا حيث يقوم سائق بنقلنا أنا وعدد من زميلاتي بمبلغ 1500 ريال شهريا لكل واحدة منا، ونعاني من مخاوف الطرق الجبلية خصوصا في موسم الأمطار إلى جانب العودة من الدوام قبيل المغرب الأمر الذي يرهقني جسديا وحقيقة من يدفع الثمن هم أبنائي الصغار الذين أهملهم كثيرا، لذا أرى ضرورة الإسراع في التجاوب مع طلبات النقل وفقا لرغبة كل معلمة».
فيما تروي المعلمة أم إريام قصتها في خوض غمار الوظيفة بعد حلم التخرج ومباشرة عملها التربوي حيث تتحمل مشاق الطريق يوميا من محافظة الطوال أقصى جنوبي جازان إلى مركز جبال سلا على بعد 180 كلم وهناك في رحلة عناء تبدأ فجرا، إذ تقطع مسيرة ثلاث ساعات يوميا للذهاب تاركة أبناءها الصغار عند جدتهم المسنة حتى تعود إليهم قبيل صلاة المغرب لتجدهم ينتظرونها.
من جهتها، تروي المعلمة هنادي معاناتها في التعيين وعدم التجاوب مع طلبات النقل قائلة: «انتهى بي المطاف بالطلاق من زوجي الذي ظل يعاني لأكثر من أربع سنوات من عدم الاستقرار الأسري وغيابي عن تربية أطفالي الثلاثة، حيث أصل إلى المنزل مرهقة من الطريق فأخلد إلى النوم وأستيقظ عند الثالثة فجرا مع حلول موعد الذهاب إلى المدرسة التي تقع في جبل طلان الشاهقة». ويشير خالد حكمي زوج معلمة إلى تعرض زوجته لمضاعفات صحية تمثلت في ارتفاع ضغط الدم وصداع شديد شبه يومي يلازمها نتيجة الإرهاق الذي تواجهه من مشاق الطريق الجبلي الموصل إلى المدرسة التي تعمل بها، ويضيف حكمي أقوم بإيصال زوجتي عند الثالثة فجرا إلى سائق النقل في أحد المواقع لتصل إلى مدرستها عند الساعة السادسة والنصف وتعود إلى المنزل بعد صلاة العصر، الأمر الذي أرهقها نفسيا وجسديا حتى وصل بها الأمر إلى التفكير بالاستقالة من مهنة التعليم والنائية.
وتعالى صوت المعلمين والمعلمات بعد حادثة معلمات الأمواه بمنطقة عسير وما لحقها من احتراق سيارة معلمات بجازان، مطالبين عبر الهاشتاق بحركة نقل إلحاقية حسب رغباتهم.
وتساءلت إحدى المغردات:«حاليا توجه الوزارة ينصب نحو رفع مستوى التحصيل الدراسي، ولكن كيف لنا أن ننتج ونحنُ نعيش الأمرين؟»، وأضافت إنها «مرارة الغربة والبعد عن الأهل، ومرارة تلك الطرق التي نسلكها». واستطردت: «يا وزيرنا (استقراري دافع لعطائي) أملنا بك كبير فكن عونًا لنا».
أما من رمزت لنفسها بـ «أخت أخوها» فعلقت بالقول: «خبر وفاة زميلات لنا بقرى من خميس مشيط بعد عودتهن من زيارة أهاليهن، وأبنائهن، إن كبر الأطفال آمل من الوزير مواجهتهم وإخبارهم بسبب وفاة أمهاتهم بعد قضاء الله وقدره، فالقرية طريقها سيئ جدا ولم يأخذ وزيرنا بالأسباب». بينما قالت أخرى: «نريد الاستقرار النفسي، ونريد أن نذهب لأداء الرسالة من بيوتنا ومن بين أولادنا، لا نريد أن نذهب وقلوبنا متفطرة من البعد وعقولنا مشتتة».
واقترح الحساب المسمى «غالي ياوطن» من الحلول التي ستخفف من معاناة المغتربين والمغتربات إتاحة «المبادلة»، وتحديد سقف أعلى لعدد سنوات الغربة لتكون ثلاث سنوات.
أما الشمري فقال: «الحمد لله كتب لي النقل، وبعد ما كنت بعيد 1400 الآن 200 كيلو متر، لكن هناك من لم يكتب الله لهم النقل وظروفهم قاسية ويحتاجون أن ينظر في شأنهم، فالغربة لا تطاق والمناطق نائية»، مؤكدا وجود استغلال للمعلم في رفع الأسعار.
وغردت الراجية عفو ربها: «نحن بشر من دم ولحم، تعبنا خاصة المعلمات، تشتت أسري ومشاكل مع الزوج وتدهور مستوى الأبناء الدراسي والنفسي، حتى وصل الأمر إلى الطلاق بسبب عدم الاستقرار»، وتابعت: «الزوج في مدينة لوحده والمعلمة في مدينة أخرى لوحدها».
وقالت بدرية عبدالله: «الغربة خوف دائم يسكن قلبك، تشتت ذهنك، تمنعك من الاستمتاع بما حولك، وفي كل يوم تستودع نفسك خائفًا من ألا تعود، فتحزن أهلك ويبقى رحيلك حسرة في قلوبهم».
وأشار محمد حسين إلى أن الأمر أشبه بأن تفقد حذاءك في طريق مليء بالشوك، في حين أنك مضطر للسير حتى نهايته». وتقول مغردة: «كيف يؤدي معلم عمله وهو مضطرب وغاضب ويترقب النقل ونفسيته سيئة وغير راضٍ، ما هذه البيئة التي توفرها الوزارة والضغط النفسي والمتضرر هم أبناؤنا الطلبة».
وقالت أمل: «انتظرنا حركة النقل سنة كاملة ونحن على أعصابنا فأتت وأحرقت قلوبنا».
من جهة أخرى، عبر عدد من المعلمات لـ«عكاظ» عن معاناتهن مع رحلة الموت اليومية، حيث تقول أم أحمد المعلمة في المناطق الجبلية: «قبل خروجي من منزلي أقبل أطفالي الصغار عند الثالثة فجرا وانطلق مع زميلاتي المعلمات مسافة 145 كلم للوصول إلى المدرسة، ولا ندري ما إذا كن سنعود لأطفالنا أو لا».
وأضافت: «إحدى زميلاتي في نفس المدرسة تعاني من حالة نفسية سيئة بعد أن نجت من حادث معلمات سابق وكيف شاهدت بعينها زميلات لها وقد توفين في مكان الحادث، حيث ما زالت تعيش المنظر المفجع». وطالبت إدارة التعليم في جازان بتوفير مركبات ذات الدفع الرباعي وسائقين يتمتعون بالكفاءة وملتزمين بقواعد السلامة حتى لا تحصد أرواح جديدة.
فيما تقص المعلمة نسرين محمد أم لطفلين تفاصيل يومها الوظيفي بعد انتظار سبعة أعوام حيث تقول: «معاناتي تبدأ من الثالثة فجرا حيث يقوم سائق بنقلنا أنا وعدد من زميلاتي بمبلغ 1500 ريال شهريا لكل واحدة منا، ونعاني من مخاوف الطرق الجبلية خصوصا في موسم الأمطار إلى جانب العودة من الدوام قبيل المغرب الأمر الذي يرهقني جسديا وحقيقة من يدفع الثمن هم أبنائي الصغار الذين أهملهم كثيرا، لذا أرى ضرورة الإسراع في التجاوب مع طلبات النقل وفقا لرغبة كل معلمة».
فيما تروي المعلمة أم إريام قصتها في خوض غمار الوظيفة بعد حلم التخرج ومباشرة عملها التربوي حيث تتحمل مشاق الطريق يوميا من محافظة الطوال أقصى جنوبي جازان إلى مركز جبال سلا على بعد 180 كلم وهناك في رحلة عناء تبدأ فجرا، إذ تقطع مسيرة ثلاث ساعات يوميا للذهاب تاركة أبناءها الصغار عند جدتهم المسنة حتى تعود إليهم قبيل صلاة المغرب لتجدهم ينتظرونها.
من جهتها، تروي المعلمة هنادي معاناتها في التعيين وعدم التجاوب مع طلبات النقل قائلة: «انتهى بي المطاف بالطلاق من زوجي الذي ظل يعاني لأكثر من أربع سنوات من عدم الاستقرار الأسري وغيابي عن تربية أطفالي الثلاثة، حيث أصل إلى المنزل مرهقة من الطريق فأخلد إلى النوم وأستيقظ عند الثالثة فجرا مع حلول موعد الذهاب إلى المدرسة التي تقع في جبل طلان الشاهقة». ويشير خالد حكمي زوج معلمة إلى تعرض زوجته لمضاعفات صحية تمثلت في ارتفاع ضغط الدم وصداع شديد شبه يومي يلازمها نتيجة الإرهاق الذي تواجهه من مشاق الطريق الجبلي الموصل إلى المدرسة التي تعمل بها، ويضيف حكمي أقوم بإيصال زوجتي عند الثالثة فجرا إلى سائق النقل في أحد المواقع لتصل إلى مدرستها عند الساعة السادسة والنصف وتعود إلى المنزل بعد صلاة العصر، الأمر الذي أرهقها نفسيا وجسديا حتى وصل بها الأمر إلى التفكير بالاستقالة من مهنة التعليم والنائية.