خادم الحرمين الشريفين والقادة العرب المشاركون في قمة تونس. (واس)
خادم الحرمين الشريفين والقادة العرب المشاركون في قمة تونس. (واس)




الملك سلمان مصافحا الرئيس السبسي في قمة تونس.
الملك سلمان مصافحا الرئيس السبسي في قمة تونس.
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) OKAZ_online@
سعت المملكة منذ توحيدها إلى تعزيز التضامن وتحصين البيت العربي والوصول إلى إستراتيجيات عربية تكاملية أكبر بين الدول العربية، واعتبار قضية القدس وفلسطين جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وضرورة تحقيق سلام عادل وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفق قرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية، والاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وأهمية الحفاظ على الوضع التاريخي للأماكن المقدسة.

هذا ما أكده مجددا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته الافتتاحية أمام القمة العربية الثلاثين في تونس أمس (الأحد) عندما شدد على أن القضية الفلسطينية تبقى على رأس اهتمامات المملكة العربية السعودية، راسما ملامح وتوجهات القمة، ومحددا ثوابتها وخطوطها الحمراء.


وعكست كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز ضخامة التحديات التي تواجه الأمة العربية، وهو ما يتطلب توحيد وتحصين البيت العربي من الداخل، وتقوية المنظومة الأمنية العربية لمواجهة التحديات والمتغيرات الدولية والإقليمية والأزمات التي تحيط بالمنطقة، خصوصا تدخلات النظام الإيراني السافرة في الشأن العربي والخليجي، وسعيه إلى زعزعة الأمن والاستقرار، ما يتوجب علينا كدول عربية الاتفاق على وحدة المصير وعدم ترك أي فجوة للعدوان للنفاذ منها.

لقد جدد الملك سلمان التأكيد على رفض المملكة القاطع للإجراءات التي من شأنها المساس بالسيادة السورية على مرتفعات الجولان المحتلة، وهذا موقف ثابت لا يتغير في ما يتعلق بحقوق الشعب العربي المشروعة وغير القابلة للمساومة، إضافة إلى مخالفتها الصارخة للمواثيق والقرارات الدولية.

ولم يغب الشأن اليمني عن كلمة خادم الحرمين بل كان حاضرا وبقوة عندما أكد الحرص على الحل السياسي للأزمة اليمنية، وفقاً للقرارات الدولية، لافتا إلى استمرار المملكة في تنفيذ برامجها التنموية لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني.

ومن المؤكد أن الدول العربية تدرك أهمية دعم الحكومة اليمنية الشرعية وعودة الأراضي اليمنية كاملة تحت سيادتها، وإنهاء الاحتلال الحوثي المدعوم من النظام الإيراني، خصوصا أن «نظام قم» يمثل رأس الإرهاب في المنطقة العربية. هذا النظام الذي يستنزف مقدرات الدول العربية في العراق، وسورية، ولبنان، واليمن.

ومن هنا فإنه بات من غير المقبول أن تسمح الدول العربية بأن تتحول المنطقة إلى ساحة للصراعات الطائفية والمذهبية، وبث الفرقة والفتنة، وهو ما يتطلب ضرورة تجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية، وإرساء الوحدة والتضامن بين الدول العربية باعتبار أنه لا خيار للعرب غير التضامن لمواجهة نظام الملالي بعزم وتضامن.. كما هو شعار القمة.

وفي الختام، فإنه يتعين على إسرائيل أن تعي جيدا أن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة لا يتم إلا عبر تسوية عادلة شاملة للقضية الفلسطينية، وبما يؤدي إلى إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال للجولان السوري. ومن هنا فإن مواجهة التحديات تكون عبر الاستقواء والتضامن العربي ضد التدخلات الإيرانية والعربدة الإسرائيلية.