1211442
1211442
-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة) Okaz_online@
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، في خطبة الجمعة أمس، أن انتشار الشيء وشيوعه وكثرة أخذ الناس به ليس مسوغا لأن ترتكبه، وتجاري الناس فيه، أو تتهاون في طلب الحق وتحريه، وقال مخاطبا الجميع: لا تتساهل في متابعة أدوات التواصل والمواقع، وما تنضح به من مثبطات، وتيئيسات، وشكوك، وشبهات، ومشغلات، عليك بحفظ الوقت، وأخذ النافع، ولزوم العمل الصالح. الخصومات والمجادلات التي تمتلئ بها الساحات لا ينبغي للمسلم أن يجري وراءها، أو يجعلها سلما لينال من أعراض العلماء، والمسؤولين وحقوقهم، وإلقاء التبعية عليهم وحدهم، فكل امرئ عليه مسؤوليته. غلو بعض الناس، أو تساهلهم، أو تفريطهم لا يسوغ النيل من الدين، وأحكامه، وأهله، وطريق الوسط معروف ظاهر لمن صلحت نيته، وحسن قصده، وصلح عمله، وصح على الله توكله. وأوصى ابن حميد المسلمين باجتناب صحبة من إذا ائتمن خدع، وإذا اطلع على السر فضح، وإذا استغنى ترك، مؤكدا أن مسؤولية المسلم في الحياة هي العمل والجد، فمهما رأى في الزمان من قسوة، ومهما عانى في الظروف من شدة، فالحق منصور، والمؤمنون هم الأعلون فلا ينبغي له أن يعطي الأحداث والأوضاع والمتغيرات أكثر مما تستحق، كما لا ينبغي له أن يجعلها عائقا، ولا صادا، والموفق هو من يرى في كل عقبة فرصة للإقدام، وفي كل معوق منطلقاً للجد والتجديد. وأوضح أن ميدان العمل، وطريق الجنة، طويل واسع، وعريض ميسر، لا يحد ولا يحصر المساجد مؤسسات، والمؤسسات مساجد، والبيوت محاضن، والآباء، والأمهات، والمعلمون، وأهل الفضل، والمرشدون، كل هؤلاء رموز وقدوات. والعامل المصلح لا ينوب عن الأمة، ولكنه يتقدمها، والأعمال الصالحة لا ينتهي عدها، ولا يحصى فضلها، ولا يدرك أثرها.

وأكد الدكتور ابن حميد، أن ما يراه المسلم عسيرا فهو عند الله يسير، وما يراه كبيرا فهو عندالله صغير، وما يراه شديدا فهو عندالله هين، فما على العبد إلا قرع الباب، فهو سبحانه بحكمته ورحمته يجبر الكسر. داعيا إلى مزيد من النظر والتأمل في من يرى من نفسه أنه يحمل هموم أمته، وهو لا يتحدث إلا عن المسؤوليات الملقاة على الآخرين الكبار منهم والصغار، ومن ثم تراه يُحمّلهم أسباب ما يراه هو من قصور أو أخطاء ولكنه في هذه الغمرة الغامرة، والنظرة القاصرة يغفل عن حقيقة كبرى، ومسؤولية شرعية عظمى إنها مسؤوليته، وواجباته، وقدراته، وإمكاناته، ووسائله، وأدواته، يغفل كل الغفلة فلا يدرك أن تفريط الآخرين أو تقصيرهم لا يعفيه أو يعذره عن القيام بمسؤولياته وأداء واجباته. بل إنه من شدة الغفلة وغلظ الحجاب ينشغل بما لا يجب عليه، وما ليس من مسؤولياته، ويفرط في مسؤولياته ويقصر في واجباته.