رئيس محاكم جازان الشيخ علي العامري
رئيس محاكم جازان الشيخ علي العامري




رئيس محاكم جازان خلال حديثه مع الزميل حسين محه.
رئيس محاكم جازان خلال حديثه مع الزميل حسين محه.
-A +A
حسين محه «جازان» hussainmahah@
دعا رئيس محاكم منطقة جازان، المستشار القضائي الشيخ علي شيبان العامري في حوار مع «عكاظ»، إلى عدم تحميل القضاء مسؤولية تأخير إنجاز القضايا، موضحا أن القضاة يؤدون مهماتهم طبقا لتعليمات المجلس الأعلى للقضاء. وروى العامري تجربته في إدارة جمعية التوعية بأضرار القات، مؤكدا نجاحها في إزالة المزارع وتحويلها إلى حقول للبن والخضراوات، مشيرا إلى أن قضاة المنطقة يؤدون أعمالهم على أكمل وجه وأن أغلب القضايا تتمحور في جرائم القتل وحمل السلاح والتسلل.

• طلب محافظون زيادة عدد القضاة بالمنطقة لإنهاء معاملات المواطنين والمستثمرين، اذ شعر المحافظون ضعفا في حركة الاستثمار بسبب عدم وجود أراض بصكوك ما أثر سلبا على حركة التنمية بالمنطقة.. ماذا تقولون في ذلك؟


•• الجميع في خدمة المواطن وما قام به المحافظون بطلب زيادة القضاة في المحافظات جزء من اختصاصاتهم ولا يلامون عليه، فالمحافظ هو الأعلم بحاجة المجتمع، أما في ما يتعلق بالقضاة فتحكمهم تعليمات وأوامر من مجلس القضاء الأعلى ويعتمد على حسب توفر القضاة لديهم، فالمواطن يجب أن يعلم أنه مخدوم في هذا الوطن فإذا حدث تقصير في خدمة فلينظر إلى الخدمات الأخرى.

السجين.. يستحق

• هل رفعتم تلك المطالب؟

•• نعم وحريصون على راحة المواطن. القضاة يؤدون أعمالهم على أكمل وجه أما عن عددهم قد يزيد أو ينقص فهذا أمر تقدره المحكمة والقضاة كما أسلفت، تحكمهم أوامر وتعليمات ويطبقونها ويجب على المواطن أن يتجاوب مع القاضي في ما طلب منه من أجل المصلحة.

• يقال إن هناك عددا كبيرا من المساجين يقضون أشهرا في السجن دون محاكمة بسبب كثرة القضايا التي يتعامل معها القاضي.. ما صحة ذلك؟

•• السجن أنشئ للمخطئ ومن تسبب في دخول السجن يستحق، يجب أن لا نقول القضاة سبب تأخر أو تقدم القضايا وإنما أنت من ارتكبت الخطأ الذي أدى بك إلى السجن ويفترض على المجتمع أن يحافظ على نفسه قبل أن يقول إن القضاء تأخر في إنجاز القضايا، ولدينا حاليا قضاة مفرغون بقضايا السجون ومحاكم تهتم بالقضايا الجنائية.

لا ينقصنا شيء

• بناء على ما يردكم من قضايا، معظم المساجين مواطنون أم أجانب؟

•• بفضل الله المجتمع السعودي واع وبخير ومعظم من في السجون من الأجانب وممن يدخلون البلاد بطرق غير نظامية وممن يستخدمهم الآخرون للإضرار بنا سواء عبر المخدرات أو غيرها.

• برأيك ما الذي ينقص القضاة بالمنطقة؟

•• لاينقصهم شيء نهائيا ويقومون بأعمالهم على أكمل وجه.

قاض وداعية

• تنقلت في بداياتك في العديد من مناطق ومحافظات المملكة، إلا أنك واجهت صعوبات ومواقف عديدة في محكمة الريث حدثنا عن بعض تلك الصعوبات؟

•• صحيح، في عام 1397 طلبت النقل والعودة من مكة المكرمة إلى منطقة جازان ولكن اخترت من قبل وزارة العدل أن أكون في محكمة الريث ولما باشرت وجدت أهلها في عزلة بحكم طبيعة حياتهم الجبلية ووعورة الطرق المؤدية إليهم.

• حدثنا عن أبرز قضاياهم التي وجدتها في ظل هذا الوضع، وكيف تعاملت معها؟

•• بعضها جنائية كالقتل وحمل السلاح فبدأت أخطب في المسجد لتوعية الأهالي لبيان الأخطاء الاجتماعية التي ترتكب مثل حمل السلاح وسعيت لنشر الدعوة وتخصيص حلقات قرآن كريم في المساجد، فوضعت نفسي قاضيا وداعية ومصلحا اجتماعيا في آن واحد فاحتويتهم بطيبتهم واحتويت مشايخهم ودفعتهم لبث روح التعاون في ما بينهم وحثهم على المحبة وعلة العلم.

• اكتفيت بالدعوة والنصح؟

•• لم أكتف بالدعوة بل كتبت خطابا للجهات المعنية عن حياتهم الاجتماعية وحاجتهم للعديد من الخدمات الأساسية فصدرت الموافقة بإنشاء مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للتحفيظ وبمكافآت شهرية تشجيعا لهم، وأنشأنا مدارس بنين وبنات بمختلف مراحلها وخاطبنا إدارة الطرق والبلديات لتعبيد الطرقات لتسهيل تنقلهم من وإلى مناطقهم الجبلية وبناء المساجد وتأمين أئمة وخطباء وأوجدنا كافة الخدمات ومرافقها، فتغيرت حياتهم المعيشية تماما للأفضل وأصبح الآن عدد كبير من أبناء تلك المناطق من العلماء والمفكرين ويمتازون بالصدق والوفاء.

مصدر دمار

• اسمح لي أنتقل معك لمحور آخر، بصفتك رئيس مجلس إدارة جمعية التوعية بأضرار القات بمنطقة جازان، كيف استطعتم التعامل مع مزارعي القات في المناطق الجبلية حتى قمتم بإزالتها؟

•• نبتة القات مخدرة ومحرمة وكتب العلماء في تحريمها لما لها من تأثير سلبي نفسي وصحي واجتماعي وديني واقتصادي، وقد أصدر الملك عبدالعزيز، رحمه الله، أمرا بمنع زراعة القات وتعاطيه. كانت لنا زيارة للمنطقة الجبلية لإزالة القات والتقينا بالمشايخ وبيّنا لهم تعامل الدولة معهم وما تقدمه من خدمات في شتى المجالات فوجدنا تجاوبا من المواطنين والمشايخ والأهالي وأزلنا الكثير من مزارع القات والمتبقي قليل ونحن بصدد إزالتها كليا وجار التنسيق مع وزارة الزراعة.

• كيف تقبلوا الفكرة، خصوصا أن منهم من يعتبر القات مصدر دخل أساسي؟

••الخطأ منا وليس منهم فالخطأ في المجتمع لا المزارع، فالبعض يرى القات مصدر رزق وهذه الكلمة قد سمعتها من الكثير، ونحن نقول إن القات ليس مصد رزق أبداً، بل هو مصدر دمار.

• هل أوجدتم البديل بالتنسيق مع وزارة الزراعة؟

•• نعم.. الدولة معنية بالمواطن أينما كان، وزارة الزراعة استعدت لإزالة المزارع المتبقية وتهيئتها واستبدالها لزراعتها من جديد بالخضراوات والفواكه ليستفيدوا منها. وتطور الأمر إلى إقامة مهرجان سنوي للبن في بني مالك على أنقاض القات وسينتقل المهرجان إلى أماكن أخرى في المناطق الجبلية بهدف إزالة فكرة القات نهائيا.

المتبقي قليل

• ما مصير جمعية التوعية بأضرار القات بعد أن تحقق هدفها في إزالة المزارع؟

•• المتبقي قليل، وإذا أزلنا القات كليا قد يتحول مسماها إلى التوعية من أضرار المخدرات.

• كيف ترد على من يدعي بأن الجمعية ليس لديها برامج وأنشطة؟

•• نقول لهم أزلنا مئات الآلاف من أشجار القات في المنطقة الجبلية إلى جانب إزالة 4000 شجرة من فيفا وبالاجتماع مع مشايخ وأعيان المنطقة الجبلية ومناصحتهم استعدوا جميعا بإزالة القات من مزارعهم، وهذا يؤكد قوة الجمعية ونشاطها. كما أننا نفذنا 467 ندوة و468 محاضرة و67 معرضا و12 مشاركة في مهرجانات متنوعة إضافة إلى إقامة 9 برامج توعوية و14 حملة توعوية و5 دورات رياضية و5 دورات تدريبية و24 ورشة عمل و3 عروض مسرحية و8 مسابقات و8 ملتقيات و6 زيارات ميدانية وإقامة 27 أمسية شعرية. والعروض المسرحية و3 مسابقات وتنفيذ 7 أفلام توعوية و6 ملتقيات خيرية وغيرها.