حي سنابس كما بدا أمس وقد عادت الحياة فيه إلى طبيعتها.
حي سنابس كما بدا أمس وقد عادت الحياة فيه إلى طبيعتها.
-A +A
«عكاظ» (الدمام) okaz_online@
بعد 24 ساعة من الضربة الاستباقية التي نفذتها الجهات الأمنية ضد الخلية الإرهابية في حي جنوب سنابس بجزيرة تاروت بالقطيف، وهلك خلالها 8 عناصر من خلية إرهابية كانت مختبئة داخله، عادت الأمور إلى طبيعتها أمس (الأحد)، وكأن شيئا لم يكن، باستثناء بعض الآثار الدالة على المواجهة الدامية التي استمرت نحو 120 دقيقة صباح أمس الأول (السبت)، فقد خاضت الأجهزة الأمنية مواجهة قوية مع الخلية الإرهابية المتحصنة في أحد المنازل بغرض التخطيط لعمليات إجرامية.

الشارع الرئيسي المجاور لموقع المواجهة، التي سطرتها الأجهزة الأمنية خلال الساعات الماضية، عاد لممارسة نشاطه التجاري المعهود، إذ يحتضن العديد من الأنشطة الاقتصادية، ويشكل العصب التجاري ويعد القلب النابض لبلدة سنابس، إذ تنتشر المحلات التجارية على طرفي الشارع، ما يجعله نابضا بالحركة طيلة ساعات النهار والمساء.


ورغم أن الحركة الشرائية في نهار رمضان تعد متواضعة، إلا أنها ترتفع تدريجيا بعد صلاة العصر، وتصل الذروة حتى أذان المغرب، والحركة تكون كثيفة خلال ساعات المساء، لاسيما أن المحلات التجارية المتنوعة تدفع للتسوق في الموقع.

وقال أحد السكان (محمد الضامن) إن العملية الأمنية التي شهدتها البلدة خلال الساعات الماضية لم تعرقل انسيابية حركة المرور على الإطلاق باستثناء بعض الوقت أمس الأول، لافتا إلى أن الجهات الأمنية حرصت على حماية الأرواح عبر إغلاق المنطقة القريبة، مضيفا أن قوة المواجهة شكلت صدمة كبرى للكثير من الأسر، مؤكدا أن الأهالي لم يعتادوا على إطلاق النار مطلقا، فضلا عن كثافة الرصاص منذ الساعة 10 صباحا وحتى الساعة 12 ظهرا.

وذكر علي تلاقف أن كافة الموظفين خرجوا إلى أعمالهم كالمعتاد مع بداية الأسبوع الحالي، مشيدا في الوقت نفسه باحترافية الأجهزة الأمنية في التعامل مع الحدث، الأمر الذي ساهم في حماية المواطنين من الإصابة بإحدى الطلقات الطائشة.

وأوضح حسن العبندي أن الحركة الاعتيادية للحي المجاور لوكر الخلية الإرهابية دلالة على عودة الأمور لسابق عهدها، مع انتهاء العملية وفك الطوق الأمني المفروض على المنطقة، مبينا أن السيارات بدأت تتحرك بحرية منذ ساعات مساء أمس الأول، وعاد الجميع لممارسة حياته بشكل طبيعي.

وكانت رئاسة أمن الدولة أعلنت أمس الأول أنه تم القضاء على خلية إرهابية تتألف من 8 عناصر، إذ رصدت الجهات المختصة مؤشرات قادت إلى الكشف عن وجود خلية إرهابية تم تشكيلها حديثا تخطط للقيام بعمليات إرهابية تستهدف منشآت حيوية ومواقع أمنية.

ولفتت إلى أن التحريات وإجراءات الاستدلال تمكنت من تحديد موقع عبارة عن شقة سكنية في حي «سنابس» ببلدة «تاروت» بمحافظة القطيف، اتخذتها عناصر تلك الخلية وكرا لهم ومنطلقا لأنشطتهم الإجرامية، وفي ضوء هذه المعطيات باشرت الجهات المختصة عملية أمنية استباقية تمت بموجبها محاصرة الموقع في تمام الساعة الـ10 صباحا من يوم السبت، وتوجيه النداءات لتلك العناصر لتسليم أنفسهم إلا أنهم لم يستجيبوا وبادروا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن، الأمر الذي اقتضى التعامل بما يقتضيه الموقف لتحييد خطرهم والمحافظة على حياة الآخرين الموجودين في المحيط السكاني للموقع، ما أسفر عن مقتل العناصر الإرهابية، فيما لم يصب أي من الساكنين أو المارة بذلك الموقع أو رجال الأمن بأي أذى.