-A +A
جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@

تحدث سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إندونيسيا عصام الثقفي لـ«عكاظ»، حول أجواء شهر رمضان خلال عمله سفيراً سابقا في «أوسلو» وحالياً لدى «جاكرتا»، حيث يتجلى الكثير من المفارقات المناخية، فمن النرويج بموقعها في أقصى شمال الكرة الأرضية وانتشار الضباب فيها وتساقط الجليد إلى إندونيسيا الواقعة في جنوب شرق آسيا بمناخها الاستوائي الدافئ الرطب.

فرمضان بالنسبة للسفير الثقفي يختزل صوراً كثيرة من النرويج إلى إندونيسيا، عنوانها الدبلوماسية وتعزيز مكانة السعودية وريادتها إلى ترسيخ نهجها الوسطي المعتدل ورسالتها العالمية في الانفتاح على العالم والتواصل بين الشعوب من خلال الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها السفارة في هذا الشهر.

يقول السفير الثقفي لـ«عكاظ» لعل المقارنة بين دولة في أقصى شمال العالم كالنرويج ودولة في جنوب شرق آسيا ( إندونيسيا) صعبة في كل شيء، فالمفارقات كبيرة من حيث الجو والطبيعة وطبائع الناس وطرق التعامل واسلوب ونمط الحياة، فكيف لو تحدثنا عن تجربة الصيام بين دولتين بينهما هذا الاختلاف الكبير، وأضاف الثقفي؛ «أنه من الطبيعي أن الدبلوماسي لابد وان يكون جاهزا للتأقلم مع أي بيئة ينتقل إليها بالرغم من أن ذلك يتطلب وقتاً ليس بالقصير، فجسم الإنسان قبل فكره يحتاج إلى ذلك الوقت حتى يتعود على الأجواء الجديدة ويتأقلم معها».

وقال الثقفي: «تشرفت بأن كنت سفيراً لبلادي في النرويج خلال الأربع سنوات الماضية، تلك البلاد التي تصل درجة الحرارة فيها إلى (- 15 درجة مئوية) شتاءاً، وإلى نهار يمتد لأكثر من 19 ساعة صيفاً، وهو ما صادف أن يكون فيه الشهر المبارك خلال السنوات الماضية، وقبل انتقالي هذا العام إلى جاكرتا سفيراً للمملكة بها، فتجربة الصيام في«أوسلو» تختلف تماماً عنها في«جاكرتا»، فتلك بلاد أوروبية لاتظهر فيها أي مظاهر للصيام بأي شكل من الأشكال في حياتها اليومية عدا بين تجمعات الجاليات الإسلامية وفي أماكن تواجدها، ناهيك عن صوم النهار الطويل، والذي يعد أطول أيام الصيام في العالم، مما يضعهم أمام تحدي صيام يصل إلى 20 ساعة تقريباً».

وينتقل الثقفي للحديث عن مظاهر الصيام في إندونيسيا، حيث يقول: «أما عن التجربة في «جاكرتا» فهي تختلف تماما، فانت هنا في بلد إسلامي تتجلى فيه مظاهر الإسلام في كل مكان وبخاصة في شهر رمضان، وانا أسعد هذا العام بالصيام هنا وهي تجربة جميلة فتجد مناسبات الإفطار مستمرة بصفة يومية بين سفارات الدول العربية والإسلامية والجهات الرسمية الإندونيسية والجمعيات الإسلامية لاسيما وأن ساعات الصيام تعد قصيرة جدًا لو قارناها بالنرويج».

وأضاف: «أجدها مناسبة أيضاً وأنا أمضي رمضاني الأول في جاكرتا بأن أقوم بزيارة كبار المسؤولين في الدولة للتهنئة بالشهر الفضيل والتشرف بالتعرف عليهم ومناقشة سبل تطوير العلاقات بين بلدينا في كافة المجالات، ولعل أهم ما لاحظته هو ذلك الحب الكبير من كافة طبقات المجتمع الإندونيسي للقيادة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين و ولي العهد وللشعب السعودي وهذا ما سيسهل علي مهمتي بإذن الله سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في هذه البلاد الإسلامية الكبرى».