مكة تستضيف 3 قمم لمواجهة التحديات خليجيا وعربيا وإسلاميا.
مكة تستضيف 3 قمم لمواجهة التحديات خليجيا وعربيا وإسلاميا.
-A +A
فهيم الحامد (مكةالمكرمة) Okaz_online@
حققت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمة عربية طارئة بمكة المكرمة، في الخامس والعشرين من شهر رمضان استجابة كبيرة خصوصا أن المنطقة تشهد تطورات خطيرة بعد الاعتداءات على سفن تجارية ونفطية في المياه الإقليمية إماراتية وسعودية والتعرض لمنشآت نفطية في المملكة العربية السعودية ما يتطلب التشاور والتنسيق بين قادة الدول العربية لوقف التهديدات الإيرانية وردع النظام الاٍرهابي الإيراني الذي يهدف لتأجيج الحرب وتدمير السلم والأمن الإقليمي والدولي، وتهديد إمدادات النفط العالمية.

هذا القرار المسؤول من خادم الحرمين الشريفين يأتي لتدارس التطورات الإقليمية في إطار عربي موحد لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة وحرصا منه على تحصين البيت العربي من الداخل.


وفِي 12 مايو الجاري، تعرضت 4 سفن تجارية بينها ناقلتا نفط سعوديتان لهجمات قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي البحري، وبعدها بيومين، أطلقت مليشيات الحوثي طائرات مسيرة مسلحة هاجمت محطتين لضخ النفط بمحافظتي عفيف والدوادمي بمنطقة الرياض، وإزاء هذه التداعيات الخطيرة طلبت المملكة التي كانت ولا تزال حريصة على جمع الكلمة وتقوية الوحدة العربية في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة؛ عقد قمة طارئة وفق نص المادة 3 من الملحق الخاص بالانعقاد الدوري لمجلس الجامعة على مستوى القمة والذي ينص على أن ينعقد المجلس بصفة منتظمة، في دورة عادية مرة في السنة في شهر مارس (وله عند الضرورة أو بروز مستجدات تتصل بسلامة الأمن القومي العربي عقد دورات غير عادية إذا تقدمت إحدى الدول الأعضاء (21+ مقعد مجمد لسورية) بطلب لذلك..

وعندما تستضيف المملكة في رحاب مكة قادة الدول العربية فهي تعمل لتحقيق الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة والعالم.. لقد تعاملت السعودية بكل جدية ومسؤولية مع القضايا السياسية على الساحتين العربية والدولية بطريقة تخدم قضايا الأمة العادلة والمشروعة وتعزز العمل العربي المشترك، وانطلاقا من مبدأ الحفاظ على سيادة الدول واستقلالها، وأمنها واستقرارها في ظل وحدتها الوطنية، وسلامتها الإقليمية، وينسحب هذا الأمر على سعي المملكة الحثيث لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

لقد امتهنت إيران القتل والتدمير في المنطقة وأصبحت حاضرة وبقوة في تأجيج خريطة الأزمة التي تمر بها المنطقة العربية، والعمل على تعميق المعاناة الإنسانية للشعوب العربية بلا وازع من دين أو أخلاق أو ضمير من خلال تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للعالم العربي وذلك بإثارة الفتن المذهبية والطائفية ودعم الميلشيات المسلحة التي تعمل خارج إطار السلطات الشرعية والسعي لتفتيت الوحدة الوطنية لشعوبها. والمملكة التي لا تسعى للحرب ستعمل كل ما في وسعها لردع النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة..

إن السياسات الإيرانية العدوانية لم تقتصر على تدمير الدول العربية بل امتدت لتشمل دعم الحركات الإرهابية في المنطقة وتصنيع الصواريخ الباليستية، وهو الأمر الذي من شأنه تهديد الأمن والاستقرار العربي والإقليمي.

والمطلوب من الدول العربية الوقوف صفاً واحداً أمام التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون العربية والتصدي لأي تدخلات تهدف إلى تهديد أمننا واستقرارنا، ضاربة عرض الحائط بكل مبادئ حسن الجوار والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حرمة الدول وسيادتها واستقلالها.