أتمت الخطوط السعودية تجهيز كامل أسطول طائراتها من طراز ايرباص (A320) المخصصة لرحلاتها المباشرة إلى الوجهات الأوروبية بأحدث تقنيات الاتصالات الفضائية، والتي تشمل خدمات الإنترنت عالي السرعة، والاتصال الهاتفي، والبث التلفزيوني المباشر، إلى جانب تحديث مقصورة الضيوف بمقاعد جديدة وشاشات ترفيهية لدرجتي الضيافة والأعمال.
وتفقد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، اليوم (الأربعاء)، الطائرة الأخيرة من مجموع (7) طائرات تم تحديثها وتجهيزها بالتقنية المتقدمة في مقر شركة السعودية لهندسة وصناعة الطائرات «ساعي» المملوكة بالكامل للخطوط السعودية، بحضور عدد من المهتمين بصناعة النقل الجوي ووسائل الإعلام.
وتجول الجاسر ومرافقوه في مقصورة الطائرة واطلعوا على التجهيزات الحديثة والتقنية المتقدمة على متن الطائرة، حيث طورت «السعودية» استراتيجيتها على هذه الطائرات لتحسين تجربة الضيوف عبر تحديث مقصورة الطائرة بمقاعد جديدة لدرجة الأعمال تنفرد بمقدار 180 درجة، وشاشات ترفيه جوي بحجم 16 إنش، مع توفير أقصى درجات الراحة والاحتياجات الخاصة بالمقعد كمساحات تخزين الأمتعة المصاحبة، ومنافذ للطاقة لشحن الأجهزة الشخصية، وتتكون مقصورة درجة الأعمال من 20 مقعداً حديثاً ينبسط انبساطاً كاملا (أول يتحول إلى سرير)، فيما تم تحديث مقاعد درجة الضيافة التي تشمل 90 مقعداً، وزيادة المساحات بين المقاعد وتزويدها بشاشات ترفيه ومخازن مناسبة للأمتعة.
وتُمكِّن تقنية ترددات الأقمار الصناعية (KU/KA) الخطوط السعودية من توفير أفضل تقنية فضائية خارج الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مزود الخدمة شركة «تقنية الفضائية»، وهي إحدى شركات الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني «تقنية» المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، بالتعاون مع شريكها التقني مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنيةُ، ويتمكن ضيوف «السعودية» من الاتصال الهاتفي بتقنية الجيل الثالث للهواتف المتحركة والاستمتاع بخدمات إنترنت عالي السرعة تصل إلى أكثر من 50 ميقابايت في الثانية، ويمكنهم من مشاهدة التلفزيون الفضائي على الهواء مباشرة كخيار ترفيهي جديد.
وأوضح الجاسر، أن طائرات «السعودية» التي تم تحديث مقصورتها ونظامها الترفيهي بالكامل وتزويدها بالتقنية الحديثة تمثل شهادة فخر واعتزاز لأبناء الوطن، حيث تم تنفيذ المشروع داخل المملكة وبأيدٍ وطنية من أبناء المؤسسة المؤهلين، تأهيلاً عالياً، والذين قدَّموا نموذجاً يُشار إليه بالبنان في مجال توطين الصناعة إحدى الركائز الأساسية لبرنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030، مؤكداً أن الاستثمار في العنصر البشري عبر استقطاب وتأهيل الكوادر الوطنية من شباب وشابات الوطن يُعد من العناصر الرئيسية لبرنامج التحول الذي تنفذه المؤسسة ومجموعة شركاتها ووحداتها الاستراتيجية.
وأشار الجاسر أن خدمات الاتصالات والإنترنت والترفيه أصبحت من أهم المنتجات والخدمات على متن الطائرات، ومعياراً تنافسياً بين شركات الطيران، حيث عملت الخطوط السعودية منذ إطلاق برنامجها الطموح للتحول من أجل تطوير خدماتها ومنتجاتها على متن أسطولها الحديث، وفي هذا الإطار تم عقد اتفاقية شراكة مع شركة تقنية الفضائية لتزويد طائرات «السعودية» بتقنيات الاتصالات الفضائية الحديثة، في إطار التعاون البناء والشراكة المثمرة بين المؤسسات الوطنية لتوطين الصناعة ودعم المحتوى المحلي الذي يمثل أولوية ضمن استراتيجية رؤية المملكة 2030، ولإنجاز المبادرات التطويرية والخطط التنموية الشاملة وفق أهداف الرؤية الوطنية، حيث أثمرت هذا الشراكة توفير أحدث تقنيات الاتصالات الفضائية والإنترنت عالي السرعات والبث التلفزيوني على طائرات «السعودية»، ومنها هذه الطائرات التي تم تحديث وتطوير مقصورة الضيوف بالكامل والمخصصة للتشغيل إلى بعض الوجهات الأوروبية ومنها جنيف، وفرانكفورت، وميونيخ، وروما، وميلان، وفيينا، و أثينا.
تجدر الإشارة إلى أن الخطوط السعودية تواصل خطواتها المتسارعة للارتقاء بخدماتها وتطوير منتجاتها وفق خطة استراتيجية شاملة وبرنامج زمني محدد بما يمكنها من تقديم أفضل خدمات النقل الجوي، بهدف الوصول إلى نادي النخبة لشركات الطيران المتقدمة على مستوى العالم عبر العديد من المبادرات والبرامج لتحديث وتنمية الأسطول، وتطوير الخدمات والمنتجات لكافة شرائح الضيوف.