أبدى سياسيون عرب لـ«عكاظ» تفاؤلهم بالنتائج التي ستسفر عنها القمم الثلاث التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بجوار بيت الله الحرام، مؤكدين أن المملكة تتخذ خطواتها للم الشمل العربي والإسلامي وحمايته من الأخطار.
وأكد أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، أن القمم خطوة مهمة من حيث التوقيت والهدف في مواجهة التحديات والمخاطر الإقليمية، وعلى رأسها التعدي الإيراني على أمن الإقليم والخليج، مشيراً أن القمم ستنجح نظراً لمكانة السعودية وثقلها العربي والإسلامي، وهو ما يؤكد حنكة الملك سلمان وسعية لتوحيد الموقف العربي والإسلامي.
من جانبه، ذكر الباحث والكاتب السياسي الدكتور سالم الكتبي، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عقد القمم الطارئة يعكس حرصه على تبني نهج الحكمة ومعالجة التوتر المتصاعد في المنطقة بسبب السلوكيات والاستفزازات الإيرانية المستمرة في إطار من التشاور والتنسيق.
وأشار الكتبي، إلى أن الدعوة لهذه اللقاءات والقمم هي الآلية المناسبة للتعاطي مع الاعتداءات الأخيرة التي نفذتها مليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لإيران على محطتي ضخ نفط في السعودية، والهجوم على سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وهي اعتداءات تشير إلى استفزاز إيراني متعمد ورغبة في دفع الأمور إلى حافة الهاوية، وهي ممارسات قوبلت بحرص الملك سلمان بن عبد العزيز على التّشاور والتنسيق مع مجلس التعاون وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر سليمان أعراج، أن تعزيز العمل المشترك والتنسيق بين الدول الإقليمية أضحى أكثر من ضرورة تستوجبها مسألة مجابهة الأخطار والتهديدات والتعدي على مبدأ حسن الجوار، وهو مدخل يدعم قضية تقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية بالشكل الذي من شأنه دعم مفهوم المصلحة العربية المشتركة التي بات يواجهها الكثير من الأخطار والتهديدات.
وأشار أعراج إلى أن مجابهة سياسة الضغط التي تواجهها المنطقة تستدعي التعامل بكثير من العقلانية والحكمة مع ما تعيشه المنطقة من أزمات أمنية واقتصادية، وهو نفس الأمر الذي يستوجب الاستعجال في إيجاد مخارج توافقية تدعم استقرار المنطقة بالشكل الذي يبني قدرة الدول العربية عموماً والمحورية وعلى رأسها السعودية والجزائر ومصر، باعتبارها صمام أمان الأمن الإقليمي في المنطقة.
فيما أكدت المحللة السياسية نورا المطيري، أن القمم الثلاث ستضع النقاط على الحروف، وستخلق جبهة حقيقية موحدة لتحجيم إيران الإرهابية، ووقف دعمها الأعمال التخريبية.
وتابعت: «السعودية ودول الخليج العربي لا تسعى لخوض حرب مع إيران، إلا أن قمم السعودية الثلاث ستحمل عنوان «لمّ شمل البيت العربي والإسلامي»، لتكوين جبهة قوية تتخذ بُعداً استراتيجياً يدعم الموقف السعودي، والاتفاق على قرارات وآليات ثابتة وموحدة تواجه خطر الإرهاب الفارسي الذي يطال معظم الدول العربية».
أما النائبة بالبرلمان المصري غادة عجمي، فأكدت أن المملكة لها الدور المحوري الكبير الذي لا ينكره أحد، مشيرة إلى أن هذه القمم سيكون لها الأثر الإيجابي للدول العربية والإسلامية والخليجية من خلال التشاور واتخاذ قرارات مصيرية مدروسة.