-A +A
«عكاظ» (جدة)

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن انعقاد القمة العربية الطارئة في ظل تهديدات خطيرة وغير مسبوقة، وخصوصا في منطقة الخليج، ذا أهمية إستراتيجية كبيرة، ومصر ليست بحاجة أن تؤكد أن أمن منطقة الخليج العربي يرتبط وثيقا بالأمن القومي المصري، ما يتطلب منا جميعا الحزم لإيصال الرسالة للقاصي والداني بأن العرب ليسوا على استعداد في التفريط بأمنهم ولا يقبلون أي مساس بحقوقهم، فنحن ولا زلنا دعاة سلم واستقرار.

وشدد على أن الهجمات التي تعرضت لها المناطق النفطية في السعودية من جانب مليشيات الحوثي ومحاولات استهداف أراضيها بالصواريخ، واعتداءات على الملاحة في الإمارات، تمثل أعمالا إرهابية صريحة تتطلب موقفا واضحا من المجتمع الدولي بإدانتها، والعمل بكافة الوسائل لردع مرتكبيها ومحاسبتهم، لمنع تكرارها، ونطالب المجتمع بتحمل مسؤوليته كاملة تجاه هذه التهديدات الإرهابية، «فعلينا كعرب مسؤولية لتفعيل آليات التعاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب وتدعيم قدراتنا الذاتية لمواجهته، وتمثل هذه التهديدات لأمننا العربي مناسبة مهمة لتجديد النقاش حول تفعيل آليات العمل العربي المشترك، فهو السبيل الكفيل لاستعادة زمام المبادرة العربية وتمثيلهم لردع ومواجهة أي محاولة للمساس بالأمن العربي بشكل سريع وحاسم».

وأضاف: «بالتوازي مع التضامن الكامل مع الأشقاء في السعودية والإمارات ودعمهم في مواجهة اي تهديدات للأراضي أو المنشآت، تظل هناك حاجة لمقاربة إستراتيجية لأزمات المنطقة، ومواجهة أي تهديدات للأمن العربي بحيث تجمع بين الإجراءات السياسية والأمنية. ولن نتسامح مع أي تهديد لأمن الدول العربية، وسنظل دائما على رأس الداعين للسلام».

ولفت إلى أنه لا يوجد أحرص من العرب على علاقات جوار تقوم على عدم التدخل في شؤون البلاد العربية، وعدم اعتماد النعرات الطائفية، وكل من يلتزم بهذه المبادئ سيجدنا متعاونين.

وبين أن الإستراتيجية الأمنية المنشودة تقتضي التعامل مع وسائل التهديد للمنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، باعتبارها المصدر الأول لعدم الاستقرار بالمنطقة، لا يمكن أن يتحقق السلم في المنطقة دون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 يونيو 1967.

وأفاد بأنه لا معنى للحديث عن مقارنة استراتيجية شاملة للبلدان العربية دون معالجة الأوضاع في سورية واليمن وليبيا، وتحقيق طوحات شعوبها، في ظل حلول عادلة، دون أطماع أو استخدام المليشيات والطائفية، ما يستوجب أن يقوم على مواجهة كافة التدخلات الإقليمية في الدول العربية، لا يمكن أن نتسامح مع أي طرف يهدد أراضي ومنشآت دول عربية شقيقة.

وأكد أنه لا يمكن أن تقبل الدول العربية استمرار وجود قوات احتلال عسكرية لطرف إقليمي على أراضي دولتين عربيتين، ولن نسمح بتغذية الإرهاب على مرأى ومسمع مننا. وقال «ما يقتضي وقفة صدق وحزم مع كل طرف إقليمي يحاول التدخل في الشأن العربي، كما يقتضي وقفة مصارحة ومراجعة مع أي طرف عربي يحيد عن مقتضيات الأمن العربي مع عدم التدخل في شؤون الدول العربية».

وأكد تضامن مصر مع السعودية والإمارات، «ونجدد عزمنا على محاربة المخاطر والتحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة في ظل ما تأمله شعوبنا العربية».