سوق الذهب وسط مدينة الباحة العتيقة.
سوق الذهب وسط مدينة الباحة العتيقة.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
لم تنجح ألوان وروائح سوق الخميس بالباحة في الاحتفاظ بحضورها الفطري في ذات المكان إثر التغيرات الاجتماعية وانتهاء الزمن الزراعي على يد الحقبة الوظيفية، وفي ظل تنامي المولات التجارية الكبرى على أطراف المدينة، لا يزال ذات المكان الذي اختاره الأسلاف باعتباره المركز الوسط لكل القرى عامراً بالحياة خصوصاً في ليالي أواخر رمضان وأيام الخميس والسبت، وإن كانت النسخة الحالية للسوق غير أصلية باعتبار معظم المنتجات وافدة واستهلاكية ولا تعبر عن إنسان الباحة المنتج.

ومن يسير وسط سوق الباحة إذا كان من مواليد الستينات الميلادية سيستعيد الوجوه والأصوات وتركيبة الدكاكين الموزعة بعناية بين منشية اللحم، وبين مسعارة الحبوب، وسوق الصاغة، ومتاجر البن والهيل، والركن البهي ببائعات ريحان وكادي وبعيثران وبعض الأصواف المنسوجة بأكف لا تمل العمل في ظل ما يحدوها من أمل.


هناك عين للذاكرة تفوق عين الكاميرا التي تلتقط لك ما تستوعبه العدسة، في حين تحيلك الذاكرة إلى الزمن باعتباره بُعداً رابعاً في المعادلة الفيزيائية، وكما يقف العربي القديم على الأطلال وقفت «عكاظ» على ما تبقى من سوق الباحة الأسبوعي، ورصدت حركة الناس فيه مع أواخر رمضان، لنكتشف أن لسوق الذهب الفضل في الحفاظ على نبض وسط المدينة العتيقة أمام موجات افتتاح المولات التجارية الكبرى.

وبرغم حرص أمانة الباحة على تطوير المنطقة المركزية إلا أن عدداً من الباعة أكدوا لـ«عكاظ» أن سوق وسط الباحة لا يزال مقصداً لكل أبناء المنطقة العائدين صيفاً من المدن، ويرى بعضهم أن الحفاظ على هوية السوق يستلزم بقاءه كما هو مع تأمين المرافق الخدمية اللازمة.