-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
لم يسعَ النظام الإرهابي الإيراني الطائفي لحسن الجوار، منذ تقلده مهام الحكم في إيران؛ واستمراره في سياسة التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة؛ وافتقاره تماماً للحكمة، وضربه على الدوام بقوانين الشرعية الدولية الحائط؛ ونشره الفكر الطائفي لولاية الفقيه مستفيداً من عائدات النفط لتمويل المليشيات الطائفية في العراق واليمن وسورية ولبنان بالسلاح؛ بزعامة قائد الإرهاب في العالم قاسم سليماني؛ الذي تبنى الفكر الدموي الطائفي لنظام الخميني، والذي تتمحور منهجيته على تفكيك وتدمير الدول المجاورة للاستحواذ على قرارها السياسي، ونهب خيراتها وإثارة الفتن الطائفية.

هذا المنطق الثوري الإيراني الذي دفع كسينجر إلى أن يقول في كتابه الأخير إن إيران عليها أن تقرر «إما أن تكون دولة تخضع للقوانين الدولية، وإما أن تكون ثورة دائمة»! حيث قرر الرئيس ترمب أن يتعامل مع إيران عبر سياسة العصا على خلاف سلفه أوباما الذي تعامل مع إيران كدولة صديقة وبسياسة الجزرة..


وهو أيضاً ما أشار إليه ولي العهد عندما أوضح أن أمام إيران خيارين؛ «إما أن تكون دولة طبيعة أو مارقة».. ويبدو أن النظام الإيراني الإرهابي لم ترُق له كالعادة تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة والتي كشف فيها بصراحته عن طبيعة عدوانية النظام الإيراني الإرهابي أمام العالم، مؤكداً أن المملكة «لا ترغب في الحرب ولكنها مستعدة لمواجهة وردع أي تهديدات للحفاظ على أمنها واستقرارها»، ولكن النظام الإيراني القميء يجب أن يعي أنه آخر دولة تعطي النصيحة للمملكة؛ باعتبار أن نظام خامنئي نظام مارق وخارج عن القانون ويفتقد الشرعية لأنه يحكم شعبه بالقبضة الحديدية والنار، وهو النظام الذي يفتقد لإدراك المتغيرات في المنطقة، وأن زمن نشر الفوضى وإثارة الفتن وتأجيج الحروب ولى، وأن سياسة النهج التدميري الإرهابي الإيراني أصبحت مرفوضة عالمياً.. والسعودية التي وظفت مواردها النفطية لشعبها وبنت المدن وخدمت الحرمين الشريفين وهيأت العيش الكريم للمواطن لا تنظر إلى الوراء، فهي ماضية نحو تحقيق أهدافها الإستراتيجية للبناء وليس للتدمير كما يفعل النظام الإيراني، الذي أهدر ثروات شعبه واختطفه وجعله رهينة لنظام استبدادي طاغوتي، وحوَّل بلده لبؤرة إرهاب واستخدم أموال الشعب لبناء ترسانة نووية وأسلحة باليستية، وخلق الأزمات وسعى لتأجيج التوتر.

وإذا تحدثت إيران عن التغيير في سياسات المملكة؛ فعليها تغيير سياساتها الإرهابية القميئة في المنطقة، لأنها سياسات تحكمها الأطر القانونية والأعراف والشرعية الدولية؛ أما إيران فتحكمها الأطر الطائفية والثورية..

الأمير محمد بن سلمان وضع النقاط على الحروف في تصريحاته أخيراً وكان واضحاً عندما قال إن إيران هي وراء استهداف ناقلات النفط في مياه الخليج، والنظام الإيراني هو سبب دمار المنطقة، وهذا ما ثمَّنه مجلس الوزراء الذي أشاد بمضامين الحوار الصحفي لولي العهد، وما اشتمل عليه من تأكيدات حول مواقف المملكة الثابتة والواضحة تجاه تطورات الأحداث في المنطقة، وعلاقاتها الإستراتيجية، وأوليات مصالح المملكة الوطنية وتحقيق تطلعات شعبها من خلال أهداف رؤية المملكة 2030، وما عبَّر عنه سموه من فخر وثقة بالمواطن السعودي ودور الشباب في الحراك الذي تعيشه المملكة. المملكة لن تقبل الممارسات العدوانية الإرهابية وغير الأخلاقية التي تقوم بها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد المملكة وستردع اي أعمال عدوانية تهدد حرية الملاحة وأمن الإمدادات النفطية وسلامة البيئة، وستتخذ إجراءات حازمة لتأمين حركة النقل في الممرات المائية في المنطقة تحسباً للتداعيات الخطيرة لمثل تلك الحوادث على أسواق الطاقة وخطرها على الاقتصاد العالمي، فنظام قم ينفث «السم» في المنطقة، والمملكة تنشر «الترياق» بحكمتها، والسعودية كعادتها تبني، وإيران على الدوام تهدم.