ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه رئيس كوريا الجنوبية.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه رئيس كوريا الجنوبية.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
هناك مثل كوري جنوبي يقول: «حتى الجبال تتحرك في عشر سنوات» لكن ما تشهده كوريا الجنوبية من ثورة معلوماتية وتقنية عارمة يجعلنا نجزم أن الجيل الكوري الجنوبي الخامس، جعل الجبال قاعا صفصفا إذ أصبحت معقل التكنولوجيا، وثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي ودولة صناعية بامتياز، وأضحت بوصلة حراك الدبلوماسية السعودية نحو الشرق؛ من خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى سيئول؛ التي كانت محط أنظار ومتابعة القوى الاقتصادية والاستثمارية والسياسية باعتبارها الأولى لولي عهد سعودي منذ عدة عقود.

وهذا ما أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه مع رئيس كوريا الجنوبية أمس الأربعاء في البيت الأزرق أن «المملكة تتطلع لتعزيز التعاون المشترك مع كوريا الجنوبية»، مؤكدا أن «الرياض لديها تجربة رائعة جدا مع سيئول في السابق وترغب المملكة أن تكررها بشكل أكبر وأفضل لمصلحة البلدين»، كوريا الجنوبية القوة الاقتصادية والتقنية الصاعدة ليست معجزة دول آسيا فحسب بل والعالم أجمع، تمتاز بطفرة تكنولوجية قوية ساعدت أبناء شعبها على التميز، والتقدم نحو ثورة المعلومات وتصدرها المشهد التقني الإبداعي في العالم؛ ولهذا حرص الأمير محمد بن سلمان على زيارتها لأنها كما قال: «هناك إمكانات هائلة وشراكة بين البلدين غير مستغلة وفرص لزيادة التبادل التجاري والاستثمار، بالإضافة إلى تطوير القدرات الدفاعية وتحقيق ازدهار اقتصادي من خلال البناء المشترك للصناعات وتطوير رأس المال البشري وتحسين جودة الحياة بين الشعبين».


ولي العهد الذي يختتم زيارته الرسمية لسيئول اليوم الخميس لم يتردد في التعبير عن سعادته بتطور الجمهورية الكورية في الخطة الخمسية 2017 – 2022، مشيرا إلى فرص التعاون بين المملكة وكوريا والذي تجسد في التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون والاستثمار بين البلدين في مجالات الطاقة وصناعة السيارات والاتصالات وتقنيات الجيل الخامس والصحة والتعاون في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية.

فيما كسر رئيس وزراء كوريا الجنوبية البروتوكول واستقبل ولي العهد في المطار، عقد رئيس كوريا الجنوبية اجتماعا موسعاً مع الأمير محمد بن سلمان بحضور الوفدين الرسميين وصفته مصادر في البيت الأزرق (مقر رئاسة كوريا الجنوبية) بأنه كان مثمرا وإيجابيا حيث استعرض الجانبان خلاله العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة، حيث أكد أن المملكة دولة رئيسة في الشرق الأوسط، وحريصة على تطوير وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

زيارة ولي العهد لسيئول شهدت التوقيع على 15 مذكرة تفاهم بين الجانبين السعودي والكوري، إضافة إلى تسليم رخصتي استثمار من الهيئة العامة للاستثمار لشركات كورية لبدء أعمالها في المملكة.

مما يُذكر أن ملتقى الشراكة السعودي الكوري يعد خطوة متقدمة نحو تنفيذ الرؤية السعودية الكورية 2030؛ التي تم إطلاقها في عام 2017 لتوسيع نطاق التعاون بين البلدين، وتبقى التجربة الكورية مثالاً يبرهن على أن الإرادة السياسة والتخطيط السليم والبعيد المدى وحسن استعمال الموارد، وقبل كل ذلك الانطلاق من تطوير ذاتي ونقدي للقيم والثقافة المحلية، قد يمكّن العرب، في حال استلهامه، من النهوض وتبوء مكانة تليق بتاريخهم وحضارتهم العريقة.