-A +A
علي الرباعي (جدة) okaz_online@
لم تكن الأحداث المعاصرة بمعزل عن أمثال وحكم وأشعار العرب الأوائل، خصوصاً ما يقع زمن الأزمات، ولعله لم يغب عن أذهان المنصفين أن المسافة بين الحكماء وبين الحمقى شاسعة البون، وما يوده الحكيم من نفع يقابله أحمق وسفيه بالضر والتطاول، ولو قارن الأشقاء اليمنيون بين الوضع في بلادهم إثر الانقلاب الحوثي على الشرعية وبين ما أعقبه من تطاول على أموال الشعب اليمني وإغاثة دول الجوار والمنظمات الأممية، وبين دعم وتمويل المملكة للتعمير والتنمية والبناء وبين التخريب والعبث لمليشيا الحوثي لاستعادوا شاعر زبيد اليمنية (عمرو بن معدي كرب) إذ وقع أخوه عبدالله بن معدي كرب في جدل مع حبشي تشبب بامرأة من بني زبيد، فلطمه عبدالله، وقال له: أما كفاك أن تجلس معنا حتى تتشبب بالنساء؟ فنادى الحبشي: يا لَبني مازن، فقتلوه، وكان الأشعث بن قيس المرادي صديقه وبلغ عمرو عندما طالب بدم أخيه أنه توعده، فقال «أعاذل شكتي بدني ورمحي وكل مقلص سلس القيادِ، فمن ذا عاذري من ذي سفاه، يرود بنفسه شر المراد، أريد حياته ويريد قتلي، عذيرك من خليلك من مراد، لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولو نار نفخت بها أضاءت، ولكن أنت تنفخ في الرماد».

ويؤكد متابعون للشأن اليمني حرص المملكة على إعمار اليمن وتنميته والعمل وفق منظومة دولية لفتح مكاتب لإعادة الإعمار والتنمية في كل محافظة منها مكاتب في الجوف وصعدة افتتحت مؤخراً إضافة إلى تنفيذ 68 برنامجاً خلال 9 أشهر، والدعم بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019، وتقديم مليار دولار مناصفة بين المملكة وبين دولة الإمارات والكويت لإعادة تأهيل الموانئ والطرق، وتوفير رافعات في ميناء عدن، والمكلا ونشطون وسقطرى، لرفع الطاقة الاستيعابية للموانئ، وزيادة حجم الواردات من المواد الإغاثية والتجارية، إضافة إلى البرامج والمبادرات التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في مجالات (الصحة والتعليم والطاقة والنقل والمياه والزراعة والثروة السمكية)، ودعم اليمن بالمشتقات النفطية، من خلال منحة تبلغ 60 مليون دولار شهرياً تم توجيهها لمحطات الكهرباء في اليمن، ما أسهم بشكل فاعل في استمرار إيصال التيار الكهربائي للعديد من المحافظات دون انقطاع، استفاد منها 18 مليون شخص.