-A +A
فهيم الحامد (جدة)falhamid2@
سعت المملكة منذ تأسيسها حتى عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى خدمة حجاج بيت الله الحرام، بلا منة ولا جزاء مبتغية رضا الله وخدمة الحرمين، وأخذت على عاتقها تذليل كل الصعاب خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وفي نفس الوقت وضعت خطوطا حمراء لردع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الحجاج وسلامتهم ورفض أي محاولات لتسييس الحج أو رفع الشعارات في المشاعر المقدسة.

وعندما رحب الملك سلمان بن عبدالعزيز في اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي بحجاج بيت الله الحرام الذين بدأت طلائعهم تصل إلى المملكة لأداء الحج ومطالبة القطاعات بتيسير أداء جميع الحجاج مناسكهم وتوفير الأمن والاستقرار والهدوء لهم؛ فإنه يؤكد مجددا نهج المملكة منذ تأسيسها على دعوة الحجاج للتفرغ للعبادة ومنظومة الحج الرسمية للتفرغ لخدمة ضيوف الرحمن.


وعلى الحجاج مراعاة خصوصية الأماكن المقدسة وروحانيتها والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج وسكينته برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية، كما أشار مجلس الوزراء في بيانه محذرا في ذات الوقت أن المملكة لن تقبل أي تصرفات للإخلال بالأمن بأي حال من الأحوال وسيتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة كافة، للحيلولة دون القيام بها وتطبيق ما تقضي به الأنظمة.

والمملكة التي حشدت كل طاقاتها لخدمة الحجاج، تسعى للتطوير والتحديث في جميع مناحي منظومة الحج؛ وتعتبر مبادرة طريق مكة التي تعد إحدى المبادرات التي يجري تنفيذها ضمن برامج التحول الوطني 2020 تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 للارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسكهم، وما تحرزه من تقدم في اختصار الوقت والجهد على حجاج بيت الله الحرام في عدد من الدول التي بدأت فعليا في التنفيذ.

وعلى جميع بعثات الحج أن تعلم أن شعيرة الحج عبادة لله يتعين على الحجاج قضاء أيامها في التقرب إلى الله تعالى بأداء نسكها وأن تعمل على توعية الحجاج من أن أي إخلال أو عبث يخرج بها عن مقصدها الشرعي سيواجه بحزم؛ وأن إثارة الشعارات السياسية والحزبية والطائفية في هذه الشعيرة يعد من الرفث والفسوق والجدال في الحج وأن أي عمل يخالف ذلك يُعد تجاوزًا على الشرع ونيلا من قدسية المكان والزمان في أمنه وسكينته.

وأي محاولة لأي دولة وأي جهة لتعكير صفو الحج وإثارة النعرات السياسية، واستغلال الحج سياسيًا وإثارة النزاعات فيه ستواجه بالردع الفوري خصوصا أن السعودية تؤدي واجبها بكل أمانة وصدق وإخلاص، وتقدم کل ما بوسعها لحجاج بيت الله الحرام، ولا تقصر معهم، ولا تميز بينهم وأن ابتداع «الحج والشعارات السياسية» لن يكون مقبولا من أي جهة كانت، وأي مشروع سياسي تسعى لإثارته أي دولة في الحج سيكون مرفوضا تحت أي ظرف من الظروف من منطلق هدف المملكة حج آمن وناجح بلا تسييس بل تفرغ للعبادة.