سعودية تدير أحد الأستديوهات في إذاعة جدة.
سعودية تدير أحد الأستديوهات في إذاعة جدة.
-A +A
عبدالله الداني (جدة) aaaldani@
استبعد مساعد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الدكتور عادل بن عيفان الحارثي، انعزال الإذاعات السعودية عن المجتمع، أو فقدانها قوة التأثير، وقال: «علاقتنا مع الإذاعات الخاصة تكاملية لا تنافسية». وعن دور الإذاعات الخاصة في رفع سقف التنافس قال: «لا أرى أن المسألة تنافسية بل تكاملية، كل إذاعة تقدم نفسها بشكل مختلف ونحن متكاملون». وبين أن الإذاعات السعودية خضعت لتغيير جزئي خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى تغيير أكبر سيطرأ عليها خلال الأشهر القادمة.

وكشف لـ«عكاظ» إيقاف العديد من البرامج -على سبيل المثال- في إذاعة جدة، حيث تمت إعادة صياغة هيكلة برامجها بالصورة التي تتماشى مع روح العصر وإضفاء طابع الحيوية الشبابية وكسر الجمود الموجود؛ إذ تم ذلك منذ شهر رمضان الماضي، في حين تم وضع هيكل برامجي جديد منذ السادس من شوال، حيث كانت تلك سابقة، إذ لم يتم تغيير هيكل برامجي في أقل من 3 أشهر.


وأضاف: في إذاعة الرياض تم تغيير 20% منها لأنها الإذاعة الرسمية وفيها الكثير من رؤية المسؤول، وستستمر في الأداء الرسمي لكن ستطعم بروح الشباب، ووضعنا 3 مراحل؛ الأولى مرحلة رمضان وتم تغيير 20%، والثانية ما بعد رمضان وتم تغيير 10% من البرامج، فيما سيكون التغيير الشامل بعد فترة الحج.

وعن الإذاعة الناطقة باللغة الإنجليزية (راديو السعودية) قال الحارثي إن الإذاعة تغيرت بنسبة 100%، حيث كان محتواها ترفيهيا بحتا، وأضيفت لها برامج سياسية، وبرنامج رياضي، وبرنامج سياسي أسبوعي كل سبت سيكون بعد فترة الحج بسبب التوقف الذي يطرأ لتقديم برامج موسمية عن الحج بجرعات عالية، لكن بعد الانتهاء من الموسم ستقدم الإذاعة طريقة مختلفة بحيث تكون تفاعلية.

وفي ما يتعلق بالإذاعات الدولية التي كان يطلق عليها الإذاعات الموجهة، قال مساعد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون إن الإذاعة تنطق بـ10 لغات، لكن الجديد في ذلك أنها ستتعاقد مع شركات أجنبية لتقديم محتوى للعاملين داخل المملكة وخارجها وستتم إعادة صياغتها.

وبين الحارثي أن وجود مشاريع ضخمة يجري تنفيذها في المملكة كمشروع نيوم وغيره ستستقطب كفاءات أجنبية، هذا الأمر يحتم إعطاء كافة الشرائح الأجنبية جرعات برسائل جديدة ومختلفة.

وعن إذاعة نداء الإسلام أوضح أنه سيلحقها تطوير في طريقة العرض، وكذلك إذاعة القرآن الكريم التي سيتم العمل على زيادة جرعات الشراكات مع القطاع الخاص خصوصا الجمعيات الخيرية وغيرها لتقديم رسائل من خلالها للآخر.

وعن دور الإذاعات السعودية في التصدي للحرب على المملكة قال الحارثي: «الحرب الشعواء على المملكة قديمة لكنها تخبو فترة وتظهر أخرى، ولدينا هدف وهو البحث عن القيمة. نحن لن نكون ردة فعل للأحداث بل نصنع محتوى ولا ننتظر زيادة الحرب حتى نرد، بل نصنع مادة جيدة تمثلنا وتعطي رأي المسؤول بطريقة رصينة تمثل الأخلاق الإسلامية وروح السعودية».

وأبدى الحارثي استبشاره بقطاع الإذاعة ومستقبله، مشيرا إلى أن «التوجه الجديد جعل الإدارات شبابية، والجيل الثاني جاهز لاستلام الزمام بعد رحيلنا في الفترة القادمة، وهناك فريق جيد من الشباب السعودي يستطيعون قيادة المرحلة القادمة باقتدار وفق الخطط التي وضعناها، وهي خطط مبنية بفكر شبابي وروح الشباب».

وعن الجوائز التي حققتها الإذاعات السعودية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون أخيرا في تونس، أوضح الحارثي أن هذه الجوائز أكبر رد على المشككين في الإذاعات السعودية، وقال: «علينا أن نعمل ولسنا مخولين بالرد على أحد، فأنا وزملائي نبتعد عن العمل ونحتاج أعمالنا تشهد على ذلك، فمشكلتنا في تعامل بعض الإعلاميين معنا على الصورة النمطية التي رسمها قديما في ذهنه، لكننا تجددنا ونتمنى مواكبة الإعلام لهذا التجديد».

وأضاف: «كانوا ينعتوننا أحيانا في بعض المجالس الرسمية بألفاظ غير جيدة لا تليق، لكن بإمكانك أن ترى وتسمع بنفسك وتنقل كل ما تراه وتسمعه».

وبين أن «هناك لجانا تشكل من داخل الإذاعات باختيار أفضل ما يقدم، فقد اخترنا من البرامج المنجزة وأرسلت بطريقة رسمية إلى اتحاد إذاعات الدول العربية، وخضعت لمعايير يطلبونها ولجنة التحكيم بجزءيها العادي والإلكتروني منحت المتميز حقه».

وأضاف: «صحيح أننا لم نحضر الحفلة لكن منجزنا تكلم عنا. زملائي أجادوا في اختيار المحتوى الذي يمثلهم، وكسبنا 3 جوائز على مستوى الجوائز البرامجية، والمركز الأول في التبادل الإخباري، وهذا المنجز أجيره لزملائي الذين عملوا وقد كنت مجرد داعم لهم».