حدد مجلس الوزراء في جلسته الماضية، ملامح عمل منظومة العمل المتعلقة بموسم حج العام الحالي؛ عندما طالب حجاج بيت الله الحرام بمراعاة خصوصية الأماكن المقدسة وروحانيتها والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج وسكينته برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية، حيث حملت هذه التصريحات رسالة شفافة ومباشرة أن المملكة لن تقبل أي تصرفات للإخلال بالأمن بأي حال من الأحوال وترفض إطلاق أي نعرات أو شعارات سياسية في موسم الحج؛ باعتباره موسما للتفرغ للعبادة الصرفة وليس للتسييس إطلاقا.
كما عكست تصريحات الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، التي شدد فيها أن فريضة الحج عبادة وقداسة وليست للشعارات السياسية ولا للنعرات الطائفية ولا للصراعات المذهبية، والتي جاءت من أعلى مرجعية إسلامية للحرمين الشريفين، أن المملكة تسعى لخدمة الحجاج بنفس ونفيس؛ إلا أنها لا تقبل أي محاولة للتيسس.
وعندما تستقبل قيادة وشعب المملكة ضيوف الرحمن، فهم يفتخرون بتقديم الخدمات المتكاملة لهم؛ ليس -كما ذكر الشيخ السديس- من باب العمل التقليدي، بل من مسؤولياتها الإسلامية التاريخية وحرص القيادة الحكيمة على أمن وراحة الحجيج والتي استشعرت أهمية المقدسات الإسلامية؛ حيث صرفت المليارات لتوسعة الحرمين الشريفين والمشاريع الجبارة في المشاعر المقدسة لا تريد من ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله؛ باعتبار أن خدمة الحرمين هدف رئيسي لقادة هذه البلاد وليس شعارا بل واجب تفرضه المسؤوليات الإسلامية التي تحملتها حكومة خادم الحرمين الشريفين على عاتقها؛ ليس لتعظيم الحرمين وخدمة الحجاج؛ فحسب؛ بل لتعزيز الأمن والاستقرار أيضا وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي، لما تمثله المملكة من عمق استراتيجي وثقل إسلامي وعالمي استطاعت من خلاله أن يكون لها صوت مؤثر في صناعة القرار العالمي.
ومن هذا المنطلق؛ بدأت منظومة العمل في المملكة مع انطلاق موسم الحج في تسخير كل طاقاتها لخدمة الحجاج؛ انطلاقاً لما يمثله موسم الجح كركن من أركان الإسلام ومن مكانة الحرمين الشريفين وعناية الدولة بهما وبقاصديهما، حيث دشنت الرئاسة العامة للحرمين التي تعتبر أحد الأماكن الرئيسية والمحورية؛ خطة الحج لعام 1440 متضمنة (140) مبادرة وعدداً من المحاور الجوهرية لإنجاح الخطة التي روعي فيها المدة الزمنية لوجود الحجاج من أول ذي القعدة إلى نهاية ذي الحجة؛ ويقوم بتنفيذ هذه الخطة أكثر من (عشرة آلاف) من القوى البشرية.
فضلا عن العمل مدار الساعة لضمان تقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، والتزام ثوابتها ومواكبة لرؤيتها المستقبلية «2030»، وبرنامج التحول الوطني «2020» إلى جانب عكس وسطية الدين الإسلامي واعتداله وتهيئة الأجواء الآمنة ليكون الحاج متفرغا لأداء العبادة لأن الحج عبادة شرعية لا مجال لصرفها في مجال من المجالات الأخرى ورفع أي من الشعارات السياسية أو الطائفية ومحاولات تسييس الحج وإخراجه عن منهجه الشرعي.
العالم في قلب المملكة هذا هو شعار الحج، حيث يفد الملايين إلى هذه الأرض الطاهرة بلباس واحد، لا نفرق بين أحد منهم الجميع سواسية هدفنا.. تعظيم الحرمين.. وخدمة الحجاج ولكن لا للتسييس.. نعم للعبادة.