-A +A
علي الرباعي (جدة) Okaz_online@
لم تكتف المملكة بما أنجزته من مشاريع حيوية وبنى تحتية لتأهيل المشاعر المقدسة وتوسيعها في مكة المكرمة والمدينة المنورة لاستيعاب ما يزيد على 7 ملايين حاج ومعتمر سنوياً، بل انتقلت في زمن وجيز إلى مأسسة العمل لخدمة قاصدي بيت الله الحرام ومسجد نبيه عليه السلام وألغت كل مظاهر الاجتهادات الفردية ليحل محلها العمل المؤسسي المسنود بأحدث التقنيات والمؤهل دوماً لتجاوز الذات والمنافسة على إدارة الحشود بتميز معهود وتسخير ما يقارب نصف مليون من مدنيين وعسكريين لراحة ضيوف الرحمن وتوفير كل ما يلزم من خدمة إسكان وإعاشة وصحة وتنقلات، إذ جنّدت كافة قطاعات الدولة وأجهزتها للعمل بكفاءة واقتدار في ظل توظيف الكوادر السعودية المقتدرة ليؤدي الحاج والمعتمر مناسكه بأمن وطمأنينة وراحة.

وعلى مدى ثمانية عقود تراكمت خبرات فرق العمل المسخرة لراحة الحجاج من القطاعات الأمنية، والمدنية ممثلة في النقل والإسكان، وتوفير الغذاء والدواء، والعناية الطبية، وخدمات الطوارئ، والخدمات البلدية، والماء، والكهرباء، والاتصالات.


واعتمدت وزارة الحج والعمرة 130 مبادرة بنتها على استطلاع آراء 20 ألف حاج ومعتمر من كافة أنحاء العالم عبر 192 نقطة اتصال لتكون آراؤهم وتصوراتهم بعين اعتبار 32 جهة تعمل طيلة العام على جودة الخدمات وتدشين المسار الإلكتروني للقادمين عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي، واستكمال إجراءات الدخول من مدينة المغادرة وتفعيل تطبيق مناسكنا بثماني لغات عالمية، وتوفير الترجمات الفورية بخمس لغات لخطبة يوم عرفة، وتطوير مجمع صالات الحجاج بالمطار، واستكمال مشاريع السقيا والإطعام الخيرية.

وأكد وزير الحج والعمرة محمد صالح بنتن أن اعتمادات المبادرات يهدف لإحداث نقلة نوعية جديدة في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات التي تعينهم على أداء المناسك بكل يسر وسهولة، مشيراً إلى أهمية إشراك ضيوف الرحمن في تمثّل رحلة الحاج والمعتمر من الفكرة إلى الذكرى ولفت إلى العناية الخاصة والرعاية التي يحظى بها الحاج والمعتمر منذ قدومه للمملكة وحتى مغادرته إلى وطنه سالماً غانماً، مؤكداً ترحيب القيادة والشعب بقدوم أي مسلم من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم دون تمييز، وتقديم كافة التسهيلات والخدمات التي تمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة وسط منظومة متكاملة من الكوادر البشرية والإدارة المؤسسية.