-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
عكس لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع دولة رؤساء الحكومات اللبنانيين السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام في قصر السلام بجدة أمس (الإثنين) حرص المملكة على تعزيز علاقتها مع لبنان وصناع القرار في هذه الدولة العربية الأصيلة في جميع الميادين، والسعي الحثيث على تقوية الأمن والاستقرار في لبنان وسيادته، والحفاظ على هويته دولةً عربيةً لها دور مهم «جيو - إستراتجي» في المحيط العربي والإقليمي والإسلامي، وهذا ما كانت ولاتزال تسعى إليه المملكة على الدوام، وهو أن يعيش لبنان آمناً مستقراً بعيداً عن التجاذبات والتدخلات، إذ يعمل النظام الإيراني على تأجيج الفتنة الطائفية عبر عسكرة لبنان ودعم المليشيات بالمال والسلاح لتدميره أرضاً وشعباً.

أمن لبنان واستقراره وأهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي ليس ضرورياً فحسب، بل هو مطلب إستراتيجي لإبعاده عن محور الشر الإيراني الأسدي المليشياتي الطائفي الذي اختطف لبنان، إذ أصبح هذا البلد العريق رهينة لضاحية التآمر والإرهاب الجنوبية.


وجسدت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة هذا التوجه، إذ أكد أن علاقات لبنان مع المملكة تعتبر علاقات أخوية ممتازة وصادقة وصدوقة، وأن زيارة الوفد اللبناني للسعودية جاء للتعبير عن أهمية العلاقة، وبعث الحرارة في العلاقات الودية بين البلدين.

وليس هناك شك أن لبنان البلد العربي يمر بظروف صعبة، ويحتاج أن تقف الدول العربية بجانبه، وأن يكون الجميع على مسافة معه؛ لكي لا يسمح للفكر الإرهابي الطائفي بزعامة مليشيات حزب الله الاستمرار في اختطافه وتدمير مقدراته، وأن تعود التيارات اللبنانية إلى المبادئ الأساسية التي تجمعه عبر الحوار واتفاق الطائف والدستور الذي انبثق عنه. ومن الأهمية بمكان أن يعمل اللبنانيون على مواجهة التحديات بتوحيد المواقف وتبني سياسة النأي بالنفس قولاً وعملاً كما أوضح رئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة.

كما عكست تصريحات رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي وجود رغبة قوية لدى الرياض على أمن واستقرار لبنان عندما أشار إلى أن الملك أكد للوفد اللبناني الرفيع حرص المملكة على أمن لبنان.

مواقف المملكة كانت على الدوام واضحة وصريحة في دعمها للقضية اللبنانية، وعمل خادم الحرمين الشريفين على جمع شمل اللبنانيين، ووحدة صفهم، وسيادتهم، واستقلالهم.

ومساعي المملكة تنطلق من ثوابت تعزيز التضامن العربي من خلال سياستها الحكيمة التي تتعامل مع كل الأطراف اللبنانية على مسافة واحدة، ويهمها في كل مساعيها استقرار وأمن لبنان حياتياً واقتصادياً وأمنياً.

لقاء قصر السلام يرسل رسالة مباشرة: إن المملكة لم تبتعد عن لبنان، وهي حريصة على أن ينعم الشعب اللبناني بالأمن والاستقرار. وعندما يلتقي الملك سلمان مع القيادات صانعة القرار وعترة لبنان، فرسالته تتمحور في أن بلاد الأرز.. عربية.. وستظل عربية.