-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
شتان بين ما تقوم به قيادة المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام من أرجاء المعمورة وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمن وأمان؛ والحرص لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة العربية والإسلامية؛ وما يسعى إليه النظام الإيراني من تسييس الحج وتدمير المنطقة وإثارة الفتنة الطائفية وتأجيج الصراعات والحروب بين الشعوب ودعم وكلائه من المليشيات الطائفية بالمال والسلاح والصواريخ البالستية والطيارات المسيرة لاستهداف المدنيين في المملكة..

ففي الوقت الذي حشدت حكومة المملكة كافة جهودها عبر منظومة العمل المتعلقة بالحج؛ لحج آمن؛ ومستقر؛ النظام الإيراني الإرهابي في تأجيج الصراعات في المنطقة وتهديد الملاحة البحرية ودعم مليشيات الحوثي بالصواريخ والطائرات المسيرة لإطلاقها على المدنيين الآمنين في المملكة وهو يعلم جيدا أننا في موسم الحج حيث مطلب تعزيز الأمن والاستقرار مطلب في كل الأوقات وخصوصا في موسم الحج حيث العبادة الخالصة لله..


ولم يكتف النظام الإيراني بذلك؛ بل يستمر في إذكاء الفتنة والمطالبة برئيس الحج واثارة النعرات وأكبر دليل على صلف وعنجهية النظام؛ هو ما قاله إمام خطبة الجمعة في طهران آية الله كاشاني عن حكومة المملكة من مزاعم وكذب وترهات لا تمت للحقيقة بصلة. بالمقابل نسمع صوت الحكمة والتسامح من إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير - في خطبة الجمعة عندما يقول: إن الحج بيد قوية وأمينة، يد بانية وحامية لن تسمح لخبيث يريد تعكير صفو الحج أو تسييسه أن يحقق هدفه، محذرا من رفع الشعارات الطائفية والرايات البدعية وزرع الفتنة والشقاق والخلاف بين الحجيج، واتخاذ الحج منبرا لبث الشائعات والأقاويل الباطلة والأحقاد والعداوات لأطماع سياسية أو عرقية أو شعوبية أو طائفية أو مذهبية.

من الواضح أن النظام الإيراني يواجه الدعوات والحكمة السعودية بعدم تسييس فريضة الحج بتعنت شديد، وإصرار على إقامة مناسك طائفية لا تمت للعبادة بصلة، فيما تحاول قطر عميلة نظام قم؛ الزج بالفريضة المقدسة في مربع أزماتها السياسية.

المملكة دعت قطر مؤخرا إلى إزالة العقبات التي تفرضها لمنع الحجاج القطريين من القدوم لأداء الحج، إلا أن صحف «الحمدين» خرجت لتردد الأكاذيب القديمة نفسها، وتستعين بأسماء منظمات وهمية لدعم موقفها الهش، ردا على الدعوة السعودية.

المملكة وجهت دعوة أيضا لعدم رفع أي شعارات سياسية أو مذهبية خلال الحج والتفرغ للعبادة، إشارة إلى الشعارات التي يرفعها الإيرانيون بإيعاز من نظام المرشد علي خامنئي؛ الآن النظام الإرهابي ما زال مصرا على شعاراته؛ متناسية أن إثارة الشعارات السياسية والحزبية والطائفية في هذه الشعيرة «يعد من الرفث والفسوق والجدال في الحج»؛ خصوصا أن مرشد الفتنة خامنئي جدد دعوته لتسييس الحج.

وفي مواجهة الإصرار الإيراني على تسييس الحج، وإطلاق شعارات سياسية ومذهبية، جاء الموقف السعودي واضحا وحاسما وحازما، وسط دعم وتأييد ومساندة لهذا الموقف من مختلف المؤسسات الدينية في المملكة والعالم الإسلامي، حرصا على أمن حجاج بيت الله الحرام. شتان بين ما يقوم به النظام الإيراني من فتنة وتأجيج للطائفية وإثارة النعرات وما تنشده المملكة من تسيير وتسهيل لضيوف الرحمن..

والخطبة الطائفية في طهران.. وخطاب الحكمة في الحرم النبوي.. أكبر دليل على ذلك... وعلى النظام الإيراني أن يعي أن إثارة النعرات والتسييس خط أحمر.