مع وصول موسم الحج لذروته، من الأهمية أن يستشعر ضيوف بيت الله الحرام قدسية الحرمين الشريفين ورحانية الزمان والمكان، وضرورة الالتزام بالقواعد والقوانين التي وضعتها حكومة المملكة لتمكين حجاج بيت الله من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. حيث حرصت الدولة على ضمان تهيئة الأجواء الإيمانية وتكريس منظومة الأمن والأمان ومنع استخدام النعرات الطائفية والشعارات السياسية، إذ تعتبر هذه من الأُسُسِ وَالثَّوَابِتِ الَّتِي لاَ تَقْبَلُ المُسَاوَمَاتِ، وَلاَ تَخْضَعُ لِلْمُزَايَدَاتِ، وهي خطوط حمراء؛ لن تسمح الدولة بتجاوزها تحت أي ظرف من الظروف؛ باعتبار أن الديار المقدسة في شعائرها ومشاعرها ليست ميدانا لنقل الخلافات وتصفية المواقف، فيأتي المرجفون يحاولون خلال إرجافهم أن يستغلوا مواسم العبادة، وتجمعات المسلمين، والمشاعر المقدسة لأغراض مسيسة، وتشويش وبلبلة، مما يقود إلى الانشقاقات والفرقة. ومن الأهمية والأولوية أن يعمل ضيوف الرحمن على تعظيم قدسية الحرمين الشريفين والحرص على السكينة والأمن في بيت الله الحرام، وهو امتثال جاء في التوجيه الرباني الذي يدعو للتخلي عن الجدل وسوء الخلق والرفث والفسوق وشعيرة الحج، ما يقتضي من كل الحجاج أفرادًا وجماعات الامتناع عن رفع الشعارات السياسية والمذهبية والحزبية والطائفية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. وعلى الحجاج الالتزام بوصية فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس التي أوصاهم بها خلال خطبة الجمعة أمس، وركز فيها على أهمية قضية قدسية الحرمين الشريفين. وأَمن الحرم والحجيج قضية من الأسس والثوابت التي لا تقبل المساومات، ولا تخضع للمزايدات، فلا مجال فيه للشعارات السياسية، أو الدعوات العنصرية والطائفية والمذهبية، أو التحزبات، بل هو فريضة للعبادة؛ إذ دأبت حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديم كل ما من شأنه تسهيل فريضة الحج، وترفض المملكة دائما استغلال فريضة الحج من أي فئة لتسييسها، فالتفرغ لأداء شعائر الحج بطمأنينة ويسر. رسالتنا للحجاج لا رفث ولا فسوق في الحج.. والتأكيد على قدسية الحرمين.. وتهيئة الأمن لضيوف الرحمن، ومنع الشعارات السياسية والنعرات الطائفية باعتبارها خطوط حمراء.