دشن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية اليوم (الأحد)، أكبر مشروع لمعالجة وتطوير وتحديث أنظمة التكييف وتنقية الهواء في مسجدي نمرة والخيف بمنطقة المشاعر المقدسة، بحضور وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، ووزير النقل الدكتور نبيل بن محمد العامودي، وعدد من قيادات الأجهزة الحكومية المعنية بخدمة الحجاج.
وكان في استقبال أمير مكة لدى وصوله إلى مسجد نمرة بمشعر عرفات، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وعدد المسؤولين بالوزارة.
وبدأ الحفل المعد بآيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد كلمة بهذه المناسبة، قائلاً فيها: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات في هذا اليوم المبارك الذي نتشرف فيه بوجود الأمير خالد الفيصل لتدشين مشاريع نوعية للوزارة في مساجد المشاعر المقدسة، التي نفذت هذا العام بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبمتابعة حثيثة وتوجيهات صائبة من الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وما نلقاه من دعم كبير من لدنه على مدار موسم الحج، وذلك انطلاقا من التوجيهات الكريمة للقيادة الرشيدة للعناية بكل ما من شأنه خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين والزوار.
وأكد على توجيه الجهة المختصة بالوزارة بإعداد دراسة فنية متكاملة بعد نهاية موسم حج العام الماضي لإيجاد حلول جذرية لأنظمة التكييف والتهوية في مسجدي نمره والخيف بعد وجود قصور في أداء التكييف وعدم نقائه وكثرة الروائح غير المقبولة في مثل هذه الأماكن المباركة، مضيفاً أنه في السابق كان يستخدم في المسجدين نظام التكييف المنفصل بالطراز الدولابي والسقفي التي تعمل على تكييف الهواء داخل المسجد من دون تجديده بهواء نقي من الخارج، إضافة إلى ضعف كفاءة التكييف نتيجة لتهالك الأجهزة وزيادة أعداد الحجاج داخل حرم المسجدين ما يتسبب بانخفاض نسبة الأوكسجين داخل المسجدين.
ولفت الانتباه إلى أنه جرى إعداد دراسة مجدية حملت حلاً جذرياً لهذه المشكلة، حيث أعيد حساب الأعمال الحرارية ومعدل تغيير الهواء المطلوب لكامل حجمي المسجدين بمعدل مرتين في الساعة باستخدام أحد برامج التكييف والتهوية الحاسوبية وفقاً للمواصفات والمقاييس العالمية مع عدم المساس بالهيكل الإنشائي للمسجدين.
وأشار إلى أن نظام التكييف الجديد تضمن إضافة وحدات التكييف بـ(780) مكيفا، وكذلك أجهزة حديثة لتنقية الهواء بـ(73) وحدة تعمل على ضخ هواء نقي داخل المسجد وتقوم بضخ هواء نقي من خارج المسجد بنسبة 100% من دون إعادة تدوير الهواء الراجع من داخل المسجد وذلك للمحافظة على نسبة الأكسجين المطلوبة مع تزويد المسجدين بوحدات طرد الهواء غير النقي بـ152 جهازا.
وأفاد الوزير بأن أجهزة التبريد في هذا المشروع جرى إنشاؤها من قبل كبرى شركات التكييف العالمية التي خصصت أعمالها للمسجدين، موضحاً أن هذا المشروع يعد تجربة نموذجية متطورة في نظام التكييف والتبريد.
وبين آل الشيخ أن هذه المشاريع تأتي في سياق العديد من الإنجازات التي تحققت بفضل الله سبحانه وتوفيقه، حيث جرى تنفيذ مشروع تقوية الأعمدة الفايبر كاربون بمسجد الخيف، ومعالجة الأعمدة التي بها شروخ وتآكل وتزويدها بمصدر تيار بديل احتياطي في حالة انقطاع التيار الكهربائي في المشاعر المقدسة، وتم تحسين الخدمات المقدمة في مواقيت الحج والعمرة بترميمها وإعادة تهيئتها منذ أشهر وهي الآن ولله الحمد مهيأة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام بكل يسر وسهولة، وكذلك تم تأمين عدد من الجوامع والمساجد بفرش فاخر منها مسجد نمرة ومسجد السيدة عائشة بالتنعيم ومسجد عبدالله بن العباس في الطائف.
وأكد تعزيز الجانب الدعوي والتوعوي للوزارة خلال موسم الحج لهذا العام وذلك بتكليف 800 من الدعاة بالعمل بمكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى 400 مترجم متخصصين في عدد من اللغات المختلفة.
وألمح آل الشيخ إلى أن الدعاة مؤهلين لمباشرة أعمالهم في مختلف المواقع كمنافذ دخول المملكة والمواقيت التي يمر عليها الحجاج وتجهيز مراكز التوعية في المشاعر المقدسة وتطوير خدمة الهاتف المجاني بزيادة عدد الخطوط الهاتفية إلى 45 خطا بثمان لغات، في حين كانت في العام الماضي 15 خطا فقط، موضحاً أن هذه الخطوط تستقبل استفسارات واستفتاءات الحجاج في ما يحتاجون إليه من فتاوى أو توعية أو توجيه أو نحو ذلك.
وفي مجال توزيع المطبوعات الإرشادية، أوضح أنه جرى توزيع 8 ملايين كتيب ونشرة إرشادية وسيتم توزيعها خلال هذا الموسم، تتمحور حول أحكام ومناسك الحج والعمرة والتعريف بسماحة الإسلام ووسطيته واعتداله ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب.
وأكد آل الشيخ أن أعظم ما يقدم لحجاج بيت الله الحرام هدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف الشريفة وذلك بأكثر من 72 لغة، حيث يتم تقديمها لكل حاج وحاجة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية التي يصل من خلالها الحجاج، وقد تم تجهيز 4 ملايين نسخة من كتاب الله الكريم لتقديمها كهدايا إلى ضيوف بيت الله الحرام، كما تمت تغذية مساجد مكة المكرمة بنحو 300 ألف مصحف.
ولفت الانتباه إلى أن هذه ليست كل الجهود التي تبذلها الوزارة ومنها أعمال تتم بتضافر كل الجهود وكل قطاعات الوزارة متسقة بذلك مع جهود الدولة المباركة وجميع أجهزة الدولة بلا حصر.
وأزجى في ختام كلمته شكره وتقديره للأمير خالد الفيصل، على دعمه غير المحدود ومساندته، سائلاً الله أن يديم على هذه الدولة المباركة نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي العهد.
عقب ذلك، دشن الأمير خالد الفيصل إلكترونياً مشاريع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمساجد المشاعر المقدسة.
يذكر أن مشروع الوحدات في مسجد نمرة تضمن تركيب 60 وحدة تكييف مركزية تنتج هواء نقياً 100% و122 مروحة لطرد الهواء غير النقي بقدرة تكفي لتغيير الهواء مرتين في الساعة، و494 وحدة تكييف منفصل دولابي، أما في مسجد الخيف فقد جرى تركيب 13 وحدة تكييف مركزية تنتج هواء نقياً 100%، و30 مروحة طرد للهواء غير النقي بقدرة تكفي لتغيير الهواء مرتين في الساعة، و214 وحدة تكييف منفصل سقفي.
ويأتي المشروع ضمن المشاريع التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية ضمن خطة الوزارة وأعمالها بالحج انطلاقاً من رؤية المملكة 2030، بتوجيهات ومتابعة من الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي يحرص دائماً على تحقيق التميز في الخدمات المقدمة لبيوت الله ومختلف مرافقها وفق معايير الجودة والمواصفات التي تخدم بيوت الله في إطار رسالة الوزارة المنبثقة من رسالة المملكة.