رحلة أشبه ما تكون بالرواية في فصولها، تبدأ بالاستعداد والتجهيز من قبل سائق السيارة، فبخبرته الميكانيكية -وهي ميزة اقترنت بالسائقين قديماً- يباشر فحص السيارة وعمل الإصلاحات اللازمة.
وما إن يحل موعد السفر يجتمع الحجاج مصطحبين أمتعتهم، وعادة تكون شاملة للوازم وأدوات المعيشة، حينها يبدأ الجميع وبتوجيه من السائق ومعاونه بتحميل الأمتعة التي توضع في سلة علوية أو في صندوق السيارة حسب نوعها، فيما يتوزع الركاب بشكل يحافظ على خصوصية المرافقين بالحملة وخاصة كبار السن والنساء.
«توكلنا على الله» دعوة ألفتها الألسن لحظة الانطلاق، حينها يدير «السائق» مفتاح التشغيل فيعلو صوت هدير المحرك، لتنطلق المركبة متوجهة نحو مكة المكرمة، رحلة تستغرق عدة أيام يقطع الركب خلالها كثبان الرمال، نزولاً بقيعان الوديان، وصعوداً لقمم التلال والجبال، الجميع هنا يد واحدة، فما إن يحل بالسيارة عطل أو تعثر جراء طبيعة الأرض يهب المسافرون في تقديم العون والمساعدة.
ولا يفوق الوصف إلا تباشير دنو زمن الرحلة من الانتهاء، فما إن تشاهد منارات المسجد الحرام وتقترب المسافة، يكبر الكل ويهلل ابتهاجاً بالوصول إلى نقطة المقصد، شوقاً لإتمام الركن الخامس الذي بقضائه تنطوي صفحة من العناء.