-A +A
مريم الصغير (الرياض) maryam9902@

أعلن المجلس الصحي السعودي، أهم مبادراته ومشاريعه في الصحة الرقمية التي تخدم زوار بيت الله الحرام في موسم الحج والعمرة منها، مشروع «الملف الصحي الإلكتروني الموحد للحاج والمعتمر»، الذي يقدم رؤية رقمية متكاملة موحده لسجل مستفيد الخدمة الصحية، وكذلك مشروع «المرصد الصحي الوطني» لبناء قاعدة بيانات صحية وطنية تسهم في توفير الإحصاءات الدقيقة عن موسم الحج، ومؤشرات الأداء الصحية، وتحسين الأوضاع الصحية ودعم الدراسات والأبحاث المتخصصة.

جاء ذلك خلال إقامة برنامج «ضيوف الرحمن لاستخدام التقنيات الصحية»، الذي عقده المجلس الصحي السعودي ممثلاً بالمركز الوطني للمعلومات الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة بوكالة الصحة الإلكترونية، في مدينة جدة أخيراً، حيث تم استعراض أهم مبادرات ومشاريع الصحة الرقمية التي تخدم الحجاج والمعتمرين.

وقد أكد الأمين العام للمجلس الصحي السعودي الدكتور نهار بن مزكي العازمي، أهمية تطوير منظومة الصحة الرقمية في المملكة، وتسخير التقنيات الصحية لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، وتحقيقاً لرؤية 2030 وخطة التحول الوطني 2020.

وأفاد العازمي بأنه تم طرح العديد من الأفكار التقنية المهمة التي تخدم الصحة الرقمية وتسخر الذكاء الصناعي في الجانب الصحي لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، وتسهل الخدمات الصحية المقدمة لهم عن طريق التطبيقات والبرامج الصحية الرقمية، منها: الربط مع غرفة العمليات المشتركة 911، واستمرار عمل غرفة القيادة والتحكم لتتبع الحالات الصحية طوال العام، واستخدام تقنية البلوك تشين في الملف الصحي للحاج والمعتمر، وهي تقنية للتخزين والتحقق من صحة وترخيص التعاملات الرقمية في الإنترنت بدرجة أمان عالية، كما أشار إلى أهمية الربط والتكامل مع مختلف الجهات الصحية لإنشاء السجل الصحي، وأيضاً إضافة بيانات السجل شرطا الزاميا لإصدار تصاريح الحج والعمرة، إضافة إلى ذلك، توقيع اتفاقيات ومذكرات تعاون مع الجهات ذات العلاقة محلياً أو عالمياً من أجل تبادل الخبرات ونقل التجارب والدروس المستفادة للمختبر الوطني الصحي للتقنيات الصاعدة.

وقال وكيل الصحة الإلكترونية بوزارة الصحة الدكتور أحمد بلخير: «القطاع الصحي الآن يعتبر في العصر الذهبي للتحول التقني؛ لأن كثيراً من خدماته أصبحت إلكترونية وفي متناول الجميع، وبفضل الله ثم التكامل بين القطاعات عملنا على تسخير التقنيات الصاعدة والذكاء الاصطناعي لخدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث إن القطاعات الصحية موجودة بشكل دائم وكثيف في المشاعر المقدسة لتوفير كل ما يحتاج إليه ضيوف بيت الله الحرام، وهدفنا في هذا البرنامج إيجاد كل ما يسهل وييسر حج 1440، فالربط مع وزارة الحج للحصول على بيانات الحجاج بشكل فوري وسريع عند وصولهم إلى مواقع تقديم الخدمة مكننا من رصد ظهور بعض الأمراض مثل الإجهاد الحراري في منطقة مكة ووضع تصورات للمراكز التي تتطلب التغيير أو إضافة مزيد من الخدمات والتقنيات التي تساند الحاج لإتمام فريضة حجه بسلامة وأمان».

من جانبه، أشار المدير العام للمركز الوطني للمعلومات الصحية المهندس هاشم أبو بكر إلى العديد من المقترحات التي أجمع عليها المشاركون في برنامج «ضيوف الرحمن لاستخدام التقنيات الصحية»، منها وضع إطار لحوكمة البيانات الصحية للحج والعمرة بإشراف المركز الوطني للمعلومات الصحية، على أن يكون المرصد الصحي الوطني هو المركز الرئيسي للمؤشرات الصحية في الحج وربطه مع نظام الحج والعمرة في الجهات الأخرى، باعتبار أنه بنك للمعلومات الصحية على مستوى المملكة، وإضافة خاصية تحليل البيانات وتخصيص مؤشرات للمستخدمين وفق حوكمة معينة بعد التنسيق مع مراكز الأبحاث في كافة القطاعات المشاركة في خدمة الحجاج والمعتمرين، إضافة إلى اقتراح استخدام تقنية إنترنت الأشياء IOT، في المستشفيات لرصد تلوث الهواء، إدارة الأسرة، وإدارة الأجهزة الطبية وهي تقنية حديثة تهدف إلى استقطاب الأشياء، ممثلة بالأجهزة وأجهزة الاستشعار وإيصالها بشبكة الإنترنت لتتراسل البيانات في ما بينها دون تدخل البشر.

وأضاف أبو بكر أن من المقترحات التي سيتم العمل عليها مستقبلاً هي وضع خطة تنفيذية لتبني تقنية طائرات ذاتية القيادة (الدرونز) في تحسين الخدمات الصحية المقدمة في موسم الحج، وتطبيق معايير معجم البيانات الصحية خلال موسم الحج ووجود مرمزين طبيين بالحج لترميز الحالات.

وفي ذات السياق، تم التعريف بالشبكة الوطنية للرعاية الصحية عن بعد وتوضيح دورها والمهمات المناطة بها والفوائد المرجوة منها في تسهيل وصول الخدمات الصحية المتخصصة للمواطنين والمقيمين في جميع مناطق المملكة على حد سواء وتمكين الأطباء الموجودين داخل حملات الحج والعمرة بالاستفادة من خدمات الشبكة الوطنية للرعاية الصحية «عن بعد» بحيث يقوم المركز الوطني للمعلومات الصحية بالتنسيق مع الجهات المختصة ببحث إمكانية وآلية الاستفادة من خدمات الأطباء خارج المشاعر من داخل المملكة وخارجها من خلال الشبكة الوطنية للرعاية الصحية عن بعد.