قطع النائب العام سعود المعجب بأن النيابة العامة ستقف بكل حزم لكل من تسول له نفسه استغلال الحج في هتافات سياسية أو طائفية أو مذهبية من خلال اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه. وشدد في حواره مع «عكاظ» على أهمية تفرغ الحاج التام لأداء شعيرة الحج واستشعار قدسية الزمان والمكان، وعدم الخروج عن رسالة الحج بأي شكل من الأشكال. وبين المعجب أن النيابة جهزت 3 مواقع إشراف في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى 21 مقرا للتحقيق، مع حرصها على إنجاز القضايا خلال 60 دقيقة. ولفت إلى أن النيابة العامة تستخدم وسائل التقنية الحديثة كالحاسب الآلي والأنظمة الإلكترونية لتجاوز العقبات الطارئة كالزحام ونحوه، وعند الـرفـع لأي إجـراءات يتم ذلك إلكترونياً وينجز في ثوانٍ معدودة، كما لديها فريق للترجمة بعدة لغات للتعامل مع الحالات من مختلف الجنسيات.
• ما الجديد في أعمال النيابة العامة في موسم حج هذا العام؟
•• مع نهاية موسم حج كل عام، تقوم النيابة العامة بمراجعة شاملة لأعمالها وتقييم إجراءاتها وفق إستراتيجيات دقيقة، ومن ثم تقوم بتطوير أعمالها وفق خطط عالية الجودة، حيث تمخض عن ذلك إنشاء مكتب لأعمال الحج في المدينة المنورة، إضافة لمكتب المنطقة المركزية، وتكثيف العمل في فروع النيابة العامة الداخلة في نطاق المنافذ الحدودية (البرية، والبحرية، والجوية)، وتوفير الاتصال المرئي بالمراجعين في المقر الرئيسي بالنائب العام في المشاعر المقدسة، فضلاً عن تطوير بعض الأعمال طبقاً لأحدث التقنيات الحديثة، وتزويد المقار في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة بشاشات عرض توعوية في مجال الأنظمة والتعليمات المتعلقة بالحج.
• حدثنا عن خطة عمل هذا العام؟
•• خطة العام الحالي تعد استكمالا لمسيرة النيابة العامة في مباشرة اختصاصاتها لأعمال الحج وامتداداً لإستراتيجيتها في الأعوام السابقة من خلال العناية بالمصالح المحمية شرعاً ونظاماً للحجاج منذ دخولهم الأراضي السعودية إلى أن يَمُنَّ الله عليهم بأداء شعيرة الحج ويعودوا إلى ديارهم سالمين، وذلك بتغطية كافة المنافذ الحدودية بفروع النيابة العامة في هذه المناطق. وفي المدينة المنورة تقوم النيابة العامة بممارسة اختصاصها من خلال العمل بموقعين مختلفين أحدهما للمنطقة المركزية بالمسجد النبوي الشريف والآخر لبقية النطاق المكاني، بعدد 35 من منسوبي فرع النيابة العامة بالمدينة المنورة، أمـا في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فقد جُهِّزتْ 3 مواقع إشراف، إضافة إلى 21 مقرا للتحقيق، وبطاقة بشرية قوامها 172 مـن منسوبي النيابة العامة تغطي النطاق المكاني في كلٍ من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بكافة الاختصاصات النوعية، وتحرص النيابة العامة على إنجاز القضايا خلال 60 دقيقة، مراعية إيصال الحقوق لأصحابها خصوصاً حال كون أحد أطرافها من حجاج بيت الله الحرام في ضوء أُسس العدالة الناجزة.
• ما رسالة النيابة العامة للحجاج؟
•• رسالتها هي التفرغ التام لأداء شعيرة الحج في ضوء الخدمات الكبيرة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين والتَّنَعُّم بالأجواء المقدسة وروحانيتها واستشعار قدسية الزمان والمكان، وعدم الخروج عن رسالة الحج بأي شكل من الأشكال أو استغلاله في هتافات سياسية أو طائفية أو مذهبية، وأن النيابة العامة ستقف بكل حزم لكل من تسول له نفسه لهذا الأمر من خلال اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه.
• القضايا التي تنظر فيها الدوائر النيابية في الحج هذا العام.. ما هي؟•• تنظر في جميع اختصاصات النيابة الأصيلة المنبثقة عن مهماتها الموكلة لها، كالتحقيق والادعاء العام والرقابة على السجون ودور التوقيف، وتعنى بالوضع النظامي للحاج أيا كان مركزه القانوني (مجني عليه أو متهم) من خلال تسريع وتيرة الإجراءات بإنجازها خلال 60 دقيقة.
• ما درجة التنسيق مع الجهات المختصة المختلفة؟•• تتسق كافة إجراءات النيابة العامة مع أعمال جميع الجهات ذات العلاقة من حيث التنسيق وتوحيد المساعي، للوصول للهدف الأوحد وهو خدمة الحاج لأداء شعيرته بكل يسر وأمان وطمأنينة.
• كيف يكون إحالة القضايا للدوائر الشرعية، وهل كل القضايا تصلح لإحالتها في حينه؟•• تنطلق النيابة العامة في إجراءاتها في التعامل مع القضايا من منطلقات شرعية ونظامية، ففي القضايا التي تستوجب المصلحة العامة إحالتها للقضاء يتم إحالتها إلى المحكمة المختصة خلال 60 دقيقة في ضوء المادة (126) من نظام الإجراءات الجزائية، وما بقي منها يُنظر فيه دون ضرر على مصلحة الحاج سواءً كان متهماً أو مدعيا بالحق الخاص، وما تقتضي منها الظروف الملائمة حفظها فيتم ذلك طبقاً للوجه النظامي في ضوء المادتين (63، 124) من نظام الإجراءات الجزائية بعد إعادة كافة الحقوق الخاصة لأصحابها إن وُجدت.
• ألا يؤثر زحام الحجاج على سرعة وتيرة أعمال الدوائر؟•• أعمال النيابة العامة متوافقة مع جميع الأوضاع ومتكيفة مع المستجدات والحالات الطارئة وفق خطط مخصصة لكل حالة، وتقوم النيابة العامة باستخدام وسائل التقنية الحديثة كالحاسب الآلي والأنظمة الإلكترونية لتجاوز العقبات الطارئة كالزحام ونحوه، وعند الرفع لأي إجراءات يتم ذلك إلكترونياً وينجز في ثوانٍ معدودة.
• هل تستعين الدوائر في الحج بتقنيات لمساعدتها في أداء مهماتها؟
•• تقوم النيابة العامة بتطويع كافة التقنيات الممكنة في أعمالها من خلال فريق عمل فني متكامل معني بهذه الخدمات، ما مكنها من إنشاء عدة أنظم إلكترونية متخصصة اختصاصا دقيقا، وتعمل النيابة وفق روزنامة أنظمة تقنية متطورة، وهي من أوائل الجهات التي شرعت في التخلص من المعاملات الورقية.
• ما مدى الاستعانة بالمترجمين؟•• لدى النيابة العامة فريق للترجمة لعدة لغات، وفي حال عدم توفر مترجم للغة معينة فإنه يتم الاستعانة بخبراء للترجمة، في ضوء المادة (72) من اللائحة التنفيذية لنظام الإجراءات الجزائية.
• هل يُمَكَّنْ المتهمون من إكمال حجهم؟•• نعم. في كل الأحوال يُمكنون من ذلك، إذ إن أغلب القضايا تكون غير موجبة للتوقيف، كما تحرص النيابة العامة على إنهاء إجراءاتها للحجاج بسرعة فائقة ليتمكن من مرافقة ذوية في أداء الحج، وفي حال كون القضية موجبة للتوقيف يمكن من أداء شعيرة الحج بالتنسيق مع الجهات المختصة.
• هل تنظر النيابة العامة في ما يُرفع إليها من قصور في أداء الأجهزة المختلفة، إذا حصل ذلك؟•• تختص النيابة بالإشراف على إجراءات الاستدلال المتخذة في هذا الشأن، ولها أن تطلب مـن الجهة المختصة النظر في أمر كل من تقع منه مخالفة لواجباته أو تقصير في عمله، ولها أن تطلب رفع الدعوى التأديبية عليه، وهي تقوم بهذه الواجبات بما يحقق المصلحة والعدالة ويرتقي بمستوى الإجراءات وصحة سلامتها.
• ما هي كلمتكم بمناسبة اللقاء؟•• أُثمِّن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الحاثَّة على وجوب بذل كافة الجهود لخدمة ضيوف الرحمن ومتابعتهم المباشرة، كما نُشيد بدور رجال الأمن في خدمة حجاج بيت الله الحرام وكافة الجهات المشاركة، ونؤكد على أهمية الالتزام والتقيد بالتعليمات الخاصة بالحج. كما نُهيب بالحجاج إلى التفرغ التام لأداء شعيرة الحج، ونتطلع من كافة الوسائل الإعلامية بشقيها التقليدي والحديث نقل هذه الصورة المشرفة والأعمال الجليلة، وتوظيفها التوظيف الأمثل، بما يُعززْ وحدة تماسك الأمة الإسلامية، ونشر الصورة الذهنية عن محاسن الإسلام والمسلمين، فدولتنا تقوم بما تقوم به من خدمات جليلة وأعمال عظيمة لخدمة لضيوف الرحمن مراعية التطور والتجدد الملائم والميسر لهذه الشعيرة المباركة لوجه الله تعالى، ولا تنتظر جزاءً ولا شُكوراً من أحد، فقد شرفها الله بالحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما. وأسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، وأن يحفظ ولاة أمرنا ويجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه من عمارةٍ وخدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما.