يتذكر المسنون والمعمرون مشاق الحج ومعاناته قبل عقود، والجوع والعطش والتنقل بين الوديان وصعود الجبال وصولا إلى المشاعر المقدسة، لا حافلات تقلهم، ولا سيارات مكيفة تقيهم من حر الصيف وهجير الشمس، يحملون أطعمتهم وشرابهم في رحلة طويلة لا أحد يعرف عواقبها. ويصف أحمد الحربي تلك الرحلة بـ«رحلة الموت»، ويقول: «كنا نحج على ظهور شاحنات الهينو، وهي ما يعرف اليوم بالقلاب، ونظل لأيام على متنها، نتعرض للشمس والغبار والمطر والبرد، واختلف حالنا اليوم، نحج بالطائرات والقطار والسيارات مكيفة الهواء». ويروي المسن سعيد مطاعن ما نقله إليه والده عن رحلة الحج قديماً قبل توحيد المملكة، والتي كان الحاج يعيش فيها الخوف والرعب ويرى الموت أمامه، وقد يأتيه قاطع طريق في أي لحظة في طرق رملية وجبلية صعبة التضاريس، ولا بد للحاج أن يحمل سلاحه لحماية نفسه واليوم تنتشر الطرق المعبدة والقطارات ويصل الحاج عبر المطارات في جو آمن. يشار إلى أن المملكة استقبلت خلال الـ50 عاماً الماضية أكثر من 95 مليونا و853 ألفا و17 حاجا، فيما تجاوزت أعداد الحجاج حاجز المليونين في 19 موسما.