التقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل، أمس، بمقر إقامة ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين بمكة المكرمة، المبتعث السعودي إلى نيوزيلندا خالد الشدوخي، «أحد مصابي الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجدين بنيوزيلندا الإرهابي»، ومن ضمن المستفيدين من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه وتنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بالأمانة العامة للبرنامج.
ورحب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية بالطالب الشدوخي الناجي من الحادث الإرهابي والذي أسهم بعون الله في إنقاذ ونجاة عدد من المصلين الأبرياء من تلك الحادثة الإرهابي، مؤكداً أن المملكة فخورة بما قام به من عمل بطولي يعكس ما يتمتع به الشاب السعودي من تفاني في خدمة الإسلام والمسلمين.
من جانبه أشار الشدوخي إلى الفرحة الغامرة لدى عائلات الضحايا والمصابين المستفيدين من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، عند قدومهم لأداء فريضة الحج مما كان له الأثر البالغ في تخفيف المعاناة والمصاب عليهم.
وتحدث الشدوخي عن تفاصيل الهجوم الإرهابي، الذي كان فيه أحد الضحايا المصابين في هذا الحادث الغادر؛ مبيناً أن هناك من بين الشهداء عدد من أصدقائه، وغيرهم آخرون كانوا بين المصابين، مؤكداً في سرده لقصته أنّ المشهد كان فضيعاً للغاية، لاسيما بعد سماعه أصوات إطلاق النار خارج المسجد، إذ أيقن حينها سوء الوضع وخطورته، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بكسر زجاج نافذة من داخل المسجد، ليخرج منها باتجاه المنازل القريبة، وهو ما أسهم في إيجاد مخرج لعدد من المصلين الذين كتب الله لهم النجاة.
وتابع الشدوخي حديثه في سرد قصته: "تجاوزت السيارات المتوقفة، لألجأ بعدها مع من كان معي من المصلين الذين لحقوا بي، لسقوف المنازل القريبة وسيلة وطريقاً للنجاة من الخطر القائم داخل وحول المسجد، وفي هذه اللحظة كان لزاماً علي مد يد العون لعدد من المصلين من كبار السن، إذ شق عليهم الوصول لسقوف تلك المنازل، مما دفعني لتقديم المساعدة بالانحناء لكل واحد منهم ليتخذوا من ظهري سلماً يساعدهم لبلوغ كل سقف منزل ممرنا به، والتي تعاطف معنا أصحابها وسمحوا لنا بذلك بعد معرفتهم بأننا ضحايا هذا العمل الإجرامي الذي شاهده أو سمعه معظمهم، فكتبت لنا النجاه ولله الحمد، وأدعو الله تعالى في هذه الأيام والبقاع المباركة أن يتقبل الشهداء، ويعجل بشفاء المصابين.
ووجه الحاج الشدوخي رسالة إلى زملائه من الطلاب المبتعثين بقوله: «علينا أن نعي نحن المبتعثون أننا سفراء وطن، وينبغي لنا تمثيل هذا الوطن خير تمثيل، عبر التزامنا بأخلاقنا الإسلامية والعربية الرصينة»، مشدداً على أهمية استشعار مسؤولية نقل رسالة هذه الدولة المباركة، المتمثلة في رسالة الإسلام الوسطي المعتدل، ومحاربة جميع أشكال التطرف والعنف.