سيد جلال
سيد جلال
-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
أكد السفير الأفغاني لدى المملكة سيد جلال كريم الأهمية التي تكتسبها زيارة الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني للمملكة اليوم (السبت) والتي ستعمل على تعزيز العلاقات السعودية الأفغانية في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.

وقال السفير الأفغاني لدى المملكة إن زيارة الرئيس الأفغاني للسعودية والتي تعتبرالزيارة الثالثة له ستكون فرصة مهمة للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبحث سبل تعزيز العلاقات ومناقشة المستجدات في المنطقة والتطرق لمستقبل عملية السلام في أفغانستان فضلا عن التشاور والتنسيق حيال كل ما يهم قضايا الأمة الإسلامية وتعزيز العمل الإسلامي المشترك.


وقال السفير كريم إن أفغانستان في الوقت الراهن تمر بمرحلة مفصلية في تاريخها الحاضر حيث إنها مقبلة على عملية المصالحة والسلام مع حركة طالبان لإنهاء الحرب المستعرة في أفغانستان منذ 17 عاماً حيث يرغب الشعب الأفغاني في أن يعيش في أمن وأمان وسلام بعيدا عن الحروب والأزمات كباقي الشعوب في العالم.

وتابع قائلا «إن أفغانستان هي أول دولة مسلمة اعترفت بالمملكة العربية السعودية عند تأسيسها عام 1351هـ، وكان النظام في أفغانستان آنذاك نظاماً ملكياً، مشيرا إلى أن العلاقات استمرت في النماء والبناء والتطور حتى يومنا هذا. وحول رؤيته لدور الحكومة الأفغانية في مكافحة الإرهاب ومحاربة التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة قال إن الحكومة الأفغانية تبذل جهداً كبيراً مع حلفائها في محاربة الإرهاب والتطرف، وضيّقت الخناق على التنظيمات الإرهابية مؤخراً وكثفت جهودها في محاربتهم وألحقت خسائر كبيرة في صفوف داعش وقادتها وكذلك الحال في التنظيمات الإرهابية وهو ما دفع تلك التنظيمات بعمل تفجيرات بشكل عشوائي في بعض أنحاء أفغانستان.

وأشار إلى أن هناك تعاونا بين الرياض وكابل حول مكافحة الإرهاب، موضحا أن للمملكة دورا بارزا في دعم أفغانستان في مجال مكافحة الإرهاب وحريصة على أن يعم الأمن والسلام في ربوع أفغانستان.

وفي ما يتعلق بدور السعودية في احلال السلام في أفغانستان قال السفير الأفغاني «لا يمكن لأي دولة إسلامية الاستغناء عن المملكة باعتبارها قائدة للأمة الإسلامية ورائدة في تعزيز العمل الإسلامي المشترك وتسعى جاهدة لاحلال الأمن والسلام والاستقرار في العالم الإسلامي». وأردف قائلا «للمملكة جهود حثيثة في إتمام عملية السلام وإعادة إعمار أفغانستان»، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلام والاستقرار في جمهورية أفغانستان والدي عقد في جدة العام الماضي كان له الدور الكبير في إبراز عملية السلام الأفغانية حيث تمخض المؤتمر عن موقف موحد بين علماء أفغانستان في موضوع المصالحة ووقف الحرب الدائرة في البلاد.

وأضاف أن خطابات أئمة الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي في المؤتمر بالدعوة إلى وقف القتال والتوجه إلى مصالحة في البلاد كان لها مساهمة فعالة وتأثير عال وترك انطباعات إيجابية على المجتمع الأفغاني وكافة التيارات الأفغانية.

واستذكر السفير الأفغاني ما قاله خادم الحرمين الشريفين في لقائه بالعلماء المشاركين في المؤتمر عندما أكد أن المملكة عاشت مع الشعب الأفغاني معاناته منذ بدايتها، حيث قدمت المساعدات الإنسانية والاقتصادية، وبذلت جهوداً سياسية لنبذ الفرقة والخلاف بين فئات الشعب الأفغاني، وهذا يعبر عن ما يحمله في قلبه من الحب الكبير لأفغانستان وشعبها.

وقال إن تعزيز العلاقات السعودية والأفغانية الخليجية هي في أولويات السياسة الخارجية الأفغانية، وإن كابل تعتبر أي تهديد للمملكة أو مس سيادتها يمثل تهديداً للعالم الإسلامي أجمع. ونوه السفير بالجهود التي تبذلها المملكة في تبني الفكر الوسطي ونهج الاعتدال والتسامح ونبذ الإرهاب وقال «في أفغانستان ننظر دائماً إلى المملكة عندما نتحدث عن الوسطية الإسلامية السمحة ونضرب المثل بها في الوسطية ونشرها وتلك ثمرة ملهم رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان والذي رسخ مفاهيم وأسس الوسطية الإسلامية في العالم الإسلامي، والتعاون الأفغاني السعودي قائم على نشر الوسطية السمحة التي أمرنا بها ديننا وإيقاف العنف والإرهاب والمجازر الدموية، والجهود المبذولة بين البلدين تمشي على قدم وساق في تكثيف وتوسيع نشر الوسطية الإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية قائدة العالم الإسلامي. واختتم حديثه قائلا «نحن سعداء جداً بالتطور الملحوظ الذي تشهده المملكة العربية السعودية وسباق للزمن في تنفيذ برامج رؤية 2030 في كافة المجالات».