عبدالرحمن السديس
عبدالرحمن السديس
-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
لم يكن بإمكان الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ أن تواكب المنطلقات الجديدة التي تشهدها المملكة؛ إلا بالدعم الكامل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ واللذين يتابعان جميع احتياجات الحرمين الشريفين وتوسعتهما لحظة بلحظة؛ بهدف خدمة الحجاج والمعتمرين وقاصدي البيت الحرام وزائري المسجد النبوي، هذا ما يؤكده على الدوام الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الذي وضع نصب عينيه وفي أولوياته خدمة الحرمين الشريفين قولا وفعلا، ومواكبة تنفيذ رؤية (2030) نصا وروحا من خلال البرامج التي طرحتها الرئاسة خلال السنوات الماضية، وتوجتها بعد أن استوت أوضاعها التنظيمية على الجودي، بإصدار سلسلة قرارات لإعادة الهيكلة، والتي تعتبر الأكبر والأوسع في الرئاسة؛ بهدف تقديم أرقى الخدمات للحرمين الشريفين للسير نحو مستقبل مشرق للعمل في الحرمين الشريفين.. وعندما أصدر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، مؤخرا قرارا تاريخيا باستحداث وكالة للشؤون النسائية وتعيين الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود كوكيلة؛ فإن هذا القرار يعتبر بكل المعايير من القرارات التي تعكس تمكين المرأة لخدمة الحرمين وتموضعها في صناعة القرار في رئاسة الحرمين كإحدى مخرجات الرؤية الطموحة للمملكة ،2030 وتعزيز دورها في خدمة ضيوف الرحمن، وهذا دليل على أن الرئاسة تعيش في هذه المرحلة نقلة كبيرة ونوعية على المستوى الإداري من حيث الخطط الإستراتيجية والخطط التشغيلية والخطط التنفيذية، هدفها إيصال رسالة الحرمين الشريفين للعالم والمتمثلة بسماحة الدين الإسلامي وترسيخ العمل المؤسسي المتميز وفق هيكل تنظيمي واضح المعالم يشمل مختلف اختصاصات الرئاسة ومسؤولياتها، وبما يتوافق مع زيادة أعداد ضيوف الرحمن إلى 30 مليونا في عام 2030م. وحظي الجانب الإعلامي باعتباره أحد الجوانب المهمة لإيصال رسالة الحرمين للعالم، باهتمام كبير في الهيكلة، حيث تم تحويل إدارة العلاقات العامة والإعلام إلى وكالة الإعلام والعلاقات العامة وتعيين عادل الأحمدي وكيلا للرئيس حيث يعتبر الأحمدي من القيادات الإعلامية الشابة الواعدة وتقع عليه مسؤولية كبيرة لإيصال رسالة الحرمين للعالم. ولتكريس الاهتمام بإيصال رسالة الحرمين للعالم تم إنشاء وكالة الترجمة والشؤون التقنية، هذه الوكالة التي ستعزز دور التحول الرقمي في الحرمين الشريفين وإيصال رسائلها بمختلف اللغات. وفي إطار مأسسة العمل الإداري تم تعيين طلال الثقفي وكيلا مساعدا للشؤون الإدارية والمشرف على مكتب الرئيس العام لتطوير الفكر الإداري وتمكين القيادات الشابة لخدمة ضيوف الرحمن، ومواكبةً لرؤية المملكة 2030 ومتماشيةً مع ثورة التقانة ونتاج مقترحات العقول النيرة المفكرة المبتكرة ومكانة الحرمين الشريفين اللذين يمثلان حجر الزاوية في هذه الرؤية المباركة وطموحاتها.

ومن المؤكد أن هذه الهيكلية التاريخية الكبرى التي تعتبر إحدى مخرجات الرؤية، تتطلب تكريس روح العمل الجماعي، لتنفيذ رؤية الرئاسة التي تتركز على مفهوم «حسن الوفادة للقاصدين» وتحقيق رسالتها في تمكين القاصدين من أداء العبادة والمناسك على بصيرة في بيئة آمنة طاهرة مثرية، مرتكزة على أسس مهنية واحترافية وكفاءات بشرية مؤهلة وتقنيات متجددة وشراكات فاعلة، فضلا عن شعار تعظيم الحرمين كهدف إستراتيجي مهم للغاية لاستشعار عظمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومركز انتمائهم، وإجلال المسجد النبوي وتقدير مكانته.. ومن الأهمية بمكان أن يتواكب أيضا هذا العمل الإداري والتنظيمي الضخم بخطة تنفيذية ذات أبعاد إستراتيجية لشرح وإيصال عالمية رسالة الحرمين في الأوساط الإسلامية والدولية وإبراز ما تحقق من اختراق ومنجزات كبيرة في الرئاسة بحكمة وبصيرة، من خلال جعل المنجزات تتحدث عن نفسها والأرقام والإحصائيات تتكلم بمهنية عالية وبلغات متعددة، حتى تصل رسالة الحرمين إلى العالم بصدق وأمانة وحرفية.. نعم لقد حققت رئاسة الحرمين تحولا نوعيا وأعدت الهيكلة وفق 2030.. والتعامل مع أعداد الحجاج والمعتمرين الذين سيصلون إلى 30 مليونا عام 2030م، إنها العصرنة تتصدر.. والنساء يتموضعن.. والوسطية تنتصر.