أكدت لـ«عكاظ» الخبيرة الإيطالية أستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة «تورينو» البروفيسورة «ماريا جوزيبينا لوسيا»، أن المملكة العربية السعودية ومن خلال رؤية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تسعى لترسيخ مكانها في الساحة الدولية كدولة حديثة عصرية وهو ما تؤكده جملة التدابير التنفيذية لتحقيق الإصلاحات للنظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
وأضافت البروفيسورة ماريا أن حزمة من الإستراتيجيات والمبادرات التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع مصادر الاقتصاد وإدارته الرائعة للبلاد بما يضمن اجتياز الصعاب بسلاسة وضمان استدامة وازدهار كافة القطاعات والمجالات المختلفة، حيث ترتكز هذه الرؤية في جوهر غاياتها على الإنسان.
كما دأبت الحكومة السعودية منذ إعلان رؤية 2030 على وضع الخطط والبرامج التي من شأنها إحداث تحول جذري في حياة مواطنيها وصياغة سياسات جرى إطلاقها لإثراء رؤى وبرامج صناعة السعادة والترفيه وجودة الحياة، وإنها تمضي بخطوات سريعة نحو المستقبل والتقدم والتطور ومواكبة العالم وتضع السعودية الجديدة على قوائم الصدارة العالمية، مشيرة إلى أهمية الأوامر الملكية الأخيرة التي قضت بإنشاء هيئة للبيانات والذكاء الاصطناعي، ومركز وطني للذكاء الاصطناعي، ومكتب إدارة البيانات الوطنية.
وتطرقت البروفيسورة ماريا إلى أن الأمير محمد بن سلمان وضع إستراتيجية لمسيرة التنمية في المملكة وحددها من خلال مواصفات عالية وحصانة ومناعة قوية من أي آثار أو ارتدادات سلبية في خضم ما نشهده من تغيرات وتطورات سياسية واقتصادية متسارعة في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا، حيث حظي المحور الجيوسياسي «الجيوبوليتيك» بتضمينه في رؤية ولي العهد الوطنية الشاملة وهو ما يؤكد حرصه على أهمية الرسوخ والاستقرار والاستعداد واستيعاب كل ما يؤثر على ذلك وفق آليات جديدة للتعامل مع حجم التحديات الإقليمية والدولية.
وأكدت البروفيسورة ماريا أن ذلك تجلى وبرز من خلال سياسة الأمير محمد بن سلمان الحكيمة وقراراته الحازمة ونظرته المستقبلية للتوظيف الأمثل للقوة السعودية الناعمة بنهج متكامل قائم على الإبداع والابتكار لتوسيع الشراكات والعلاقات الإستراتيجية الدولية وجهوده الحثيثة الساعية لإرساء الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط وحلحلة الملفات المعقدة ومحاربة الإرهاب وتمويله والفكر المتطرف.