-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
بالرغم من الكثير من التحديات التي واجهت المملكة خلال العقود الماضية، إلا أنه ليس هناك رأيان أن القيادة استطاعت بحنكة وحكمة؛ إيصال المملكة لمصاف الدول العالمية. وعندما نحتفي باليوم الوطني؛ هذه المناسبة التي ستَظل خالدة في ذاكرة التاريخ، وتحققت مسيرة التنمية الشاملة خلال العقود الماضية التي تولى فيها أبناء المؤسس - رحمهم الله - قيادة البلاد، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد - لمواصلة مراحل البناء والنماء.

لقد نجحت السعودية الجديدة التي تمسكت بثوابتها الإسلامية ووسطيتها وتسامحها؛ في إحداث تغييرات مجتمعية إيجابية جذرية وغير مسبوقة في الداخل وفق الرؤية 2030 التي سارت على خطى ثابتة، لتوافقها مع ميول جيل الشباب السعودي الذي تصل نسبته إلى 70% من المجتمع عبر تنفيذ خطط ومنطلقات 2030 التي تعتبر بكل المعايير تغييراً في قواعد اللعبة، هذا التغيير الذي قاده الشباب السعودي الذي أشار الأمير الشاب محمد بن سلمان إليه في حديثه أخيراً، قائلا: «أنا فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف كثيرون من أن «الرؤية» ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه» التخوفات التي تحدث عنها الأمير محمد بن سلمان كانت بسبب أن أي تغيير إستراتيجي مجتمعي إصلاحي يواجه عادة صعاباً وتحديات ومقاومة، إلا أن هذه الصعاب انتهت بمجرد قبول الشباب لهذا التغيير الذي أصبح -بحسب ما أوضحه الأمير محمد بن سلمان- يتسابق أمامه ويقود التغيير غير المسبوق في المجتمع السعودي ذي الروح الشبابية بدعم من الرؤية الشابة التي حققت تطلعاتهم وآمالهم.


في الخارج نجحت المملكة في تعزيز صورة السعودية الجديدة، وأصبح للمملكة دور وتأثير في صناعة القرار العالمي والمحيط الإسلامي، إذ أصبحوا يرون المملكة مركزاً لصناعة القرار في الشرق الأوسط، وتغيير الصورة النمطية عن الإسلام بعد تبني نهج الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي..

‏لقد أجادت السعودية فن صناعة التغيير واختيار التوقيت المناسب له حيث حققت المعادلة الصعبة بحملها لطموح الشباب، ووضعه في واجهة أولوياتها؛ لكي تتقدم المملكة في خريطة العالم وتسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، وتتعاظم يومًا بعد الآخر فرص نجاح السعودية في اجتياز بوابة العصر الجديد؛ لتدلف إلى حيث تنتمي بين دول العالم الحديثة والمتقدمة، وتتبوأ المكانة التي تليق بها، بوصفها دولة نموذجًا ورائدة على المستويَيْن الإقليمي والعالمي.

لقد اثبتت المملكة أنها تستطيع مواجهة الصعاب حيث تعاملت بكل اقتدار مع الحادثة الإرهابية الإيرانية الآثمة التي تعرضت لها المنشآت النفطية؛ وأرسلت رسالة للعالم أنها كما نجحت في صناعة التغيير؛ فهي قادرة على التعامل مع الأزمات والمحن بامتياز..

إنها دولة الموسسات نجحت في نسج مستقبل السياسة الخارجية السعودية الجديدة بعقد توازنات إستراتيجية مع القوى الكبرى في العالم.