أعربت المملكة العربية السعودية عن الشكر والتقدير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين على الدور المهم الذي تقوم به في حماية ودعم اللاجئين، وإسهاماتها في عودتهم الاختيارية إلى أوطانهم، مثمنة ما تبذله من جهود لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
جاء ذلك في كلمة المملكة أمام الدورة الـ 70 للجنة التنفيذية لشؤون اللاجئين المنعقدة في جنيف، وخلال فعالية الأشخاص عديمي الجنسية، التي ألقاها نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان عبدالعزيز بن عبدالله الخيال.
وأكد الخيال في الكلمة أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تشهد إصلاحات شاملة وتطويراً مستمراً في إطار تنفيذ رؤية المملكة 2030 مرتكزها الإنسان، مشيراً إلى أن هذه الرؤية الواعدة والطموحة، تضمنت برامج ومبادرات تطويرية شملت المجالات كافة، وهدفها شمول كل إنسان يقيم في المملكة العربية السعودية وحقه في الهوية، والصحة، والتربية والتعليم، والعمل.
وأوضح أن المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بعض الدول أدت إلى توجه بعض رعاياها إلى المملكة العربية السعودية واستيطانهم فيها، إذ اتخذت المملكة من منطلقات إنسانية التدابير والجهود اللازمة لخدمة هذه الفئات، ووفرت لهم جميع متطلبات الحياة الكريمة مع كفالة حقوقهم الأساسية، ومنحت أكثر من 50000 شخص مع عائلاتهم الجنسية السعودية، كما قامت بمنح هوية لأكثر من 800 ألف شخص من المقيمين بصفة غير نظامية في المملكة تمكنهم من التنقل والعمل والتعليم والرعاية الصحية وإعفائهم من كل الرسوم والغرامات المترتبة على ذلك، كما أن قوانين المملكة تمنح الجنسية السعودية لأي طفل مولود بالمملكة من أبوين مجهولين.
وأكد أن المملكة تتعامل مع هذه الفئات وَفْق مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى المحبة والسلام والتآخي، وتحرص على إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاجين، وَفْقا للمبادئ الإنسانية التي تقررها الاتفاقيات والمعاهدات الدولية كافة، مشيراً إلى أن المملكة تقوم بدور إنساني شامل في دعم القضايا الإنسانية كافة حول العالم، إذ تحتل المملكة المركز الثالث من حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية، وخصصت جزءاً كبيراً من تلك المساعدات والمعونات للاجئين في المناطق التي عانت ولازالت تعاني من الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية، وقدمت المملكة نحو 18 مليار دولار أمريكي وذلك لرفع المعاناة الإنسانية عن اللاجئين الذين يعانون من آثار التهجير وترك أوطانهم، فعلى سبيل المثال قدمت للاجئين السوريين أكثر من 160 مليون دولار وتنفذ حالياً 129 برنامجاً من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدعم اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا واليونان.
وفي الشأن اليمني، بين الخيال أن المملكة دعمت اللاجئين اليمنيين في كل من الصومال وجيبوتي، وينفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حالياً 12 برنامجاً لدعم اللاجئين اليمنيين في تلك الدول، أما فيما يتعلق بالأزمة الروهينغية فقد دعمت المملكة اللاجئين منهم بأكثر من 38 مليون دولار أمريكي، ورعت المملكة أخيراً مؤتمر المانحين لأزمة الروهينغا بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وعددٍ من الدول الصديقة ما أسهم في جمع أكثر من 250 مليون دولار أمريكي من الدول المانحة لتمويل الخطة المشتركة للاستجابة لأزمة لاجئي الروهينغا.
وفي الشأن الفلسطيني، لفت إلى أن المملكة دعمت قضية اللاجئين الفلسطينيين بأكثر من 900 مليون دولار أمريكي، وأخيراً أعلنت المملكة عن دعم وكالة الأمم المتحدة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي لدعم ميزانية المنظمة، وتساءل قائلاً: إنه إذا كان هناك 26 مليون لاجئ حول العالم، فإن هناك مليوناً و74 ألف لاجئ يعيشون في المملكة، ولاعتبارات إنسانية لا تتعامل معهم المملكة بصفتهم لاجئين، وإنما تكون معاملتهم كزائرين ويتمتعون بالحقوق الأساسية كافة وكذلك مجانية التعليم والصحة ولا يعيشون في مخيمات وإنما يعيشون في منازل ودور سكنية ذات جودة عالية وبلغ الدعم المقدم لهم من قبل حكومة المملكة أكثر من 16 مليار دولار أمريكي.
وأكد أن المملكة العربية السعودية، تواصل جهودها المستمرة وإخلاصها الدائم في تقديم الدعم والمساعدة في مختلف المجالات لهذه الفئات وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، كما أنها بصدد اعتماد برنامج وطني شامل يعالج أوضاع جميع الفئات المقيمة بصفة غير نظامية في المملكة خصوصا عديمي الجنسية، ويراعي كل حقوقهم الإنسانية ويضمن لهم الحياة الكريمة وَفْقا لآليات وتنظيمات دقيقة وشاملة.