تتمحور الشراكة السعودية الأمريكية في إرساء الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط ونبذ الاٍرهاب والتطرف وتكريس قيم الوسطية والاعتدال والتسامح؛ ولجم عدوانية النظام الإيراني ووقف تدخلاته في شؤون المنطقة.
ولا يمكن فصل زيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إلى المملكة ولقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس في الرياض عن هذه الإطار لتعزيز علاقات الصداقة السعودية الأمريكية، وتقوية أوجه التعاون الإستراتيجي وبحث عدد من القضايا الأمنية والدفاعية المشتركة، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها.
إن ما يجري في الساحة العربية على ضوء المعطيات السياسية الخطيرة يتطلب التنسيق والتشاور والوقوف جنباً إلى جنب في التصدي للنشاطات الإيرانية العدائية وفي محاربة التطرف والإرهاب وأهمية حماية حرية الملاحة في المياه الدولية ودور قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن لاستعادة الأمن والاستقرار لها.
لقد نجحت الرياض في تنويع علاقاتها وتعزيز دبلوماسيتها مع الشرق والغرب وجعلها أكثر فاعلية وتأثيراً من خلال الزيارات المتواصلة واللقاءات مع صناع القرار في الإدارة الأمريكية الذين يتطلعون إلى العمل بشكل متزايد وفعال مع الرياض لمكافحة الإرهاب ولجم النظام الإيراني ووقف عدوانية إيران وردعها، خصوصا أن المملكة أوضحت مراراً أنها لا تريد حرباً في المنطقة، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن السماح للنظام الإيراني بالاستمرار في سياساته العدوانية مثل استهداف السفن التي تنقل النفط واستهداف أنابيب النفط، لأن هذا يعد استهدافاً لأمن الطاقة والاقتصاد العالمي، لأن استمرار النظام الإيراني في هذه السياسات يجعلهم يدفعون ثمنا.
وليس هناك شك بأن سياسة واشنطن المتطورة حيال إيران والملف اليمني تصدرا جدول أعمال المباحثات بين الأمير خالد بن سلمان ووزير الدفاع الأمريكي إسبر التي جاءت في إطار تعزيز الشراكة بين الرياض وواشنطن، ويمكن إيجاز نتائج زيارة إسبر للرياض بأنها لردع إيران.. والتاكيد على حرية الملاحة في الخليج وتعزيز الشراكة وإرساء السلام في المنطقة.