فَقِيهٌ عَالِمٌ أصولي مقاصدي.. على كل المذاهب انفتح بما لديها من فِقْهٍ وعِلْم.. بَصِيرٌ بِتُرَاثِ مكة والمشاعر وقدسيتهما وقيمتهما.. دافع عن الأماكن والآثار التاريخية وتَألَّمَ لطمسِ بعضها.. قليلُ الكلامِ يَعْرِفُ متى يتكلم ومتى يَصْمُت ولَكِّنَه لا يسكت عن بَثِّ عِلْمِه.. إنه البروفيسور عبدالوهاب أبو سليمان.
في الخامسة من عُمُرِه؛ تَيَتَّمَ بوفاة والده ودرس في معهد الأيتام، وبين أبناء عَمّه تَرَبْى صبياً قليل الحيلة، بِرِّه بوالدته وملازمته لها طويلاً حتى وفاتها انعكس على حياته توفيقاً وتميزاً، ولازم شيخ فُتُوحِه العلامة حسن مشاط سبعة أعوام في درسه وبيته، ومن مكة إلى لندن شد الرحال لِتَعَلُّم الإنجليزية والقانون؛ وهناك وجد كوكباً مختلفاً ولَكِّنَ دراسته كانت هَمُّه الأوحد.
مع امتلاكه المعرفة الوَافِرة بأصول الفقه وعلوم الحديث واللغة والبلاغة والمنطق؛ اقْتَبَسَ من مشايخه هِمَّة عالية وجَلَدا ونَفَسا طويلا، واسْتَقَى تواضعاً وحلماً ورجاحة عقل، فَقَعَّد الأصول وقَرَرَ الأحكام وحَقَّق النصوص والمخطوطات وتَبَحّرَ في التراث والموروث؛ بفكرٍ مُتجدد خَلاَّق يُتْعِبُ من يأتي بعده.
ومن مكانته العملية وغزارته الفقهية تعليماً وبحثاً وتأليفاً وتحقيقاً، وجهده العلمي الأكاديمي المُصْطَبِغ بالموضوعية وتنوع المصادر الأَصِيلَة؛ اسْتَرْفَدَت به جامعات لتطوير مناهجها للدراسات الشرعية، واستعانت به أخرى أستاذاً زائراً أَظْهَرَها «هارفارد» الأمريكية، وانْتَفَعَت منه لجان علمية واستشارية وأكاديمية ووطنية لرئاستها أو عضويتها.
حين أَغْنَى تَعْلِيم الفقه وأصول الدين فناً وعلماً؛ فتح أمام طلبته أبواباً من البحث عن المصادر وارتياد المكتبات، ولما كان الفقه لديه صناعة وابتكارا وإبداعا لا يقف عند الجمود والمقولات؛ تَهَافَت الناس على مواعظه وندواته وأقبلوا على دراساته وكُتُبِه.. مؤلفاتٌ ودروسٌ حَرَّرت مقاصد الشريعة والقِيم والآداب الشرعية.
بِمُؤَلَّفه الفقهي التاريخي البيئي الجيولوجي «توسعة المسعى عزيمة لا رخصة»؛ وقف أمام مُخالِفيه بالدَلِيل والإِثْبَات والبُرْهان والقَرِينة والحُجَّة، وفي مشروع إزالة خط الطواف عند الكعبة؛ أُخِذَ برأيه الراجِح الحَصِيف تخفيفاً للزحام، وبِقَلْبٍ عَاشِقٍ بدَاخِله غَصَّه؛ تَوَجَّعَ من إزالة الأماكن والآثار التاريخية والتراثية دِفَاعَاً وصَوْناً وذَوْداً.
وبِدِرَاسَاتِه الفقهية والتاريخية الرافدة للحركة العلمية السعودية والمكتبة العربية والإسلامية مَنَحَ الباحثين والدارسين مرجعية للمعلومة الصائبة الثاقبة، وعن تاريخ مكة والمشاعر أَعَدَّ مؤلفات ودراسات عن النهضة الفقهية في البلدة المعظمة والحرم المكي، والعلماء والأدباء والوَرَّاقُين عبر التاريخ.
لم يكن عُزُوفِه عن وسائل الإعلام ماعدا مقالاته الأكاديمية؛ إلا خوفاً من اخْتِلال وَقْتِه عن أهدافه الأساسية، ولو فتح لها أبواباً لن يجد حَيِزَاً لأبحاثه ودراساته وتحقيقاته، ومع انتفاعه من التقنية الحديثة لم يهتم بها كونها وسائل وليست غايات.
في الخامسة من عُمُرِه؛ تَيَتَّمَ بوفاة والده ودرس في معهد الأيتام، وبين أبناء عَمّه تَرَبْى صبياً قليل الحيلة، بِرِّه بوالدته وملازمته لها طويلاً حتى وفاتها انعكس على حياته توفيقاً وتميزاً، ولازم شيخ فُتُوحِه العلامة حسن مشاط سبعة أعوام في درسه وبيته، ومن مكة إلى لندن شد الرحال لِتَعَلُّم الإنجليزية والقانون؛ وهناك وجد كوكباً مختلفاً ولَكِّنَ دراسته كانت هَمُّه الأوحد.
مع امتلاكه المعرفة الوَافِرة بأصول الفقه وعلوم الحديث واللغة والبلاغة والمنطق؛ اقْتَبَسَ من مشايخه هِمَّة عالية وجَلَدا ونَفَسا طويلا، واسْتَقَى تواضعاً وحلماً ورجاحة عقل، فَقَعَّد الأصول وقَرَرَ الأحكام وحَقَّق النصوص والمخطوطات وتَبَحّرَ في التراث والموروث؛ بفكرٍ مُتجدد خَلاَّق يُتْعِبُ من يأتي بعده.
ومن مكانته العملية وغزارته الفقهية تعليماً وبحثاً وتأليفاً وتحقيقاً، وجهده العلمي الأكاديمي المُصْطَبِغ بالموضوعية وتنوع المصادر الأَصِيلَة؛ اسْتَرْفَدَت به جامعات لتطوير مناهجها للدراسات الشرعية، واستعانت به أخرى أستاذاً زائراً أَظْهَرَها «هارفارد» الأمريكية، وانْتَفَعَت منه لجان علمية واستشارية وأكاديمية ووطنية لرئاستها أو عضويتها.
حين أَغْنَى تَعْلِيم الفقه وأصول الدين فناً وعلماً؛ فتح أمام طلبته أبواباً من البحث عن المصادر وارتياد المكتبات، ولما كان الفقه لديه صناعة وابتكارا وإبداعا لا يقف عند الجمود والمقولات؛ تَهَافَت الناس على مواعظه وندواته وأقبلوا على دراساته وكُتُبِه.. مؤلفاتٌ ودروسٌ حَرَّرت مقاصد الشريعة والقِيم والآداب الشرعية.
بِمُؤَلَّفه الفقهي التاريخي البيئي الجيولوجي «توسعة المسعى عزيمة لا رخصة»؛ وقف أمام مُخالِفيه بالدَلِيل والإِثْبَات والبُرْهان والقَرِينة والحُجَّة، وفي مشروع إزالة خط الطواف عند الكعبة؛ أُخِذَ برأيه الراجِح الحَصِيف تخفيفاً للزحام، وبِقَلْبٍ عَاشِقٍ بدَاخِله غَصَّه؛ تَوَجَّعَ من إزالة الأماكن والآثار التاريخية والتراثية دِفَاعَاً وصَوْناً وذَوْداً.
وبِدِرَاسَاتِه الفقهية والتاريخية الرافدة للحركة العلمية السعودية والمكتبة العربية والإسلامية مَنَحَ الباحثين والدارسين مرجعية للمعلومة الصائبة الثاقبة، وعن تاريخ مكة والمشاعر أَعَدَّ مؤلفات ودراسات عن النهضة الفقهية في البلدة المعظمة والحرم المكي، والعلماء والأدباء والوَرَّاقُين عبر التاريخ.
لم يكن عُزُوفِه عن وسائل الإعلام ماعدا مقالاته الأكاديمية؛ إلا خوفاً من اخْتِلال وَقْتِه عن أهدافه الأساسية، ولو فتح لها أبواباً لن يجد حَيِزَاً لأبحاثه ودراساته وتحقيقاته، ومع انتفاعه من التقنية الحديثة لم يهتم بها كونها وسائل وليست غايات.