قصر القضيبية كان شاهدا على علاقات أخوية رسخها المؤسس وسار عليها الحفيد.
قصر القضيبية كان شاهدا على علاقات أخوية رسخها المؤسس وسار عليها الحفيد.
-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@
فيما تحتفل مملكة البحرين الشقيقة بالذكرى الـ48 ليومها الوطني، استندت العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة على جذور ممتدة في تاريخ البلدين منذ ما يزيد على 100 عام، إذ تربطهما أواصر محبة ووفاء، ناهيك عن الروابط الاجتماعية وعلاقات النسب والمصاهرة. ولم تقف العلاقة عند هذا الحد، إذ حرص البلدان على توثيق هذا التآخي، بربطهما بجسر، نزولا عند رغبة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، التي قابلها الملك فيصل بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بالموافقة الفورية على إنشاء أضخم مشروع بين البلدين، ليبدأ العمل الرسمي في بنائه في سبتمبر 1981، وافتتاحه في نوفمبر 1986، بحضور الملك فهد بن عبدالعزيز، والشيخ عيسى بن سلمان -يرحمهما الله-، ما ساهم في ازدهار السياحة بين البلدين، وتنامي الجانب الاقتصادي. واستكمالا لذلك، اتفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والملك حمد بن عيسى في ديسمبر 2018 على دراسة مشروع بناء «جسر الملك حمد» بحيث يكون موازيا لجسر الملك فهد، ليربط المملكتين بوشائج أكبر وأعمق.

وترجع العلاقات السعودية - البحرينية إلى الدولة السعودية الأولى (1745- 1818م).


وعلى الصعيد السياسي، تشهد العلاقات بين البلدين حجما كبيرا من التنسيق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث يتبنى البلدان رؤية موحدة.

ويعد اللقاء الأخوي الملكي التاريخي بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يوم 07 ربيع الأول 1438هـ الموافق 06 ديسمبر 2016م، حين قام الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة لمملكة البحرين ليرأس وفد المملكة في الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ليؤكد مجددا على وحدة الدم والمصير التي لا غنى عنها ولا بديل لها، بلد واحد وشعبٌ واحد، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فالمنامة هي الرياض والرياض هي المنامة، في امتداد تاريخي وإستراتيجي وأخوي لا ينفصل ولا ينفصم.

وكان لتوجهات قيادتي البلدين السديدة دور بارز في تعزيز ودعم هذا التعاون الذي جسدته المشاريع المشتركة، وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري، والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين، ما أسهم في تعدد المشاريع الاقتصادية المشتركة بين البلدين الشقيقين، التي تعززت بشكل كبير بعد افتتاح جسر الملك فهد عام 1986.