أكدت الشركة السعودية للكهرباء أن توجيهات القيادة شددت على عدم تحميل المشترك أي أعباء إضافية في عملية استبدال العدادات القديمة وتركيب الذكية بدلاً عنها، خصوصاً أن هدفها من خلال هذا المشروع الضخم تحقيق موثوقية خدمة كهربائية عالية ونظام فوترة موثوق أيضاً وسهل القراءة لمشتركيها، تتوافر فيها جميعا معايير الدقة والشفافية والوضوح وتتماشى مع جميع المعايير المضمونة للبنك الدولي والمطبقة في المملكة.
وتنطلق مطلع فبراير 2020 عمليات تركيب العدادات الإلكترونية الذكية، ضمن العقد الذي وقعته «السعودية للكهرباء»، بعد موافقة مجلس إدارة الشركة على ترسية المشروع، الذي يشمل تركيب 10 ملايين عداد ذكي لجميع المشتركين في المملكة، بتكلفة إجمالية تبلغ 9.555.099.334 ريالا. ولا يقتصر مشروع العدادات الذكية الذي وقعته الشركة على تركيب العدادات فقط، ولكنه يشمل دعماً كاملاً للبنية التحتية التي يحتاجها المشروع، مثل تغيير القواطع الكهربائية القديمة، وأعمال الصيانة لمدة 3 سنوات تعقب انتهاء أعمال التركيب، إضافة إلى المواصفات الفنية العالية التي اشترطتها الشركة في جميع مكونات العداد الذكي التي تضاهي أرقى المواصفات ومعايير الجودة العالمية.
ووقفاً للعقود التي وقعتها الشركة مع تحالفات الشركات المنفذة للمشروع، فإن تمويل المشروع سيكون من خلال موارد الشركة الذاتية، إضافة إلى التمويل الخارجي، على أن تكون 35 % من عدد العدادات محلية الصنع، و33.3% من قيمة المنتجات التي ستصنع منها العدادات الذكية هي من المحتوى المحلي «صناعة سعودية».
وتستهدف المرحلة الأولى من المشروع، تركيب 3.5 مليون عداد بنهاية مارس 2020، وتصل إلى 5 ملايين عداد بنهاية سبتمبر 2020 في المرحلة الثانية، لتصل في المرحلة الثالثة إلى 8 ملايين عداد بنهاية ديسمبر 2020، ليكتمل المشروع لجميع المشتركين بواقع 10 ملايين عداد كهربائي ذكي بنهاية شهر مارس 2021.
ويمثل مشروع العدادات الكهربائية الذكية، نقلة نوعية في خدمات المشتركين، والارتقاء بقطاع الكهرباء إلى مستويات أفضل، ولأن هدفه التخفيف على المواطن، فإن المرحلة الأولى من استبدال العدادات الحالية وتركيب العدادات الذكية مكانها ستبدأ في الأحياء السكنية التي يوجد فيها أصحاب الدخل الأقل في مختلف مدن المملكة، ثم تنطلق في المراحل اللاحقة إلى القطاعات الأخرى، علماً أن تنمية وتطوير قطاع الكهرباء لا يرتبط فقط بتوفير القطاعات المستهلكة، سواء السكنية أو التجارية أو الصناعية، رغم أهمية هذا الجانب بطبيعة الحال، إنما يتجاوز ذلك إلى كل ما يرتبط بتحسين كفاءة الإنفاق على الكهرباء، مثل استهلاك الوقود المحافظ على البيئة، المستخدم في محطات التوليد، والقيمة التي تنتج عن ذلك، ورفع كفاءة استهلاك الكهرباء على مستوى الأفراد والمؤسسات.
وحرصت الشركة على أن تتم مراحل المشروع في وقتها والانتهاء منه في الوقت المحدد، والتأكد من تطبيق أقصى معايير الجودة، والالتزام بالاشتراطات والمواصفات التي تم تحديدها والاتفاق عليها، إذ بدأت الشركة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، تحت إشراف منظومة تكامل قطاع الكهرباء بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة
المرحلة التجريبية، وأثبتت المرحلة التجريبية لمشروع العدادات الذكية نجاحها، حيث إنها كانت كافية لتلافي أي نقص أو أداء سلبي، أو خلل تقني واختيار أفضل التقنيات، وهذا النجاح دفع الشركة إلى اختيار الأفضل في المواصفات الفنية، وجودة المواد المستخدمة، والأنظمة التقنية؛ لضمان الاستدامة والقابلية للتطوير والتحديث، والأسهل والأفضل بالنسبة لتعامل المشتركين مع العدادات الذكية.
يذكر أن مجلس «الشركة السعودية للكهرباء» أوضح أنه سيتم الانتهاء من المشروع في 30 مارس 2023. بعد اكتمال مرحلة الصيانة، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يكون للمشروع أثر إيجابي على نتائج الشركة بدءاً من عام 2021.
وكان تحالفاً يضم شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، وشركة الفنار للإنشاءات؛ قد فاز بتنفيذ المشروع في القطاعين الأوسط والشرقي، فيما فاز فرع شركة تشاينا الكتريك باور اكويبمنت آند تكنلوجي المحدود (China Electric Power Equipment & Technology Ltd)، بتنفيذه في القطاعين الغربي والجنوبي، ويتوقع الانتهاء من تنفيذ المشروع في 31 مارس 2021، تعقبها عامان للتشغيل والصيانة قابلة للتجديد لعام واحد.
ويحمل العداد الكهربائي الذكي مزايا تتمثل في كونه إلكتروني بحيث يسجل استهلاك الطاقة الكهربائية كل فترة زمنية ويرسل المعلومة إلى شركة الكهرباء بشكل متواصل لأغراض المراقبة والفوترة، وتمكن العدادات الذكية الاتصال المتبادل بين العداد ومركز التحكم بشركة الكهرباء.
وتتعدى فوائد العدادات الذكية، عملية قراءة الاستهلاك عن بعد، التي تعني عدم الحاجة إلى إرسال قارئ العداد، إلى تحقيق مزايا عدة للمستهلك ومقدم خدمة الكهرباء، مثل: التأكد من سلامة العداد آليا، وضمان دقة الفواتير، وتوفير معلومات تفصيلية للمستهلك عن استهلاكه، عبر تطبيقات على الأجهزة الذكية تمكنه من معرفة استهلاكه اليومي أو الشهري وغيرهما من الفترات الزمنية دون استخدام الفواتير الورقية الشهرية الصادرة من مقدم الخدمة، كما يمكن لهذه العدادات إذا ربطت بالأجهزة المنزلية أن تعطي المستهلك تفاصيل أكثر للاستهلاك الناتج من الأجهزة الكهربائية لأغراض التكييف أو التدفئة أو الإضاءة على سبيل المثال، ما يجعله يستطيع التحكم بحجم استهلاك هذه الاستخدامات ومن ثم التحكم باستهلاكه اليومي والذي سينعكس بالضرورة على استهلاكه الشهري.
كما توفر العدادات الذكية مرونة عالية لعملية فصل الخدمة الكهربائية وإعادتها عن بعد، كما أن أداء الشبكة الكهربائية سيتحسن من خلال تقليص مدة الانقطاعات الكهربائية.