أكد نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان أن المنطقة مُقبلة على مشاريع كُبرى سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء من الدراسات الخاصة بها، لافتاً إلى أن أمانة جدة تنفذ حالياً 88 مشروعا لتصريف مياه الأمطار ضمن المرحلة الأولى.جاء ذلك عندما حلّ الأمير بدر بن سلطان ضيفا على منتدى حوار المسؤولية الذي احتضنته صحيفة «عكاظ» في مقرها بجدة، وحضره عدد من الكتاب والإعلاميين، بمناسبة مرور عام على تعيينه نائبا لأمير منطقة مكة، وقال: «أسعد اليوم بوجودي مع هذه الكوكبة للحديث عن ملامح ومستقبل التنمية في المنطقة»، مضيفا أن الإعلام مرآة المسؤول، وفي الوقت ذاته هو صوت المواطن، كما يقع على كاهل المنتسبين إليه مسؤولية كبيرة تتمثل في تبني رسائل التوعية وإبراز منجزات ومشاريع الدولة.وتطرق نائب أمير منطقة مكة المكرمة إلى الأهمية التي تكتسبها المنطقة، موضحاً أنها تحظى بسمات وميزات فريدة، ويأتي ذلك من منطلقات عدة في مقدمتها أنها تحتضن قبلة المسلمين، إلى جانب أنها تزخر بالعديد من المقومات الاقتصادية والسياحية المتنوعة والزراعية وغيرها، وهي أيضا المنطقة الوحيدة التي توجد بها هيئتان للتطوير، الأولى الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والثانية هيئة تطوير المنطقة، وهذا الأمر يعكس اهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، يحفظهما الله، بهذه المنطقة وسكانها.وتابع القول: «نحن في مرحلة مهمة تتمثل في المشروع الذي أطلقه سيدي ولي العهد، والذي عهدنا عنه أنه رجل أفعال لا أقوال، وهو رؤية المملكة 2030 وعمادها الرئيسي شباب وشابات الوطن الذين هم مرتكز الرؤية الحقيقي، واستشرافاً من هذه الرؤية وضعت إمارة منطقة مكة المكرمة إستراتيجيتها لتتوافق مع الرؤية الطموحة، وبحلول منتصف عام 2020 سيتم إقرارها بإذن الله».
وتابع نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «من الميز النسبية للمنطقة وجود 3 مدن مليونية من حيث عدد السكان، وفيها أكبر مدينة روحانية هي مكة المكرمة، وأيضاً أكبر مدينة تجارية ولوجستية في الشرق الأوسط هي جدة، والطائف التي تعتبر واجهة سياحية مهمة، إضافة للمحافظات الأخرى الشرقية والساحلية التي لا تقل أهمية عن المدن الكُبرى الثلاث، وهذه العوامل تحتّم على الجميع أن يكون أسلوب العمل تكامليا بين الجهات كافة، وأن يكون للمجالس التنسيقية للغرف التجارية بالمنطقة إسهاماتها الفاعلة في تحفيز الاستثمارات، وتشجيع رؤوس الأموال للاستثمار فيها، وصولاً لتنمية المحافظات وتحقيق النهضة المنشودة».
العمل مع الفيصل
وعن مكتسبات العمل مع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، قال الأمير بدر بن سلطان: «شرف عظيم لي أن أعمل تحت إدارة الأمير خالد الفيصل وهو بمثابة جامعة متنقلة، وخدم لأكثر من 5 عقود، دينه، ثم مليكه، ووطنه، والمواطن، كما أنه مصدر حماس لجميع العاملين معه ليؤدوا الواجبات المناطة بهم على أكمل وجه»، مضيفا «أنا محظوظ بالعمل معه».
تجويد المخرجات
وزاد: «نعمل وفق توجيهات الأمير خالد الفيصل على استكمال الإستراتيجية التنموية العشرية الثانية للمنطقة، التي تأتي امتداداً للأولى وترتكز على محوري «بناء الإنسان، وتنمية المكان»، والتي بفضل الله حققت الأولى الأهداف المرسومة لها، وسنعمل في الإستراتيجية الثانية على إنجاز ما تم اعتماده من خطط ومشاريع، لاسيما أننا في الإمارة نعمل على مشروع لتطوير العمل بما يضمن تسريع الإجراءات وجودة المنجزات»، منوهاً إلى أن إستراتيجية المنطقة أخذت في الاعتبار الوصول لتحقيق تنمية متوازية ومستدامة تتواءم ورؤية المملكة 2030، ويتم خلالها تبني وتنفيذ برامج ومبادرات تسهم في إحداث نقلة نوعية في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وتُسهم أيضا في تجويد وتحسين منظومة البنى التحتية في محافظات المنطقة كافة.وفي ما يخص تطوير الأداء داخل الإمارة، نوه الأمير بدر بن سلطان إلى أن «العمل في هذا الجانب بدأ على شقين، الأول يركز على رفع كفاءة الموظفين وإلحاقهم ببرامج تدريبية متخصصة، وفي هذا الصدد وإنفاذاً لتوجيهات الأمير خالد الفيصل وقعت الإمارة اتفاقية مع معهد الإدارة لتدريب وتأهيل الموظفين بمختلف مستوياتهم العلمية والوظيفية، وبالنسبة للشق الثاني فإنه يستهدف تطوير إجراءات العمل في الإمارة، وسُبل تعزيز برامج التحوّل التقني في التعاملات ويُسرّع خطوات التحول الرقمي»، وزاد: «إمارة مكة رائدة في هذا المجال، وخير دليل على ذلك الهيكل التنظيمي الإداري الذي بدأ الأمير خالد الفيصل تطبيقه في إمارة مكة قبل أكثر من 12 عاماً، ونجحت هذه المبادرة بتميّز، وتم تعميمها على كافة إمارات المناطق بالمملكة».
معالجة الأحياء العشوائية
وعن واقع الأحياء العشوائية قال نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «نعمل في الإمارة بالتعاون مع جهات عدة على منع اتساع رقعة الأحياء العشوائية وكبح جماح التعدي على الأراضي الحكومية وتحويلها بشكل غير نظامي إلى مواقع للسكن»، مؤكداً أن بقاء الأحياء العشوائية على حالها يُشكل خطراً صحياً وأمنياً واجتماعياً، ولأجل ذلك سيتم إعداد مخططات تنظيمية لهذه الأحياء في مدن المنطقة تمهيداً لتطويرها.وأبان الأمير بدر بن سلطان أن مشروع التطوير في العاصمة المقدسة، الذي بدأه الأمير خالد الفيصل منذ أكثر من 10 أعوام، أسهم في إزالة أكثر من 9 آلاف عقار عشوائي، فطريق الملك عبدالعزيز (الموازي) أزيل لأجله 4000 عقار، وكذلك محطة الرصيفة أزيل في موقعها نحو 1000 منزل عشوائي، والآن يجري العمل على مراحل في أحياء الكدوة والنكاسة، وقد أزيل في هذا المشروع نحو 4100 عقار حتى الآن، وسيتم تطوير هذه الأحياء بشكل منظم بما يكفل تقديم أفضل الخدمات اللازمة، ويحسن الصورة البصرية لها.
مشاريع كبرى قريباً
وفي أولى المداخلات تساءل الكاتب خالد السليمان عن المشاريع المزمع تنفيذها خلال المرحلة القادمة، فأجاب الأمير بدر بن سلطان: «كما ذكرت، هناك العديد من المشاريع الكُبرى في مختلف الجوانب ولكنها قيد الدراسة، وهناك مشاريع أخرى سيتم تنفيذها بمشاركة القطاع الخاص وسوف يُعلن عنها في حينه».وفي رده على سؤال للكاتبة الدكتورة أريج الجهني عن دور الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، قال نائب أمير منطقة مكة: «يأتي إنشاء الهيئة الملكية برئاسة سيدي ولي العهد، يحفظه الله، في المقام الأول لرعاية مشاريع مكة والمشاعر، ويجري العمل حالياً على إعداد خطة شاملة لتطوير منظومة الخدمات في العاصمة المقدسة والمشاعر وسيتم الانتهاء منها خلال عام، وتهدف الخطة إلى توفير أفضل الخدمات وأرقاها لنحو 5.5 مليون حاج بحلول عام 2030، وستأخذ الهيئة في الاعتبار التطوير الشامل للبنى التحتية، وأن تكون مكة والمشاعر ذكية وصديقة للبيئة».
تصريف الأمطار بجدة
وفي تساؤل الزميل طارق الحميد «رئيس تحرير الشرق الأوسط السابق» - «كاتب عكاظ» عن مشروع تصريف السيول والأمطار في جدة، قال الأمير بدر بن سلطان: «دعني أوضح أمراً في غاية الأهمية في ما يخص مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول في جدة، فهذا الجانب ينقسم إلى شقين، الأول يتعلق بالسيول المنقولة من خارج المدينة، وهذا الجانب تم تنفيذ مشاريع أشرفت عليها الإمارة، ونتج عنها إنشاء 14 سداً تقدر طاقتها الاستيعابية بـ75 مليون متر مكعب، وقد أسهمت في حل هذه المشكلة بنسبة 100%، أما الشق الثاني المتعلق بالأمطار الساقطة على جدة، فهناك مشاريع بدأت أمانة جدة تنفيذها ولم يُعلن عنها لأننا فضلنا اتباع سياسة العمل والإنجاز ثم الإعلان بعد الانتهاء من التنفيذ»، وأضاف: «بحسب التقارير الواردة من أمانة جدة فإنها تنفذ في الوقت الراهن 88 مشروعاً لتصريف مياه الأمطار، وهي جزء من مشاريع المرحلة الأولى لتصريف مياه الأمطار بجدة».
دعم الجانب الثقافي
وفي معرض رده على سؤال للإعلامية ميسون أبوبكر حول وجود آلية لدعم الثقافة والمثقفين، قال نائب أمير منطقة مكة: «أولت القيادة هذا الجانب اهتماماً بالغاً، وقدّمت دعماً لا محدوداً لدفع الحراك الثقافي ورعايته والمحافظة عليه، أما بالنسبة للمثقفين في منطقة مكة المكرمة فهم محظوظون بوجود أمير الثقافة سيدي الأمير خالد الفيصل، وهو بمثابة رافد كبير لهم وحريص على دعم ومساندة كل ما من شأنه الارتقاء بهذا الجانب».
التكامل بين الهيئتين
وفي رد على سؤال للكاتب الأمير بدر بن سعود بن محمد حول وجود أي تعارض بين أدوار الهيئة الملكية وهيئة تطوير المنطقة، ذكر الأمير بدر بن سلطان أنه لا يوجد «تعارض بين الهيئتين في الأدوار، بل إن العمل بينهما تكاملي ويعملان جنباً إلى جنب في مختلف الجوانب، فهيئة تطوير المنطقة قدّمت دراسات للهيئة الملكية للاستفادة منها في وضع الرؤية المستقبلية لمكة والمشاعر، وسيتواصل التنسيق بين الهيئتين لحين نقل كافة الاختصاصات الخاصة للهيئة الملكية».وأردف: «جميع الأعمال مدروسة بشكل جيد وتسير بتكامل تام للوصول بالخدمات إلى المستوى المنشود، وخير دليل على تكاملية العمل بين الجهات أن من صمم منشأة الجمرات جامعة الملك سعود بالتعاون مع ذوي الخبرة في الميدان، وها هو اليوم أحد الشواهد والمشاريع الناجحة في المشاعر، مضيفاً الهمم لا يحكمها عمر بل تحكمها الرغبة، وفي حال توافرت الخبرة والحماس فإن النتائج ستكون مثمرة، ونحن جميعا نعمل وفق توجيهات القيادة لخدمة ضيوف الرحمن وسكان المنطقة وزوارها، وأنا متفائل كثيرا بروح وحماس الشباب الذي يسانده دعم ذوي الخبرة».
الاستفادة من الجامعات
وسألت عميدة كلية الإعلان بجامعة التكنولوجيا حنين شعيب عن الدور التكاملي بين الإمارة والجامعات، فأجاب نائب أمير منطقة مكة: «نحن جميعاً في مركب واحد يقوده سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد، يحفظهما الله، ومن هذا المنطلق لابد أن يعي الجميع أن التكامل بين الجهات ضرورة وليس ترفاً، ويهمنا أن يكون للجامعات دور أكبر وأن تتخطى أسوارها وأن يكون لمنسوبيها ومراكز الدراسات والأبحاث فيها إسهامات فاعلة في مختلف جوانب التنمية، لذا حرصت الإمارة على إبرام اتفاقيات مع جامعات المنطقة لتفعيل هذه الجوانب».
لجنة لرصد الاحتياجات
وتداخل الكاتب الدكتور حمود أبوطالب مُقترحاً تعزيز دور الجهات الخدمية بمدينة جدة، فرد الأمير بدر بن سلطان، بالتأكيد على أن كافة الجهات حريصة على الارتقاء بالخدمات المقدمة في كافة الجوانب، ولديها خطط لتوفير الخدمات في كافة الأحياء.
مجلس للشباب خلال شهرين
وفي رده على مداخلة للأميرة دعاء بنت محمد بخصوص تطوير المنطقة المجاورة للحرم المكي، وتمكين الشباب في الأعمال التطوعية، قال نائب أمير منطقة مكة: «ستعمل الهيئة الملكية على تطوير المنطقة المجاورة للحرم المكي الشريف وهذا من صلب أعمالها»، وتابع حديثه: «بالنسبة للتطوّع وتفعيل دور الشباب أود الإشارة إلى أن إمارة منطقة مكة تهتم بهذه الفئة، وقد وجه الأمير خالد الفيصل بإعادة تشكيل مجلس شباب المنطقة، وسنعمل على وضع أنظمة ولوائح لهذا الجانب، إضافة لاختيار عناصر شبابية فاعلة، وسنعلن عن كل ما يتعلق بالمجلس وإستراتيجيته خلال الشهرين القادمين بإذن الله، ولعلي أجدد التأكيد أن الشباب هم الركيزة الأساسية وحجر الزاوية التي يبني عليها سيدي ولي العهد آماله وطموحاته للنهوض بالوطن». واستطرد نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «نستهدف في المنطقة الوصول لــ 200 ألف متطوع ومتطوعة بحلول عام 2030، و بدأنا فعلياً خطوات تنفيذية لتحقيق ذلك، فدشنّا 4 مبادرات تطوعية نوعية، ووقعت الإمارة اتفاقية مع البوابة الوطنية للعمل التطوعي لتبادل المعلومات في هذا الخصوص».
تطوير العمل البلدي
ونادت الطالبة فاتنة عبيد بضرورة تطوير الخدمات البلدية، فكان ردّ الأمير بدر بن سلطان: «على مستوى الأمانات هناك خطط لتطوير العمل، وفي هذا الصدد وقعت أمانتا العاصمة المقدسة وجدة اتفاقيات تعاون مع شركة علم لمراقبة المخالفات ومتابعة الخدمات البلدية وتشغيل مراكز خدمة، واستقصاء رأي السكان حيال الخدمات المقدمة وصولاً للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف الرؤية الوطنية 2030».بدوره، قال رئيس تحرير «عكاظ» جميل الذيابي: «نعاهدكم أن نكون على قدر المسؤولية، وسنعمل على مواكبة الرؤية الطموحة 2030، بما يتوافق مع أهداف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان». حضر الندوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة «عكاظ» عبدالله صالح كامل، ونائب رئيس التحرير فيصل الخماش، وأدارها مساعد رئيس التحرير عبدالله عبيان، وعدد من المثقفين، والمفكرين، والكتاب، وقيادات، ومنسوبي الصحيفة.
وتابع نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «من الميز النسبية للمنطقة وجود 3 مدن مليونية من حيث عدد السكان، وفيها أكبر مدينة روحانية هي مكة المكرمة، وأيضاً أكبر مدينة تجارية ولوجستية في الشرق الأوسط هي جدة، والطائف التي تعتبر واجهة سياحية مهمة، إضافة للمحافظات الأخرى الشرقية والساحلية التي لا تقل أهمية عن المدن الكُبرى الثلاث، وهذه العوامل تحتّم على الجميع أن يكون أسلوب العمل تكامليا بين الجهات كافة، وأن يكون للمجالس التنسيقية للغرف التجارية بالمنطقة إسهاماتها الفاعلة في تحفيز الاستثمارات، وتشجيع رؤوس الأموال للاستثمار فيها، وصولاً لتنمية المحافظات وتحقيق النهضة المنشودة».
العمل مع الفيصل
وعن مكتسبات العمل مع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، قال الأمير بدر بن سلطان: «شرف عظيم لي أن أعمل تحت إدارة الأمير خالد الفيصل وهو بمثابة جامعة متنقلة، وخدم لأكثر من 5 عقود، دينه، ثم مليكه، ووطنه، والمواطن، كما أنه مصدر حماس لجميع العاملين معه ليؤدوا الواجبات المناطة بهم على أكمل وجه»، مضيفا «أنا محظوظ بالعمل معه».
تجويد المخرجات
وزاد: «نعمل وفق توجيهات الأمير خالد الفيصل على استكمال الإستراتيجية التنموية العشرية الثانية للمنطقة، التي تأتي امتداداً للأولى وترتكز على محوري «بناء الإنسان، وتنمية المكان»، والتي بفضل الله حققت الأولى الأهداف المرسومة لها، وسنعمل في الإستراتيجية الثانية على إنجاز ما تم اعتماده من خطط ومشاريع، لاسيما أننا في الإمارة نعمل على مشروع لتطوير العمل بما يضمن تسريع الإجراءات وجودة المنجزات»، منوهاً إلى أن إستراتيجية المنطقة أخذت في الاعتبار الوصول لتحقيق تنمية متوازية ومستدامة تتواءم ورؤية المملكة 2030، ويتم خلالها تبني وتنفيذ برامج ومبادرات تسهم في إحداث نقلة نوعية في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وتُسهم أيضا في تجويد وتحسين منظومة البنى التحتية في محافظات المنطقة كافة.وفي ما يخص تطوير الأداء داخل الإمارة، نوه الأمير بدر بن سلطان إلى أن «العمل في هذا الجانب بدأ على شقين، الأول يركز على رفع كفاءة الموظفين وإلحاقهم ببرامج تدريبية متخصصة، وفي هذا الصدد وإنفاذاً لتوجيهات الأمير خالد الفيصل وقعت الإمارة اتفاقية مع معهد الإدارة لتدريب وتأهيل الموظفين بمختلف مستوياتهم العلمية والوظيفية، وبالنسبة للشق الثاني فإنه يستهدف تطوير إجراءات العمل في الإمارة، وسُبل تعزيز برامج التحوّل التقني في التعاملات ويُسرّع خطوات التحول الرقمي»، وزاد: «إمارة مكة رائدة في هذا المجال، وخير دليل على ذلك الهيكل التنظيمي الإداري الذي بدأ الأمير خالد الفيصل تطبيقه في إمارة مكة قبل أكثر من 12 عاماً، ونجحت هذه المبادرة بتميّز، وتم تعميمها على كافة إمارات المناطق بالمملكة».
معالجة الأحياء العشوائية
وعن واقع الأحياء العشوائية قال نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «نعمل في الإمارة بالتعاون مع جهات عدة على منع اتساع رقعة الأحياء العشوائية وكبح جماح التعدي على الأراضي الحكومية وتحويلها بشكل غير نظامي إلى مواقع للسكن»، مؤكداً أن بقاء الأحياء العشوائية على حالها يُشكل خطراً صحياً وأمنياً واجتماعياً، ولأجل ذلك سيتم إعداد مخططات تنظيمية لهذه الأحياء في مدن المنطقة تمهيداً لتطويرها.وأبان الأمير بدر بن سلطان أن مشروع التطوير في العاصمة المقدسة، الذي بدأه الأمير خالد الفيصل منذ أكثر من 10 أعوام، أسهم في إزالة أكثر من 9 آلاف عقار عشوائي، فطريق الملك عبدالعزيز (الموازي) أزيل لأجله 4000 عقار، وكذلك محطة الرصيفة أزيل في موقعها نحو 1000 منزل عشوائي، والآن يجري العمل على مراحل في أحياء الكدوة والنكاسة، وقد أزيل في هذا المشروع نحو 4100 عقار حتى الآن، وسيتم تطوير هذه الأحياء بشكل منظم بما يكفل تقديم أفضل الخدمات اللازمة، ويحسن الصورة البصرية لها.
مشاريع كبرى قريباً
وفي أولى المداخلات تساءل الكاتب خالد السليمان عن المشاريع المزمع تنفيذها خلال المرحلة القادمة، فأجاب الأمير بدر بن سلطان: «كما ذكرت، هناك العديد من المشاريع الكُبرى في مختلف الجوانب ولكنها قيد الدراسة، وهناك مشاريع أخرى سيتم تنفيذها بمشاركة القطاع الخاص وسوف يُعلن عنها في حينه».وفي رده على سؤال للكاتبة الدكتورة أريج الجهني عن دور الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، قال نائب أمير منطقة مكة: «يأتي إنشاء الهيئة الملكية برئاسة سيدي ولي العهد، يحفظه الله، في المقام الأول لرعاية مشاريع مكة والمشاعر، ويجري العمل حالياً على إعداد خطة شاملة لتطوير منظومة الخدمات في العاصمة المقدسة والمشاعر وسيتم الانتهاء منها خلال عام، وتهدف الخطة إلى توفير أفضل الخدمات وأرقاها لنحو 5.5 مليون حاج بحلول عام 2030، وستأخذ الهيئة في الاعتبار التطوير الشامل للبنى التحتية، وأن تكون مكة والمشاعر ذكية وصديقة للبيئة».
تصريف الأمطار بجدة
وفي تساؤل الزميل طارق الحميد «رئيس تحرير الشرق الأوسط السابق» - «كاتب عكاظ» عن مشروع تصريف السيول والأمطار في جدة، قال الأمير بدر بن سلطان: «دعني أوضح أمراً في غاية الأهمية في ما يخص مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول في جدة، فهذا الجانب ينقسم إلى شقين، الأول يتعلق بالسيول المنقولة من خارج المدينة، وهذا الجانب تم تنفيذ مشاريع أشرفت عليها الإمارة، ونتج عنها إنشاء 14 سداً تقدر طاقتها الاستيعابية بـ75 مليون متر مكعب، وقد أسهمت في حل هذه المشكلة بنسبة 100%، أما الشق الثاني المتعلق بالأمطار الساقطة على جدة، فهناك مشاريع بدأت أمانة جدة تنفيذها ولم يُعلن عنها لأننا فضلنا اتباع سياسة العمل والإنجاز ثم الإعلان بعد الانتهاء من التنفيذ»، وأضاف: «بحسب التقارير الواردة من أمانة جدة فإنها تنفذ في الوقت الراهن 88 مشروعاً لتصريف مياه الأمطار، وهي جزء من مشاريع المرحلة الأولى لتصريف مياه الأمطار بجدة».
دعم الجانب الثقافي
وفي معرض رده على سؤال للإعلامية ميسون أبوبكر حول وجود آلية لدعم الثقافة والمثقفين، قال نائب أمير منطقة مكة: «أولت القيادة هذا الجانب اهتماماً بالغاً، وقدّمت دعماً لا محدوداً لدفع الحراك الثقافي ورعايته والمحافظة عليه، أما بالنسبة للمثقفين في منطقة مكة المكرمة فهم محظوظون بوجود أمير الثقافة سيدي الأمير خالد الفيصل، وهو بمثابة رافد كبير لهم وحريص على دعم ومساندة كل ما من شأنه الارتقاء بهذا الجانب».
التكامل بين الهيئتين
وفي رد على سؤال للكاتب الأمير بدر بن سعود بن محمد حول وجود أي تعارض بين أدوار الهيئة الملكية وهيئة تطوير المنطقة، ذكر الأمير بدر بن سلطان أنه لا يوجد «تعارض بين الهيئتين في الأدوار، بل إن العمل بينهما تكاملي ويعملان جنباً إلى جنب في مختلف الجوانب، فهيئة تطوير المنطقة قدّمت دراسات للهيئة الملكية للاستفادة منها في وضع الرؤية المستقبلية لمكة والمشاعر، وسيتواصل التنسيق بين الهيئتين لحين نقل كافة الاختصاصات الخاصة للهيئة الملكية».وأردف: «جميع الأعمال مدروسة بشكل جيد وتسير بتكامل تام للوصول بالخدمات إلى المستوى المنشود، وخير دليل على تكاملية العمل بين الجهات أن من صمم منشأة الجمرات جامعة الملك سعود بالتعاون مع ذوي الخبرة في الميدان، وها هو اليوم أحد الشواهد والمشاريع الناجحة في المشاعر، مضيفاً الهمم لا يحكمها عمر بل تحكمها الرغبة، وفي حال توافرت الخبرة والحماس فإن النتائج ستكون مثمرة، ونحن جميعا نعمل وفق توجيهات القيادة لخدمة ضيوف الرحمن وسكان المنطقة وزوارها، وأنا متفائل كثيرا بروح وحماس الشباب الذي يسانده دعم ذوي الخبرة».
الاستفادة من الجامعات
وسألت عميدة كلية الإعلان بجامعة التكنولوجيا حنين شعيب عن الدور التكاملي بين الإمارة والجامعات، فأجاب نائب أمير منطقة مكة: «نحن جميعاً في مركب واحد يقوده سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد، يحفظهما الله، ومن هذا المنطلق لابد أن يعي الجميع أن التكامل بين الجهات ضرورة وليس ترفاً، ويهمنا أن يكون للجامعات دور أكبر وأن تتخطى أسوارها وأن يكون لمنسوبيها ومراكز الدراسات والأبحاث فيها إسهامات فاعلة في مختلف جوانب التنمية، لذا حرصت الإمارة على إبرام اتفاقيات مع جامعات المنطقة لتفعيل هذه الجوانب».
لجنة لرصد الاحتياجات
وتداخل الكاتب الدكتور حمود أبوطالب مُقترحاً تعزيز دور الجهات الخدمية بمدينة جدة، فرد الأمير بدر بن سلطان، بالتأكيد على أن كافة الجهات حريصة على الارتقاء بالخدمات المقدمة في كافة الجوانب، ولديها خطط لتوفير الخدمات في كافة الأحياء.
مجلس للشباب خلال شهرين
وفي رده على مداخلة للأميرة دعاء بنت محمد بخصوص تطوير المنطقة المجاورة للحرم المكي، وتمكين الشباب في الأعمال التطوعية، قال نائب أمير منطقة مكة: «ستعمل الهيئة الملكية على تطوير المنطقة المجاورة للحرم المكي الشريف وهذا من صلب أعمالها»، وتابع حديثه: «بالنسبة للتطوّع وتفعيل دور الشباب أود الإشارة إلى أن إمارة منطقة مكة تهتم بهذه الفئة، وقد وجه الأمير خالد الفيصل بإعادة تشكيل مجلس شباب المنطقة، وسنعمل على وضع أنظمة ولوائح لهذا الجانب، إضافة لاختيار عناصر شبابية فاعلة، وسنعلن عن كل ما يتعلق بالمجلس وإستراتيجيته خلال الشهرين القادمين بإذن الله، ولعلي أجدد التأكيد أن الشباب هم الركيزة الأساسية وحجر الزاوية التي يبني عليها سيدي ولي العهد آماله وطموحاته للنهوض بالوطن». واستطرد نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «نستهدف في المنطقة الوصول لــ 200 ألف متطوع ومتطوعة بحلول عام 2030، و بدأنا فعلياً خطوات تنفيذية لتحقيق ذلك، فدشنّا 4 مبادرات تطوعية نوعية، ووقعت الإمارة اتفاقية مع البوابة الوطنية للعمل التطوعي لتبادل المعلومات في هذا الخصوص».
تطوير العمل البلدي
ونادت الطالبة فاتنة عبيد بضرورة تطوير الخدمات البلدية، فكان ردّ الأمير بدر بن سلطان: «على مستوى الأمانات هناك خطط لتطوير العمل، وفي هذا الصدد وقعت أمانتا العاصمة المقدسة وجدة اتفاقيات تعاون مع شركة علم لمراقبة المخالفات ومتابعة الخدمات البلدية وتشغيل مراكز خدمة، واستقصاء رأي السكان حيال الخدمات المقدمة وصولاً للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف الرؤية الوطنية 2030».بدوره، قال رئيس تحرير «عكاظ» جميل الذيابي: «نعاهدكم أن نكون على قدر المسؤولية، وسنعمل على مواكبة الرؤية الطموحة 2030، بما يتوافق مع أهداف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان». حضر الندوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة «عكاظ» عبدالله صالح كامل، ونائب رئيس التحرير فيصل الخماش، وأدارها مساعد رئيس التحرير عبدالله عبيان، وعدد من المثقفين، والمفكرين، والكتاب، وقيادات، ومنسوبي الصحيفة.