تشهد قرية سدوس القريبة من الرياض باتجاه الشمال الغربي، التي تعتبر أقدم المستوطنات البشرية في وسط الجزيرة العربية، انطلاقة طواف السعودية للدراجات الهوائية في مرحلته الثانية الأربعاء القادم، الذي تنظمه الهيئة العامة للرياضة تحت إشراف الاتحاد الدولي للدراجات، بمسافة تصل إلى 774 كيلومترا، ضمن الفعاليات التي تندرج تحت برنامج «جودة الحياة».
ورسمت الجهات المختصة مسارات انطلاق المرحلة الثانية من حصن سدوس (شمال غربي الرياض) حتى طريق تركي الأول بمسافة 182كيلومترا، بمشاركة ١٣٠ دراجاً يتنافسون نحو قصر المصمك في قلب العاصمة الرياض على 5 مراحل.
وتعتبر قرية سدوس الشاهدة على معالم أثرية عديدة، التي تحدث عنها البلدانيون والرحالة، إحدى مدن العارض وأحد الأقاليم التاريخية التي كانت تتألف منها منطقة نجد، وبالقرب منها تقع حزوى التي كانت تعرف بالسدوسية ووردت في أشعار القدماء، وبها مسلة لافتة عليها نقوش وكتابات تعود إلى عصور قديمة تؤكد أهمية البلدة كإحدى الحواضر في الجزيرة العربية.
ويوجد في سدوس القصر القديم الذي ينسب بناؤه لسليمان بن داود عليهما السلام، وعثر بها على نقوش قديمة في السلسلة الجبلية (شمالي سدوس)، وهي أحرف مسند جنوبي يقدر عمرها ما بين 2000 إلى 3000 عام.
وذكرت المصادر التاريخية، أن أول استقرار في المنطقة كان لقبيلة هزان الأولى البائدة، تلاها استقرار قبيلتي طسم وجديس قبل الميلاد، وكان نفوذ طسم يشمل بلاداً واسعة منها سدوس.
كما سكن المنطقة بنو سدوس بن شيبان من بني ذهل، وبنو حنيفة، والجميع من بكر بن وائل، وكان استقرارهم فيها قبل الإسلام بقرنين من الزمان تقريباً.
وذكر الشيخ حمد الجاسر في كتابه «رحالة غربيون في بلادنا»، أن سدوس واقعة على طريق يخترق الجزيرة باجتياز جنوب اليمامة ثم وادي العارض، وفي أعلاه بلدة سدوس ثم منطقة سدير.