-A +A
علي الرباعي (الباحة) 
أسهمت التسعة أعوام التي عاشها الكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي في قرية مصدة في محافظة الدوادمي في صياغة وجدانه، وتطعيمه بمصل الحُب ضد خطابات الكراهية ما أسهم في تحولاته الواعية والمحسوبة نحو الفكر المدني الحُرّ.

وخلال ظهور ابن بجاد في برنامج (من الخاطر ) على شاشة أبو ظبي الفضائية استعرض أثر المكان على وعيه وإسهام المكونات الاجتماعية في بناء شخصيته خصوصاً التيارات القومية والناصرية التي عززت حضورها في الوسط الثقافي السعودي قبل ظهور الصحوة.


وكشف عن استفادته من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء تسليم ابن بجاد نفسه له في إمارة الرياض إثر مطالبة وملاحقة أمنية وقوله له ( وينك عن درب أخوك وأبوك وجدك).

وأكد أن الأمير محمد بن سلمان هو الذي قضى على الصحوة في زمن قياسي لا يزيد على أشهر في حين حاولت أطروحات التنويرين ربع قرن في اجتثاثه ولم تفلح.

وعدّ جيله ضحية للصحوة برغم تحفظه على المصطلح كونها خطاباً معادياً للجمال ومناهضاً للحياة ومجافياً للإسلام ومحفزاً للعداء والصدام مع أقرب الناس إلى الإنسان بما فيهم الوالدين.

وعزا خطورة خطاب الصحوة إلى تحوله إلى أيديولوجيا وعقيدة ولم ينف تبنيه للتطرف كفكرة إلا أنه نفى ارتكابه أي إضرار بالمجتمع،

ونعت ابن بجاد الجمهوريات بالباطشة كونها لم تتوارث أخلاق الملكيات من العفو والتسامح والاحتواء

وعبّر عن سعادته بمقتل البغدادي والتي هي جزء من سعادة العالم بمقتل ارهابي ومجرم وشرير يتقاطع مع بن لادن والظواهري والزرقاوي وغيرهم من القتلة ممن شوهوا الإسلام والمسلمين من الجبناء الذين وافاهم الموت وهم في عزلة وهروب واحتماء بالأطفال والنساء.

وحمّل خطاب أبو الأعلى المودودي مسئولية بروز الإسلام السياسي لتتصاعد الفكرة الإسلاموية وتتطور على يد جماعة الإخوان التي تبنت أدبيات النازية والفاشية والالتزام الماركسي إضافة إلى اعتبار الردة ردة عن أيديولوجيتهم التي تأزّمت داخلها وبثت التأزم والكراهية في الأوطان والشعوب.

وعدّ خطاب الخميني نسخة شيعية من خطاب الإخوان المسلمين في توظيف دين الله لخدمة أغراض وأهواء المنتفعين والطامحين للتسلط باسم الإسلام مستعيداً الحميمية اللافتة بين إيران وأنصارها من الاخوان وحماس.

وحذّر الشباب ممن يحاول فرض هيمنته عليهم وتحديد ما يقرؤون وما يسمعون ، كون تعدد مشارب القراءة تتيح للإنسان خيارات عدة.