-A +A
حسين هزازي (جدة) h_hzazi@
يبدو أن مهمة وزارة العمل في اختراق قطاع الصيدليات وتوطينها ليس بالأمر اليسير بعد أن أكدت مصادر موثوقة لـ«عكاظ» عن تخطي الصيدليات المرخصة حاجز الـ8500 صيدلية، وبلغ عدد الوافدين المسجلين في مهنة «صيدلي» 21530 في وقت لا يزال خريجو كليات الصيدلة يبحثون عن فرص عمل.

وكان وزير العمل أصدر قرارا بالشراكة مع وزارة الصحة، بتوطين تدريجي لمهنة الصيدلة والتخصصات التابعة لها في جميع أنشطة سوق العمل ومنافذ بيعها على مرحلتين؛ تستهدف الأولى توطين 20% من العاملين في المهنة اعتبارا من 01/‏‏‏‏12/‏‏‏‏1441هـ (بعد 6 أشهر)، فيما تستهدف الثانية توطين 30% ابتداءً من 01/‏‏‏‏12/‏‏‏‏ 1442هـ (18شهرا).


كما سيطبق القرار على المنشآت التي يتجاوز عدد الوافدين فيها في مهنة الصيدلة خمسة صيادلة فأكثر، ويستثنى من ذلك الصيادلة العاملين بمهنة «اختصاصي تسويق منتجات صيدلانية» في شركات الأدوية، ووكلاء الأدوية والموزعين والمصانع التي صدر لها قرار توطين من الهيئة العامة للغذاء والدواء في نوفمبر 2018.

مدير سعودي

يقول خبير صيدلي تحفظ عن الإفصاح باسمه لـ«عكاظ» إن شرط وجود «مدير صيدلية» عند افتتاح أي صيدلية جديدة معمول به في كثير من الدول، ونأمل أن يتخذ النظام الصيدلي في السعودية ذات الإجراء لنضمن أن يكون هناك مدير سعودي في كل صيدلية. ويقترح الخبير الصيدلي إعادة نظام العمل في الصيدليات الخاصة قبل توطينها، على أن تخضع إلى نظام واضح في عدد ساعات العمل والراتب الشهري والحوافز، حتى يكون هناك تنافس ورغبة بالعمل في الصيدليات الخاصة من الخريجين السعوديين «بدأت وزارتا العمل والصحة بخطوات إيجابية من ضمنها السماح للسعوديات بالعمل في صيدليات المجمعات التجارية، ما أدى إلى توظيف عدد لا بأس به».

طلاب خريجون

في المقابل يرى أحمد الغامدي (خريج صيدلة) وجود تعقيدات وصعوبات مختلفة يواجهها الباحث عن الوظيفة في قطاع الصيدلة، منتقداً وزارة الصحة لتوظيفها الأجانب وتجاهلها السعوديين رغم حاجتها لهم. ولا يرى الغامدي في القطاع الخاص «تلبية لطموحات خريج الصيدلة»، بسبب تدني رواتبهم.

من جانبها، عرجت الخريجة فاطمة مجرشي على الصعوبات التي واجهتها عند بحثها عن الوظيفة منذ تخرجها وما زالت رحلة البحث عن وظيفة مستمرة. وتطرح مجرشي المزايا التي تصفها بالفارقة في الوظائف الحكومية منتقدة في الوقت ذاته شح الوظائف التي تعلن عنها وزارة الصحة للصيادلة. ولا تختلف مجرشي مع ما ذهب إليه الغامدي بشأن القطاع الخاص، معتبرة أن سنوات دراستها الطويلة لا تتلاءم على الإطلاق مع المقابل المادي في الصيدليات.

تجربة مؤقتة

خريجة كلية الصيدلة من جامعة أم القرى فاطمة هزازي تشير إلى أن فرص العمل في القطاع الحكومي وخصوصاً في المستشفيات «ضئيلة»، وتعرب عن أملها في أن تكون هناك فرص جيدة في القطاع الخاص، خصوصاً في شركات الأدوية، وفضلت هزازي العمل في القطاع الخاص بشكل مؤقت لكسب مهارات جديدة لحين العثور على وظيفة حكومية.

أما خريج الصيدلة من إحدى الجامعات الأهلية محمد الشهري فيتحدث عن شح فرص التوظيف في القطاع العام، لافتاً إلى أن دراسة الصيدلة من التخصصات الصعبة والمهمة التي يحتاجها سوق العمل، ورغم ذلك لا تتوافر وظائف برواتب معقولة. وأشار إلى أنه تخرج منذ 4 سنوات وحتى الآن يبحث عن وظيفة واصفاً عمله في إحدى صيدليات الحي الذي يسكنه في جدة بـ«المؤقتة» حتى يتسنى له الحصول على وظيفة. وينتقد محمد مساوى (خريج صيدلة جامعة جازان عام 2016) تجاهل الصيدليات الكبيرة لطلبات توظيفهم، «منذ تخرجي وأنا انتظر رد صيدليات كبيرة». فيما يبحث مهدي حاجي الذي تخرج في أبريل العام الماضي عن عمل، في وقت لا يمانع في أي وظيفة في تخصصه.