نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، في أبوظبي ندوته رقم 57 بعنوان: «واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير»، أمس (الإثنين)، وشارك فيها عدد من المسؤولين ولفيف من الإعلاميين والكتاب ونخبة من المثقفين والمفكرين، ومجموعة من الدبلوماسيين المعتمدين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى جمع غفير من المهتمين بشؤون الإعلام.
واستهلت الندوة أعمالها بكلمة ترحيبية للمدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، الدكتور جمال السويدي، أشار فيها إلى أن الندوة تناقش مجموعة من الموضوعات التي تتعلق بالإعلام السعودي، من بينها الدور الذي يقوم به في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتعزيزالصورة الذهنية للمملكة في الخارج، ونشر الوعي بالتحولات المجتمعية التي تشهدها المملكة، وفي تناول صورة الآخر.
وذكر السويدي أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة ندوات الإعلام العربي 2020، التي سينظمها المركز انطلاقاً من إدراكه المتعاظم بأهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة ما بات يعرف بـ «وسائل الإعلام الجديد»، التي يتصاعد دورها يوماً بعد يوم بفعل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وما أفرزته من تقدم مذهل في التقنيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
وتحدث في بداية الندوة، رئيس تحرير ومقدم برامج في قناة «MBC» علي العلياني في ورقة عرضها بعنوان «مهمة الإعلام السعودي في ضوء رؤية المملكة 2030»، إن الإعلام السعودي يعمل على توحيد الرسائل الموجهة للرأي العام حول رؤية المملكة 2030، وتصحيح ما قد يكون خطأً حولها، وتطوير الخطط الإعلامية والبرامج التنفيذية المرتبطة بها بشكل عام.
وأضاف العلياني أنه تم استحداث مركز التواصل الحكومي في المملكة العربية السعودية، الذي يهدف إلى تعزيز صورة المملكة محلياً وإقليمياً ودولياً، ورفع مستوى اعتزاز ووعي المواطنين واهتمامهم بسياسات الحكومة وبرامجها.
من جهته، تحدث رئيس تحرير جريدة الحياة في السعودية والخليج العربي سعود الريس عن «الصورة الذهنية عن المملكة: الماضي، والحاضر، والمستقبل»، وقال إن هناك وسائل إعلام غربية تحاول الإساءة إلى الإصلاحات الجذرية التي تشهدها المملكة العربية السعودية حالياً، ومن ثم فإن الإعلام السعودي تقع عليه مسؤولية كبيرة في التصدي لذلك الأمر.
وأضاف أن على وسائل الإعلام السعودية أن تعمل أيضاً على تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة في الخارج، مضيفاً أنه برغم أهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت اليوم بمنزلة السلطة الرابعة في المملكة، فإنه ينبغي عدم إهمال الإعلام التقليدي، بل تقديم كل أوجه الدعم له بالنظر إلى أهمية الدور الذي يلعبه في نقل الصورة الإيجابية إلى الخارج.
وذكر مساعد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الدولية زيد بن كمي، في ورقة بعنوان: «أهمية الوعي الإعلامي في ظل التحولات المجتمعية في المملكة»، أن الإعلام السعودي لعب عدداً من الأدوار المهمة في مجال توعية المجتمع بمبادرات وبرامج رؤية المملكة 2030، حيث سلط الضوء على الإنجازات الفكرية والتنموية والإبداعات الصناعية والزراعية والثقافية، وعلى ضرورة الاهتمام بقضايا البيئة، وتمكين المرأة وتعزيز دورها في عملية التنمية، إضافة إلى قيامه بالتوعية بأهمية التربية الغذائية ومحو الأمية والتوعية الصحية وثقافة التعامل مع الشبكة الإلكترونية.
وتناول المشرف العام على منتدى الإعلام السعودي، رئيس تحرير مجلتي «سيدتي» و«الرجل»، محمد الحارثي «صورة الآخر في الإعلام السعودي»، وقال إن الإعلام العربي والسعودي يعاني مشكلة التعميم، فكما نتهم الإعلام الغربي بتعميم صورة سلبية عن العرب والمسلمين، فالإعلام لدينا يعاني المشكلة نفسها أيضاً في تعامله مع الغرب، موضحاً أن نظرتنا للآخر تحكمها العاطفة لا العقل، وذكر أن الصورة النمطية تنشأ من الفراغ المعرفي، والإدراك الانتقائي، فنحن نأخذ من المعلومات ما يتوافق مع قناعاتنا، مشدداً على ضرورة الانفتاح على الآخر، حتى يكون بإمكاننا بناء صورة حقيقية عنه.
وأكد أن تجاوز الصورة النمطية السلبية يتطلب وجود منصات إعلامية قوية تعمل في ظل مناخ إيجابي ومواتٍ، وبناء علاقات قوية مع الآخر لمعرفته بشكل حقيقي، وتجاوز خطاب الكراهية عن طريق تجريم هذا الخطاب، والتصالح مع الذات وتحقيق السلام الداخلي، والنظر إلى الإعلام بصفته شريكاً في نجاحات مؤسسات الدولة.