-A +A
أحمد سكوتي (جدة) askoty@
فيما انشغلت كل دول العالم بمواجهة فايروس كورونا على صيغة «نفسي نفسي»، قدمت السعودية للعالم أجمعه صيغة إنسانية محورها التكاتف والتعاون والتآزر، بقالب يحمل شعار «الإنسانية أولا وأخيرا».

ورغم حالة التيه والإحباط التي اجتاحت الكثير من بلدان العالم وهي لا تعرف كيفية التعامل مع فايروس شرس غامض، فانكفأت كبرياتها على نفسها، وانغمست صغارها في التسليم والاستسلام وطلب المعونة، كانت السعودية مبادرة في تحريك المياه الراكدة في كل تلك الدول، فدعت دول الـ (G20)، لقمة عاجلة افتراضية مراعاة لظروف الحدث ومواكبة لأهمية الظرف، فكانت قمة الرياض الأولى في العالم التي أقيمت افتراضيا وعن بعد بتقنية الذكاء الاصطناعي.


من البداية بادرت السعودية باحتضان كل المصابين المارين عبرها، فوضعتهم في الرعاية الصحية بلا تفرقة أو عنصرية، وهو ما دللته البيانات الصحية، إذ حملت الأرقام تعداد المكان لا تعداد الجنسيات، فتكرست النظرة الأولى في أن الإنسانية شعار المرحلة ولا مجال لأي حديث خلاف ذلك. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سارعت السعودية بإرسال معونات طبية إلى الصين بؤرة تفشي المرض، وعمدت سفاراتها في الخارج إلى تبني سياسة الدعم الطبي عاجلا غير آجل.

ولأن الأمر أكثر خطورة جاءت مبادرة الملك سلمان، بدعوة قادة مجموعة العشرين إلى القمة الافتراضية، فالتأم الشمل عبر الإنترنت لوضع النقاط على الحروف. وضعت السعودية محاورها على طاولة الزعماء، بشعار الشفافية، ولا للأنانية، أو الانشغال بإنقاذ فئة دون أخرى، بل يجب أن يتكاتف العالم بأسره لإنقاذ البشرية، ويجب أن تسيل الأموال لإنقاذ الضعفاء في بلدان نائية ونامية، حتى لا يواجهون شبح الموت بقلة الإمكانات. أما على الصعيد الإنساني، أصدرت السعودية رسالة للعالم، بأنه يجب أن نسير في 3 مسارات تشمل دعم الأبحاث الطبية لتوفير لقاح ودواء، ونهضة الهمم لإنقاذ الاقتصاد العالمي قبل انهياره، وحرية عبور السلع خصوصا الأدوية والمعدات الطبية، فلا مجال للتقوقع خلف الترسانات لكل دولة، دون التفكير في الآخرين.

رسالة السعودية للعالم كانت واضحة، والخطوات جادة، فعلى العالم أن يعرف كيف تفكر السعودية وبأي طريقة تبني إستراتيجياتها.