-A +A
محمد سعود (الرياض) mohamdsaud@
لم يدر في خلد السعوديين المعروفين بكرمهم وحبهم للقاءات والتغني بشوارع وأسواق بلادهم أن أزمة جائحة كورونا ستجعلهم مرغمين على أقسى أنواع الفراق بدءا من عدم المصافحة ووصولا إلى التباعد، الذي أوصت به الجهات المختصة حفاظا على سلامتهم من العدو الخفي. وأضحى أبناء الكرم والمحبة والمودة أسرى لعادات جديدة تتناقض مع سلوك الذي يمتازون به، فمجالسهم العامرة بالأقارب والأصدقاء خالية من روادها على غير عادتهم، تجنبا لنقل العدوى الفايروس. وفي أزمة «كورونا»، ظهرت مصطلحات جديدة على المجتمع السعودي، ولا تقارب بين أفراده حتى تزول الجائحة، من خلال الرسائل الصحية التي تحثهم على «التباعد»، الذي فرضته الأزمة، وشوارع مدنهم خالية من مرتاديها بسبب مصطلح «منع التجول»، وهو الآخر غير معتاد لديهم، و«عزل» عند الاشتباه بالإصابة بالفايروس أو مخالطة المصابين. ودرجت كلمات لم يتفوه بها السعوديون، الذين يحتفلون بنجاحات بلادهم حتى الآن، ويفتخرون بإنجازاتهم، ومنها «حجر صحي» للمصابين بالفايروس، ومصطلح «جائحة» الذي وصف به «كورونا»، واستجابوا لنداءات الجهات ذات العلاقة، ليقفوا مع بلادهم في حربها على الفايروس، مؤكدين أن سلامتهم ووطنهم تحظى بأولوية لديهم. وعلى رغم أن مصطلحات أزمة «كورونا» جديدة على المجتمع السعودي، إلا أنه أصبح مضرب مثل عالمي في التعامل مع الجائحة، من خلال تسهيل الإجراءات كافة للمواطنين العالقين في الخارج لعودتهم إلى أرض الوطن، والإجراءات التي ساهمت في بقاء السعوديين في منازلهم، «والتباعد» المؤقت عن لقاء الأحباب والأصدقاء.