تفاقم الخلاف بين الولايات المتحدة والصين بشأن المسؤولية عن تفشي وباء (كوفيد-19). ففيما سخر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الإحصاءات الصينية المتعلقة بعدد الإصابات والوفيات هناك؛ قرر محامون أمريكيون مقاضاة الصين، للحصول على تعويضات تقدر بتريليونات الدولارات، متهمين القيادة الشيوعية في بكين بالإهمال، والسماح بتسرب فايروس كورونا الجديد من مختبراتها، والتستر على ذلك. ووصف ترمب الإحصاء الرسمي الصيني لعدد الوفيات بالفايروس بأنه «مستحيل». وقاطع ترمب منسقة الرد الحكومي الأمريكي على جائحة كورونا الدكتورة ديبورا بريكس، خلال الإيجاز الصحفي اليومي في البيت الأبيض (السبت)، وهي تعرض رسماً بيانياً بعدد الوفيات في دول العالم، ليتساءل وهو يشير إلى الإحصاء الصيني: «هل يوجد من يصدق هذا الرقم حقاً»؟ ووافقته بريكس بقولها إن الصين أخفقت في «التزامها الأخلاقي» بالشفافية حيال الوباء. والرقم الصيني يعد منخفضاً جداً حيال إحصاءات الدول الأخرى. إذ إن بكين تقول إن الجائحة تسببت في 0.33 وفاة من بين كل 100 ألف من السكان، بينما يصل الرقم إلى 11.24 من كل 100 ألف أمريكي، و45.2 من كل 100 ألف بلجيكي. واستغربت بريكس كيف يكون العدد صغيراً في الصين، في حين أنه مخيف في بلدان غربية متقدمة، تملك أنظمة صحية متطورة. وزاد الهجوم الغربي على بكين بعدما عمدت الأخيرة (الجمعة) إلى إعلان زيادة عدد الوفيات في مدينة ووهان، المعقل الذي انطلق منه الوباء، بنحو 1290 وفاة. ورداً على سؤال إن كان يصدق ما يشاع عن تسرب الفايروس من مختبر في ووهان، قال ترمب: «حسناً. لقد قالوا إنهم يجرون تحقيقاً في ذلك. دعونا نرى ماذا سيحدث في ذلك التحقيق. ولكن نحن أيضاً نقوم بتحقيق من جانبنا». وقدم مكتب بيرمان للمحاماة في ولاية فلوريدا دعوى قضائية نيابة عن مواطنين من عدة دول، منها بريطانيا وأمريكا، لمطالبة الصين بتعويضات تريليونية. وكان هؤلاء المحامون الأمريكيون ربحوا دعوى ضد الصين قبل 3 سنوات، وحصلوا على تعويض قدره 1.2 مليار دولار، بعد إدانة بكين بتصنيع مواد بناء معيبة. وفي الوقت نفسه، تعالت صيحات في الولايات المتحدة بضرورة إجراء تحقيق في كيفية خروج فايروس كورونا الجديد من مختبر في ووهان، ليهدد العالم بأسره. وقال وزير الخارجية البريطاني القائم بأعمال رئيس الحكومة البريطانية دومينيك راب، الأسبوع الماضي، إن الأمور لن تعود لطبيعتها في العلاقات مع الصين بعد انتهاء نازلة (كوفيد-19). وتواجه الصين اتهامات بحجب المعلومات، ومنع عدد من الفرق الصحية الأجنبية من خبراء الصحة العامة من دخول البلاد للتحقق، وإخراس عدد من الأطباء الصينيين الذين سربوا نبأ خروج الفايروس من المختبر المذكور. وذكرت نتائج استطلاع للرأي العام في بريطانيا الأسبوع الماضي أن نحو ثلاثة أرباع البريطانيين يعتقدون أن على المملكة المتحدة مقاضاة بكين على تعاملها مع الجائحة. وقال 83% من البريطانيين إنه تتعين ملاحقة الصين في المحاكم الدولية. ودعا المحامي البريطاني المرموق جيفري روبرتسون (الجمعة) الأمم المتحدة لفتح تحقيق دولي في شأن أصل فايروس كورونا الجديد.